قصة نجاح في مديرية تربية حماة
أضواء منارة في مديرية تربية حماة وحتى ساعات متأخرة من الليل تستدعي الفضول تارة ،والعديد من التساؤلات تارة أخرى ، فهل هناك من نسي ضوء مكتبه مناراً في الطابق الثاني من مبنى التربية؟؟!
إن كل عابر من أمام مديرية التربية يظن ذلك ويتحدث عن إهمال بعض الموظفين ،وكنت من أولئك حتى قادني الفضول لمعرفة ما يجري وما هو سر تلك الأضواء المنارة والتي استمرت لأعوام ، وبعد البحث والسؤال تبين بأن هناك من يعمل مساء في تلك المكاتب ، فكانت زيارتنا لهم لنجد مجموعة من الموظفين والموظفات منهمكين في مكاتبهم , دهشنا لما رأينا، مجموعة من العاملين في التربية هنا جالسون رغم البرد والمطر ،تجمع البعض منهم في مكتب واحد لضرورة طبيعة العمل ومنهم من انفرد بمكتبه لإنجاز ما طلب منه من عمل لم نتساءل يوماً عنه، نعم هل تساءل أحدنا عن طبيعة عمل إنجاز مسابقات التعيين ولكافة الفئات وكيف ينجز دون أن تكون هناك أخطاء وكيف يسير العمل دون أن يجد المتقدم للمسابقة اسمه قد سقط سهواً فخسر فرصة التوظيف ؟؟!! كيف لهذه المسابقات أن تسير بوتيرة وبدقة متناهية ؟!!
لقد كانت الفداء حاضرة ومتابعة ، فقد توجهنا إلى مديرية التربية مساء لنجد هذا الفريق يعمل بيد واحدة فريق مؤلف من دائرة الشؤون الإدارية في تربية حماة لقّب باسم فريق المهام الصعبة ،عمل ويعمل لمدة ست سنوات متتالية منهم من غادر ولم يتابع لظروف خاصة ومنهم من استمر دون أن يطلب من أحد أن يرى ماذا يعمل أو يطلب أي تقدير أو تكريم من أي جهة كانت ، كان يعمل هذا الفريق لأنه يحب العمل ولأنه مؤمن أنه في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد لا بد من العمل لنتجاوز كل الصعاب ، إنه فريق تعجز حروف أو كلمات عن وصفه ووصف تفانيه في عمله بل دقته اللامتناهية في إنجاز العمل ، لقد عمل رغم أن أحداً لم يسمع به وكله إيمان بأن بلده يستحق التقديم لأجله.
تراهم يجتمعون على طاولة واحدة في قاعة المحاضرات والحواسيب بين أيديهم، وكل ما يلزم من عدة العمل ، وتارة أخرى ينتشرون في مكاتب قسم الشؤون الإدارية لإنجاز خطوات مدروسة وضعت لسير العمل ،
لقد كانت لنا وقفة مع هذا الفريق الذي لم تزين صوره صفحات الفيس أو غيرها ، الجنود المجهولون الذين يدافعون عن بنيان وطنهم ولكن بطريقتهم، لقد تحدثوا معنا وبحلسة حوارية بدأناها بالاستفسار عن :
طبيعة وآلية العمل الذي قاموا به خلال الست سنوات الماضية :
“نحن خلال السنوات الماضية عملنا على المسابقات كافة التي أصدرتها وزارة التربية فيما يخص محافظة حماة ، والبالغ عددها تسع مسابقات ، هذا ماعدا العمل على القاموس الالكتروني وإنهاء البطاقات الذاتية التي يجب أن تكون مواكبة لآخر تحديث لها، كما كان لدينا عمل التأمين الصحي والعمل في الامتحانات من خلال التنتيج أو المتابعة والتشكيلات وهو عمل صباحي ومسائي بغض النظر عن العمل المفروض علينا متابعته في مكاتبنا وطبعاً عملنا في المكاتب لم يتأثر أو يتعطل بأي شكل من الأشكال. كان العمل المسائي في معظمه خاصا بمسابقات التعين فبعد صدورها يأتي دور دائرة الشؤون الإدارية من تنظيم وتشكيل لجان استلام الطلبات وأماكن توزيع هذه اللجان وهذه اللجان تقوم باستلام الطلبات من المتقدمين وأرشفتها وطبعا الأرشفة تكون مسائية هي وعملية التدقيق أما استلام الطلبات فهو عمل صباحي.
ليعمل الجميع وبجو من الانسجام والتآلف قائلين إن آلية العمل مهمة “فهناك خطوات كثيرة علينا إنجازها وقبل الإنجاز كان علينا أن ندرك قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا وضرورة الالتزام بخطوات معينة فكان هناك : أرشفة , أضابير , تصديق , مراسلة السجل العام , أرشفة قرارات …ألخ.”
من كان يتابع العمل ؟
كانت هناك متابعة يومية من قبل مدير التربية يحيى المنجد الذي كان يزورنا بشكل يومي ومتابعة يومية ساعية من قبل رئيس دائرة الشؤون الإدارية الذي كان ينام في مديرية التربية لأيام عديدة لمتابعة ما نقوم به من عمل والعمل معنا
هل اقتصر عملكم عل المسابقات ؟
لم يقتصر العمل على المسابقات فقد كنا نعمل على القاموس الالكتروني فقد طلب منا تحديث القاموس وتحويله من ورقي إلى إلكتروني ، فبعد أن كان قاموس العاملين ورقياً وأي مراجع يضطر ليبحث عن اسمه ورقياً وربما لساعات فقد تم التحديث بعد أن كان مؤتمتاً بشكل جزئي وقمنا بأتمته وبشكل كامل ، ولقد استمر العمل على هذا القاموس لسنوات ، والآن نحن في المرحلة الأخيرة فلقد قمنا بأتمتة جميع البيانات للعاملين وإدخال البطاقة الشخصية كاملة للعاملين مع الأرقام الوطنية والاختصاصات والقائم على رأس العمل وغير القائم والمرحلة القادمة هي تحديد مكان العمل وتحديد تنقلات العاملين وكل ذلك ضمن قاعدة البيانات المنجزة والتي تضم أكثر من (32 ألف عامل) وطبعا هذا العمل كان متوازياً مع عملنا في المسابقات ، فالعمل في القاموس الإلكتروني كان يمشي بشكل مواز للعمل في المسابقات, معقبا لمن لا يعلم ما هو القاموس الالكتروني : هو سجل كامل عن العاملين /
المواليد / القيد/ الفئة / الاختصاص //نوع الشهادة /تاريخ التعيين / الوضع الوظيفي / سبب الانفكاك إن وجد / الإجازات / التنقلات .
ماهي أهم سمة في عملكم ؟
إن أهم ما تتطلبه طبيعة العمل هو الدقة في العمل فكان الخطأ ممنوعاً بالنسبة لنا وهو قرار اتخذناه لأن أي قرار سيصدر سيتم تصديقه ويتم تأشيره فأي خطأ يمكن أن يتسبب بمشكلة مثلاً في الراتب أو غيره .
هل وجدتم متعة بما تقومون به؟
المتعة الحقيقية التي كنا نشعر بها هي عندما ننجز مرحلة ما طلبت منا ، ليضيف أحدهم بأنه قد وصلته للتو إشعار من الفيس البوك /لديك ذكرى منذ أربع سنوات / تعلن وزارة التربية عن إجراء مسابقة تعيين 2017 فئة أولى / مضيفاً إن هذه الذكريات هي المتعة الحقيقية فكم تعبنا بالعمل بهذه المسابقة ولمدة عامين متتاليين .”
هل شعرتم بالملل أثناء العمل ؟
أحياناً كنا نشعر بالملل ولكن كان رئيس الدائرة بكلماته المشجعة تشحن هممنا ويعطينا طاقة إيجابية وأحياناً كان يساعدنا في العمل نفسه بالإضافة لما يقوم به من عمل
إننا نعمل لأننا نحب العمل ولأننا نريد أن ننجح في عملنا وكان أجمل ما نراه هو ثمرة عملنا صباحاً بعد عناء مساء طويل ، ولأننا نعي بأن أي خطأ قد يودي بمستقبل إنسان ،هناك حس بالمسؤولية جعلنا نكون أوفياء لعملنا ولمن وثق بنا .
هلاّ أخبرتمونا عن كيفية انتقائكم ؟
إن رئيس الشؤون الإدارية من قام باختيار هذا الفريق الذي أطلق عليه اسم فريق المهام الصعبة على أساس من الدقة في العمل والسرعة في الإنجاز بالإضافة إلى الخبرة المطلوبة وصفة الصبر التي يجب أن يتمتع بها الفريق , وإن أهم ما طغى على هذا الفريق هو روح الجماعة فكنا ننجز العمل كيد واحدة وعلى أكمل وجه مع استمرارية العمل حتى إنجازه , فوجود روح الجماعة زللت كل الصعوبات فكنا نكمل العمل ثم ننتقل لإنجاز غيره , فلا نبدأ بعمل لاحق دون إنجاز السابق ، حبنا لعملنا دفعنا للعمل بإخلاص وإتقان ، نحن عائلة واحدة منذ عام 2015 وسنبقى ولنا ذكريات عمل لا تنسى .
وبهذه الكلمات اختتم فريق الجنود المجهولون فريق المهام الصعبة حديثه وبصورة تذكارية .
إن مثل هؤلاء العاملين الذين يعملون دون مقابل مادي ’، يستحقون كل تقدير، فريق ترفع له القبعة ، مثلهم من يستحق أن يكون قدوة يحتذى بها ، وبمثلهم يبنى الوطن ، وكم نحن بحاجة ماسة إلى أمثالهم في مثل هذه الأوقات ، فتحية لكل من عمل وسهر وتعب لإنجاز العمل إيمانا منه بقدسيته ، تحية إليكم ورود الأمل في حديقة العمل لمحافظة حماة .الفداء حاضرة وستبقى ترصد كل مجتهد
ملاحظة: .الفريق امتنع عن نشر صورته لأنه أراد أن يبقى
مجهولا
شذى الوليد الصباغ