مهما حاولت أن أصف المشهد الذي حدث أمامي عندما زارني الموظف المنتوف (م.ع)، فإنني لا أستطيع أن أعبر عن حالة الحزن والاكتئاب والغضب.. التي كانت تسيطر عليه.. فالرجل يعارك الحياة في ظروف قاسية وجيوبه خاوية.
وقصة الموظف المنتوف هذا صاحب الدخل المحدود والجيوب الخاوية, عندما تضيق به الدروب ،ويقبض على نافوخه الدائنون, يستنجد بمن يزيح عن ظهره كوابيس العوز التي تصفعه من كل صوب, ولايجد أمامه سوى مصارف القطاع العام وفي مقدمتها مصرف التسليف الشعبي. هذه المصارف التي وجدت لخدمة الموظف وحل مشكلاته المالية, لماذا أصبحت تعقّد الحلول؟ ومتى ينتهي من مشكلة الكفلاء ذوي الشروط والمقاييس المحددة؟ومتى تنتهي عملية اللف والدوران على كفيل يحمل شروط المصرف؟ ولماذا لايكون الكفيل هو محاسب دائرة الموظف؟
وقد ينتظر الموظف شهراً أو اثنين أو أكثر في زحمة المعاناة والعوز فيفاجأ أخيراً، وبعد هذا الانتظار الطويل ،بمبلغ أقل من المطلوب ،أو بلا شيء ،أو بتوقف عملية الإقراض ،وهنا يقبل الموظف بالضيم.. ولكن.. دبرها ياموظف إذا بتدبر؟ والسؤال المطروح:
ياسادة ياكرام: لماذا لايكون تسهيل العمل هو القاعدة..؟ ومصلحة الموظف(المواطن) فوق كل الشروط والتعقيدات.. وهل وجدت المصارف لخدمة الأثرياء فقط؟ دبرها .. إذا بتدبر؟!
توفيق زعزوع