كلمتان و(بس ).. في الشعور بعد المسؤولية

باتت ظاهرة الشعور بعدم المسؤولية ….والتقاعس عن أداء العمل الوظيفي بشكل جاد لموظفي القطاع العام وكذلك تسيّبهم أو خروجهم من أعمالهم وقت الدوام الرسمي بلا عذر وجيه أو مهمة رسمية من أكثر المظاهر سوءاً.
يرافقها أيضاً ظاهرة صرف أوقات العمل في الدردشة والتجوال داخل المؤسسة وطرح أحاديث فارغة , كل ذلك يؤدي إلى خلل في أداء العمل يعانيه القطاع العام , ويورث ضعفاً في أداء الوظيفة وقلة مردودية ويجلب انتقادات واسعة ولاذعة من قبل الرأي العام فالدوام الرسمي وقت مخصص للعمل الجاد لتخليص مصالح المواطنين والتعاطي مع قضاياهم ، وينبغي على كل موظف أن يراعي ذلك …
لقد بات التعثر وثقافة التأجيل هو السمة البارزة في تأخر مصالح المواطنين وكم ترى عندما تدخل مكتب موظف فقد تذهل لمنظر وجود رفوف مكدسة بملفات وقضايا المواطنين، وربما قد مرت عليها أزمنة طويلة ولم يفرج عنها بعد، وخاصة في المحاكم ودور القضاء , إنك تحسبهم كأنهم يعملون بمبدأ آلية التمديد والتأجيل فأكثر القضايا لايبت فيها إلا بعد سنين وسنين اللهم إلا إذا تدخلت المحسوبية والرشاوى.
وعندما تنتقد يأتيك الجواب إذ أن كثيراً مايجهر بها الموظفون في معظمهم، علانية أن اشتغالهم بالقطاع العمومي لايوفيهم حقوقهم المادية كاملة .. وأنهم متضررون .. ورواتبهم تظل ناقصة …الخ من التبريرات الواهية والمخادعة، وأحياناً محقة والتي تدفع بالكثيرين منهم إلى نهج أساليب خاصة في التقاعس عن العمل والغش والتقصير في الأداء، وقبول الرشوة والانغماس بالفساد يظهر ذلك جلياً في ظواهر التهرب والغياب عن العمل ، والمغادرة المبكرة لمقراته ،.. أضف إلى ذلك أنه أحياناً تلاحظ من الموظفين حتى نقصاً في الكفاءة والمؤهل وانعدام الطموح ليتعلم فقد دخل الوظيفة بالواسطة ولقي الدعم فبات فقط يقبض الراتب وينصرف.
إن تردي الأخلاق وانحسار القيم تعد من السمات الواضحة في العصر الحاضر، نتيجة لطغيان المادة على ما حولها من قيم ومبادئ، فالتقدم الباهر الذي وصل إليه الإنسان لم يحقق له التوازن النفسي الذي يبتغيه، بل إنه ساعد على اهتزاز القيم وضحالتها بداخله فأصبح كل ما يهمه المادة فحسب٬ فهو لايرى إلا ذاته، ولايسمع إلا صوته٬ ونتيجة لهذا ضعفت القيم التي تحافظ على الأخلاق والضمير والوجدان والمواطنة الصالحة …ناهيك عن أزمة الوطن التي زادت عن ثمان سنوات.
أنا لاأكتب من برج عاجي أنا من ذاك الزحام البشري الذي نراه كل يوم ومن أبناء الحياة وأعرف أن الغلاء والبلاء والفساد قد انتشر في أزمة الوطن بل زاد شططاً والرواتب غير كافية وهذا قد ساد على الجميع وتأثر به أكثر الموظفون وأصحاب الدخل المحدود لكنه ومع هذا فواجب الشرف والرزق الحلال والمواطنة الصالحة تفرض علينا أداء الواجب وقضاء حوائج الناس في ذلك رضا الله والضمير والناس ذوي الحاجات .
محمد مخلص حمشو