تداول المواطنون مؤخراً قصصاً وحكايا كثيرة عن وفيات بأنفلونزا الخنازير في بعض مشافي المحافظة الوطنية ، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار المرضى المصابين بهذا المرض الخطير ، واجتهدت أخرى بنشر أرقام عن الإصابات والوفيات فيها من المبالغة الكثير !.
ونحن هنا أي في هذا الملف ، نضع النقاط على الحروف ، ونعرض الحقيقة كاملة بموضوعية وبمنأى عن تجميل الواقع أو تقبيحه ، وبلغة الأرقام التي استقيناها من مصادرها الرئيسية ، والتي تفيد بتسجيل 7 وفيات في مشفى مصياف الوطني خلال أشهر تشرين الثاني وكانون الأول وكانون الثاني ، ولكن ليس نتيجة الإصابة بأنفلونزا الخنازير وإنما على خلفية ذات رئة قاعدية متقدمة ، فيما بلغ عدد المراجعين للمشفى المذكور خلال الفترة ذاتها 350 مصاباً بإنتانات تنفسية حادة وخيمة ، وقدمت لأصحابها الرعاية الطبية اللازمة وخُرّجت إلى بيوتها سليمةً معافاة.
في هذا الملف كل ما ترغبون معرفته – قراءنا الأعزاء – عن هذا المرض وهل هو حقيقة أم شائعة ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بانتشارها وتداولها بعيداً عن المنطق لتخويف الناس ولغايات شخصية ؟.
حماة : جميع المسوح كانت سلبية
الشائعة تبدأ بكلمة من شخص واحد، ولاتلبث أن تصبح هذه الكلمة جملة والجملة ربما تتعدى الأسطر وهذا ماحصل في الشائعة التي تداولها بعض الناس من وجود عدوى لأشخاص بمدينة حماة يحملون فيروس أنفلونزا الخنازير القاتل.
بعضهم قال : هناك حالة واحدة واستدار الأمر وتناقلته الألسنة حتى وصل إلى وجود عشرات المواطنين يحملون هذا الفيروس القاتل في بعض الأحيان، بل تعدت هذه الشائعات إلى أنه يوجد وفيات بين المصابين وإدارة المشفى الوطني أو مجمع الأسد الطبي يخفيان الحقيقة عن المواطنين.
فما مدى صحة هذه الإشاعات وماذا تعرف عن هذا الفيروس؟
هذا ماسنتعرف عليه في تحقيقنا الذي أجريناه حول حقيقة وجود أنفلونزا الخنازير بين المواطنين.
إنتانات عادية
في المشفى الوطني كان لنا اللقاء التالي مع المدير العام للهيئة العامة للمشفى الوطني الدكتور سليم خلوف الذي أكد أنه لاتوجد حالات أنفلونزا الخنازير حتى الآن، إنما هي حالات إنتانية عادية موسمية، وهي تظهر بشكل موسمي في فصل الشتاء، وأي حالة تحضر إلى المشفى تتابع في الشعبة الصدرية ويتم إعطاؤها العلاج اللازم والمجاني، علماً أنه يتوافر لدى الهيئة العامة للمشفى الوطني علاج الإنتانات التنفسية كما يتوافر علاج لحالات الأنفلونزا وهو مجاني.
60 حالة عولجت
وقال الدكتور خلوف: لاصحة لوجود إصابات بهذا الفيروس إنما هي حالات إنتانات تنفسية تلقت العلاج وتخرجت من المشفى معافاة، وقد بلغ عدد الحالات التي تمت معالجتها خلال الشهر الماضي من العام الفائت بالإضافة للحالات التي تم استقبالها في الشهر الأول من هذا العام إلى /60/ حالة مرضية، ولم يثبت منها حالات اشتباه وتمت معالجتها وتخريجها من المشفى بصحة وعافية.
يتوافر لدينا
وأضاف الدكتور خلوف : إن شعبة الصدرية يوجد فيها /15/ سريراً لاستقبال المرضى وقد تم استقبال مايقارب /20/ مريضاً للإنتانات خلال هذا الشهر وتمت المعالجة اللازمة وغادروا المشفى.
كما يوجد في الشعبة غرفتا عزل للمصابين بمرض معدٍ كمرضى السل وغيره، علماً أنه لايوجد في الغرفتين حالات عزل حالياً.
ماذا تعرف عن المرض؟
وحول أعراض الأنفلونزا يقول الدكتور خلوف : يعاني مصابو الأنفلونزا من سعال شديد ينتج عنه تقشع بعض الأحيان، كما يعانون من ترفع حروري مع أعراض صداع وآلام مفصلية ومعظم حالات الإنتانات التنفسية يكون السبب فيروسياً، والمعالجة عرضية فقط بمسكنات الألم مع خافضات الحرارة ومضادات الاحتقان وعندما تختلط هذه الالتهابات بإنتانات جرثومية / ذات رئة/ يصبح هناك دور للأدوية المضادة للالتهاب / الصادات الحيوية/، وعند تأخر العلاج اللازم وخاصة عند المرضى عاليي الخطورة مثل مرضى القلب ومرضى الأورام الخبيثة والمرضى الذين يتعاطون معالجة كيميائية يمكن أن تحصل الاختلاطات الشديدة وقد تصل لمرحلة القصور التنفسي ووضع المريض على التهوية الآلية.
نصيحة
وأشار الدكتور خلوف أنه يجب على المواطنين وخاصة المجموعات الخطرة والمذكورة أعلاه بالإضافة للعاملين بالقطاع الصحي أخذ لقاح الأنفلونزا الشهري، علماً أنه متوافر بشكل مجاني في المراكز التابعة لوزارة الصحة وهو فعال في احتضان بعض الحالات الإنتانية وليس له أيُّ تأثير سلبي على الجسم.
حالات عديدة
وفي شعبة الصدرية التقينا رئيسها الدكتور أسعد جليل الذي أكد بدوره أن الشعبة تراجعها حالات مرضية عديدة بحالات وأعراض تنفسية ومعظم الحالات في سياق الإنتانات الموسمية الشائعة في فصل الشتاء ويتم معالجة الحالات البسيطة في المنزل وعندما تختلط بذات الرئة يتم قبول المريض في المشفى لأخذ المعالجة الوردية ومعظم الحالات تستجيب على المعالجة ويتم الشفاء بشكل كامل علماً أن الأدوية متوافرة بشكل كامل في السوق المحلية وفي صيدلية المشفى.
700 طفل راجعوا المجمع
وفي الهيئة العامة لمجمع الأسد الطبي التقينا مديرها الدكتور ماهر الياسين الذي أكد أنه لايوجد حالات أنفلونزا الخنازير في مدينة حماة، إنما هي حالات رشح عادية وموسمية ولاتحتاج سوى إلى علاج بسيط عن طريق المسكنات وأدوية الالتهاب.
وأنه راجع المجمع من الشهر الماضي وخلال الشهر الحالي وهي ذروة الإصابة بالرشح /700/ طفل يعانون من أمراض الرشح الاعتيادي.
تم قبول نحو /450/ طفلاً لأنهم يعانون من أمراض التهاب قصبات وذات رئة وتحتاج هذه الإصابة لأخذ العلاج وتم تخريجهم جميعاً إلى منازلهم بصحة كاملة.
عشرون حالة
علماً أنه تم الشك بعشرين حالة وتم أخذ عينات منها إلى دمشق وإجراء المسح وتبين أنهم لايعانون من أنفلونزا الخنازير وتمت معالجتهم بالصادات الحيوية والعلاج المناسب.
ونؤكد أنه في الهيئة العامة لمجمع الأسد الطبي يتوافر لدينا الدواء اللازم لعلاج حالات الرشح والتهاب القصبات بالإضافة إلى علاج حالات الأنفلونزا إذا وجدت لاسمح الله.
5000 -6000 مريض
وعن أعداد المرضى الذين يراجعون المجمع قال الدكتور الياسين : راجع مجمع الأسد الطبي العام الماضي مايقارب /5000 -6000/ مريض بمختلف الإصابات والحالات المرضية وتم قبول /2200/ منهم في قسم الأطفال و /49/ مريضاً في قسم عناية الأطفال المشددة.
كما راجع المجمع نحو 600 امرأة حامل لفحصهن وحالة الجنين وتم قبول 350 مريضة منهن لإجراء عمليات ولادة طبيعية وقيصرية.
ياسر العمر
مصياف : الوفيات سببها الكريب الحاد
تكثر في فصل الشتاء حالات الأنفلونزا وهذا أمر طبيعي في هذا الوقت من السنة ولكن ما هو غير طبيعي الشائعات التي نسمعها بكثرة، حتى أنها أصبحت حديث الشارع في منطقة مصياف، حول انتشار مرض أنفلونزا الخنازير،وأنه توجد وفيات ناجمة عن الإصابة بالمرض بعد تعرض هذه الحالات لإنتانات بالجهاز التنفسي والتهاب قصبات وذات رئة .
فهل ما يشاع صحيح، و هل تتوافر الأدوية اللازمة ومتى يجب مراجعة الطبيب؟.
كريب حاد ووفيات
بدأنا من مدير الهيئة العامة لمشفى مصياف الوطني الدكتور ماهر اليونس حيث قال:
لايوجد ما هو غير مألوف أو غير اعتيادي ففي هذا الوقت من السنة تكثر فيه إصابات الأنفلونزا وما وصل إلى مشفى مصياف الوطني حالات أنفلونزا عادية، كريب حاد والتهاب قصبات وذات رئة ومنها بحالات متقدمة أدت إلى الوفاة ولكن لم يثبت بأنها إصابات بمرض H1N1// فقد أرسلنا 6 مسحات إلى دمشق للتأكد من الحالات وجميعها كانت نتائجها سلبية، أي لا حالات مثبتة ومن غير الممكن إطلاقاً إثبات حالة ما من دون إجراء مسحة فهي الدليل القاطع.
علماً أن عدد الحالات التي تم تحويلها إلى المشفى هائل جداً وكبير، وخاصة من الأطفال وجميعها إصابات بأمراض ذات رئة والتهاب قصبات والوفيات حدثت عند أشخاص معمرين مناعتهم ضعيفة، كذلك عند سيدة حامل تم تحويلها إلى مشفى مصياف الوطني بعد أن مر أكثر من شهر على إصابتها بالكريب وخلال هذه الفترة أعطيت لها الأدوية بشكل عشوائي ما أدى إلى تفاقم الحالة, وبالتالي وفاتها وبالنسبة للإصابات بين الأطفال صحيح أن العدد هائل ولكن الحمد لله لم تحدث أي وفيات، علماً أنه في حال الشك أو رؤية أعراض شديدة ناجمة عن إنتانات ذات رئة لدى أي مريض مباشرة يعطى الدواء النوعي لأنفلونزا الخنازير «تامفبلو» والدواء متوافر بالمشفى وكذلك في الصيدليات .
العلاج الخاطئ يفاقم المشكلة
ولفت الدكتور ماهر إلى أن العلاج الخاطئ إضافة إلى التأخر في العلاج يؤدي إلى تفاقم الحالة حيث قال: للأسف مراجعة المريض لطبيب غير مختص منتشرة بكثرة، حيث يوصف له الدواء غير المناسب ولجوء بعضهم إلى العلاج بالأعشاب أو مراجعة الصيدلية القريبة من منزلهم، كلها أسباب تفاقم الحالة ومانودّه من أي شخص مراجعة المشفى حيث يعطى الدواء المناسب في حال ظهور أي أعراض مثل السعال الجاف، وارتفاع درجة الحرارة وعدم التأخر، فمن المهم إلقاء الضوء على هذا الجانب من أجل التوعية للناس.
الحطب وتفل الزيتون خطر
عدد من الأطباء المختصين أكدوا أن الحالات الموجودة من أنماط الأنفلونزا الاعتيادية ،وتكون الحالات أقوى وأكثر خطورة عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وشائعة مثل أمراض القلب والقصور الكلوي والأمراض التنفسية والأمراض الصدرية أو كبار السن وكذلك الحوامل .
مؤكدين أن لجوء العديد إلى التدفئة بالحطب أو تفل الزيتون هو السبب في تزايد عدد حالات التهاب القصبات وذات الرئة، ويزداد الطين بلة في الإهمال والتأخير بعلاجها.
وأضافوا: مانود قوله يجب عدم الاستهانة بالمرض ومراجعة المشفى لأن العلاج الخاطئ يفاقم الحالة .
الوقاية
ومن المهم اتباع عدة خطوات تساعد في الوقاية إلى حد ما كتجنب الأماكن المزدحمة وغسل الأيدي، وفي حال الإصابة من المهم جداً عدم التداوي بالطب الشعبي وعدم تناول الدواء عن طريق وصفة الصيدلاني والراحة التامة والإكثار من السوائل.
الدكتور فراس مطر الاختصاصي بأمراض الأطفال قال:
لايوجد أي إثباتات، والحالات فقط مشتبهة علماً أننا نطلب الدراسات المخبرية عند وجود حالات مشتبهة بقوة ونحن نغطي كل الحالات من حيث العلاج.
نسرين سليمان
الغاب: لا جائحة و52 حالة كريب وخيم
تستعد الكوادر العاملة في مجال الصحة بشقيها التثقيفي والعلاجي مع بداية فصل الشتاء لنشر الوعي الصحي و ضبط العدوى، خصوصاً لدى الفئات الأكثر عرضة لتلقي العدوى والإصابة بالأمراض، ومنها العاملين في المجال الصحي والمصابين بأمراض مزمنة والأطفال وكبار السن و الحوامل .
إضافة إلى تأمين العزل والعلاج لأي حالة مصابة بأنفلونزا الخنازير أو أي نوع آخر من أنواع الأنفلونزا ، فأي حالة مثبتة هي كإنذار لظهور حالات أخرى .
لا إصابات في الغاب
ولم تسجل حتى اليوم أي إصابة بأنفلونزا الخنازير في منطقة الغاب، وكل مايثار بهذا الشأن هو شائعات يتداولها العامة من دون التثبت من حقيقتها وصحتها.
فقد أكد مسؤول نظام الإبلاغ المباشر والاستجابة السريعة في منطقة الغاب سراج بولص أنه لاوجود لحالات مثبتة بمرض أنفلونزا الخنازير في منطقة الغاب H1N1، لكن هناك خمساً وعشرين حالة التهاب تنفسي حاد وخيم، و1381حالة تشبه أنفلونزا
وتم الإبلاغ عن جميع هذه الحالات من قبل مشفى السقيلبية الوطني.
حيث تم قبول جميع الحالات المبلّغ عنها وعلاجها بعد إجراء التحاليل المخبرية اللازمة وصور الصدر الشعاعية وجلسات ارذاذ و بالأدوية النوعية من صادات حيوية .
ويتم أخذ العينات للتحليل في مخابر تابعة لمديرية صحة حماة في السقيلبية أو في حماة ، وفي حال ثبوت أي حالة مرضية مصابة بأنفلونزا الخنازير يتم إبلاغ وزارة الصحة عن طريق مديرية صحة حماة.