كثيرون قد لايربطون بين طرق معاملة الطفل وتربيته وبين سلوكه، ومن دون أن ندري قد نساهم بذلك في إكساب الطفل عادات وسلوكيات يصعب التخلص منها مع الزمن.
بعض الأطفال تظهر لديهم بعض التصرفات العنيفة والشرسة، حيث يقوم الطفل ببعض الأعمال العنيفة المخرّبة مثل رمي الصحون على الأرض وتكسيرها، وإتلاف بعض مايقع في يده من أشياء صغيرة كاللعبة، والكتب أو أن يضرب الباب بيده أو يرفس الأثاث برجله، وما إلى ذلك من أعمال تتصف بالعنف والشدة والشراسة وقد تقوم الأم بمعاقبة طفلها على حدة طبعه وشراسته، حتى تمنعه من التمادي في هذه الأعمال وفي هذا السلوك السلبي السيء أو حتى تمنعه من تكرار مثل هذه التصرفات، لكنه لايلبث أن يعود إليها مرة أخرى، غير خائف ولا وَجل.
حدة الطبع تظهر عند الأطفال جميعاً لكن بدرجات متفاوتة، ويعبّر بها الطفل عن شخصيته ويعلن عن وجودها ويفرضها على المحيطين به كالوالدين والأهل جميعاً، ويكون لشخصية الطفل الموروثة دور كبير في ظهورها وتبلورها.
وغالباً ماتظهر عند الطفل الذي يتمتع بقدر كبير من النشاط الذي يميزه عن غيره من الأطفال، ولاتظهر عادة عند الطفل الهادئ، صاحب السلوك الجيد الذي يطيع أوامر والديه، ويتقبل الإرشادات والتعليمات، فإذا أساءت الأم التصرف مع طفلها نمّت لديه روح التمرد وحب الاستقلال، وتحدّي الأوامر المعطاة له وبشكل خاص في حال الزجر والعقوبة، فيتمادى الطفل كثيراً حتى تصبح حدة الطبع عادة متأصلة فيه. ومن الخطأ أن تعترض الأم على كل عمل يقوم به طفلها وأن تفسح له المجال في اللعب والرغبة في المرح والتسلية وعليها أن تجد له الجو المناسب للعب والمرح والتسلية، وكذلك عدم مسامحته على أي شيء وعدم تلبية كل متطلباته فالمسألة يلزمها الكثير من حالات التوازن في التربية، وعدم الإسراف في تدليل الطفل وتلبية رغباته قسراً. إن حسن التصرف وطرق معالجة الأخطاء المرتكبة من قبل الطفل لها دور كبير في تركيب شخصيته، فعلى الأم البحث دائماً عن مايريحه لكن بطرق معقولة، وتحقيق المعقول من طلباته، فالمعاملة تكون حسب الحالة وحسب السلوك، فلكل طفل شخصيته المستقلة، ولانستطيع أن نعامل كل الأطفال بنفس السوية، ذلك أن معاملة طفل كما يعامل غيره ممن يختلف عنه في الشخصية والسلوك والتصرف قد يثير الكثير من المشكلات والمتاعب له ولأمه ولوالده على حد سواء وحتى المحيطين به.
حول حدة الطبع والمزاج العنيف عند الطفل كان لنا لقاء مع المرشدة النفسية الآنسة مريم العلي التي حدثتنا قائلة:
تلعب الوراثة دوراً كبيراً في هذه المسألة وكذلك حالة الاكتساب، فالطفل من خلال حدته في التعامل يريد أن يوصل رسالة ما محاولاً التعبير عن شيء معين، ولظرف البيت وجو الأسرة أيضاً دور كبير وهام جداً في تنشئة الطفل فتعداد التربية لديه تخلق حالات مختلفة /تربية الوالدين، تربية الجد والجدة، والروضة../ ووجود أخ أكبر، وأصدقاء ورفاق اللعب، والمدرسة. فعلينا دائماً الابتعاد قدر الإمكان عن التعنيف وبشكل خاص من قبل الأم وتوفير الجو السليم بين الوالدين والأخوة، وأن نلجأ إلى الحوار مع الطفل وإيصال رسالة هامة هدفها التربية السليمة والقويمة والبحث الدائم عن الروضات التي تعمل بشكل أكاديمي وعلمي حتى نستطيع متابعة الطفل في جميع مراحل حياته وخصوصاً في بداياته.
مجيب بصو
المزيد...