للمخدرات أثار صحية واجتماعية ونفسية ولها انعكاسها السلبي على الفرد والأسرة والمجتمع وللمدرسة والبيت والمرشد النفسي دور بارز للتوعية بأضرار المخدرات لذلك صدق من سماها ( آفة العصر) لأن وجعها يأخذ من عقول وأجساد أولادنا مايؤثر على الجوانب الشخصية بكاملها.
رفاق السوء
هادي الخش 25 سنة صاحب محل سوبر ماركت يقول:
الشخص الذي يتعاطى المخدرات لاعتقاده أنه حل لأمر أو لمشكلة ما أو التخلص من ضغط معين هذا السلوك ليس أسلوباً لحل المشكلات والتي تظهر بحدوث خلافات مع الأسرة ومع الأهل والتقصير في الدراسة.
ولابد من الابتعاد عن رفاق السوء وعدم الاستسلام لعبارات التحريض التي تعزف على وتر ( أنت لست رجلاً) علماً أن الرجولة هنا لاتقاس بالمخدرات ولا الدخان أو الأركيلة وإنما تقاس بمواقف حقيقية بالدراسة والعمل والنشاط والرياضة والفنون وهناك وقت فراغ طويل، فالتلميذ والطفل والطالب لايدري كيف يملأ هذا الفراغ أو كيف يعمل وهذه يمكن أن تكون من الأسباب التي تؤدي إلى الهروب ربما نحو مثل هذه العادات.
تلف الجهاز العصبي
المرشد النفسي غياث الأحمد يقول:
في حال تعاطي المخدرات للطلاب واليافعين أول مايتأثر هو المهارات العقلية كالانتباه والإدراك والاستيعاب وهذه المهارات مجتمعة تؤدي في حال التعاطي لضعف التذكر والنسيان لأشياء كثيرة منها بحيث لم يعد الطالب يدرك بشكل جيد فالصغير يراه كبيراً والكبير صغيراً وحين تقد النصيحة من الأهل من أي شخص كبير مقرب لايدرك الشخص المتعاطي للمخدرات أهمية النصيحة المقدمة أو الموقف المعبر عن وضوح الرؤية بمعنى لايدرك الطالب أو أي شخص أين الصح وأين الخطأ فتختلط عليه الأمور بالمجمل نتيجة تلف الجهاز العصبي بفعل المخدرات التي تسجل تدميراً
للعلاقات الاجتماعية بشكل أو بآخر تبدأ بالأسرة إذ تكثر الخلافات ويصبح الأهل غير راضين عما يفعله أبناؤهم مايؤدي إلى قطع التواصل بين الطالب ومحيطه الأسري وحتى الاجتماعي ويلجأ الطالب إلى بناء علاقات جديدة مع أقران جدد تاركاً رفاقه القدماء والسبب يعود إلى أن هؤلاء بدؤوا يخافون منه حين ينتبهون أن عيونه حمراء يتحدث دون تركيز وبدل أن يذهب إلى المنزل يذهب إلى أماكن أخرى والنتيجة تقصير دراسي وحركات غير طبيعية ، نفور الزملاء من حوله لذلك يصبح على الأغلب الشخص المتعاطي للمخدرات انعزالياً لأنه لايريد أن يراه أحد.
سلطنة وسرقة
هدى الحامد مرشدة تربوية تقول: المتعاطي يلجأ إلى السرقة ويصبح هناك فقدان للأشياء الثمينة في المنزل ويتم اختيار طلاب المدارس لهذه المهمة في الترويج لأن العمر الزمني لهذه الفئة هو الأكثر قدرة على التأثير والاستقطاب من الآخرين ويبدأ مشوار الانحراف بالأشياء المحروم منها مثل ( تعال معنا .. أهلك موشايفين.. عنا سهرة حلوة) .. رح نعطيك أشياء مهمة تحبها وحين يعيش الشخص المقصود الجو . يأخذ حبة وتعجبه لأول مرة ومن ثم ينطفئ وبعدها، وبالتالي كل مرة يريد ويحتاج لأخذ حبة وهو ليس لديه المال فيلجأ إلى السرقة وشيئاً فشيئاً يصبح لديه ابتعاد عن العمل والدراسة وكل الأنشطة التي كان يمارسها ضمن فريق رياضي أو فنون أو رسم وهنا يدخل الطالب أو التلميذ بحالة اكتئاب ويخرج من الواقع أي لم يعد يعيش في الواقع دائماً منعزل ولم يعد لديه القدرة ةعلى حل المشكلات.
للأسرة دور بارز
سلاف الحيط مرشدة اجتماعية تقول للأسرة دور كبير لأنها خط الدفاع الأول للطفل لاسيما في السنوات العشر الأولى , إذ من الضروري الإصغاء إلى الأطفال والأبناء وسماع مشكلاتهم وإبعادهم عن رفاق السوء بعيداً عن النقد واللوم والتوبيخ فالإستراتيجية التي يجب أن تتبعها الأسرة أن تصغي بشكل جيد لابنها كي تعرف السبب الذي جعله ينحرف تجاه المخدرات ثانياً من المهم أن تساعد الأسرة أبناءها على تحدي الأفكار السلبية كأن يقف الطفل ويقول أمام أسرته أنا عاجز فينعونه بعبارة الفاشل .
ختاماً
هيثم السيد باحث اجتماعي يقول : تعرف الأسرة أن ابنها سلك خطأ أو اتجاهاً جديداً عندما يبدأ يتغيب عن المدرسة ويختلق الأعذار وهذا يجب أن تلاحظه المدرسة والأسرة ولاسيما أن الأبناء يلجؤون إلى الكذب ولابد للأسرة من التواصل المستمر مع المدرسة فيتحول التلميذ أو الطالب إلى خمول ومضطرب ومهمل لمظهره العام بعد أن كان مجداً وفاعلاً ونشيطاً
فكلما انتبهت الأسرة على تصرفات ابنها وأخبرت المدرسة كان الحل ممكناً فالمدرسة لديها القدرة لمعالجة مشاكل الطفل وعلى المدارس تصميم بروشورات وملصقات ورسوم تتحدث عن النتائج السلبية للمخدرات كي يصبح العمل جزءاً من خطة مدروسة تعطي نتائج صحيحة وسليمة.
عبد المجيد الرحمون