ارتباط تأخر التعليم بتأخر التربية فـي جـولـة للفــــداء علــى المــدارس

زرنا بعضاً من المدارس بهدف التماس مع مشاهدات خارج المدرسة ، أشارت لخلل يعانيه الطلاب و عدم اكتمال الحلقة الواجبة بين المجتمع و المدرسة ، و ذلك بعد مشاهدات أخرى خاصة أثناء العطلة الانتصافية الماضية ، تتعلق بالمستوى التعليمي لبعض المراحل الابتدائية التي تنذر بالخطر .
التربية
استمزجنا آراء عدة بزيارة بعض المدارس ( المساكن – العروبة – الطالبية … ) حيث توجهنا قصدا للمدارس الابتدائية لأنها تشكل اللبنة الأساسية في العملية التعليمية ، و بالطبع لم تكن النتائج مريحة ، فنحن نعيش ثورة اتصالات و تبادل معلومات سريعة ، تؤدي لتغيير جذري في المجتمع ، فيكون الزاد الحقيقي ضمن هذا التغيير هو متانة التربية و جودتها ، فهي عملية استمرارية لها عائد فعلي حقيقي إيجابي في حال توفر الاهتمام اللازم ، لكننا نفقد جزءا كبيرا من أساسيات التربية .
مختصين
التقينا سامر عيسى خريج علم النفس و التربية , و دار حوارنا حول إشكالية التعلم و التعليم و الوضع القائم فأشار بأن التأخر التعليمي وقع علينا لأسباب عدة تتبوب بأكثر من عنوان ، بدايتها تكون بالمستوى المادي للأسرة و ارتفاع عدد أفرادها وضعف المستوى الثقافي للآباء ، بالإضافة للنزاع الأسري ، كل ذلك يخلق تعاملاً معروف الصفات في هذه الأسرة ، يصبح مع الزمن أساساً للعلاقة بين أفرادها ، وبالطبع هو أساس خاطئ لاينتمي لضرورة وأهمية التربية ومن ثم التعليم ، فتكون النتائج سلبية في العملية التعليمية ، بالإضافة لإقامة علاقات مع أصدقاء ليس لديهم اهتمام بالدراسة و التحصيل العلمي ، هنا يتلاقى الوضع الداخلي للأسرة مع مفرزات من الأصدقاء و تكون النتيجة الكارثية .
بسبب الجهاز التدريسي
يكمل سامر : ولانلقي باللائمة على الأسرة فحسب ، بل إن الجهاز التدريسي والمسؤولون عنه لهم ذات الصلة ، فعلى مستوى وزارة التربية أو مديرياتها في المحافظات ، أخذ الاجراءات الكفيلة بزيادة عدد المدرسين والحفاظ على استقرارهم وعدم انتقالهم إلا للضرورة القصوى ، وتوجيه عقوبات رادعة للمقصرين في عملهم ، هذا ما يجعل التلاميذ يشعرون بنوع من الاستقرار ، و بالتالي التواصل الحقيقي مع المدرسين ، ولابد من الإشارة إلى ضرورة أعداد المدرسين العلمي بإتباع دورات خاصة بالمنهاج دورياً و باستمرار , مع لحظ و مراعاة تأثير الوضع المادي على المدرسين .
المنهاج له دور
فسألنا هل للمناهج دور في تأخر العملية التربوية ، فأجابنا : بالتأكيد لأن المناهج ضخمة و تحتاج لدراسة أكثر قبل طرحها في المدارس ، خاصة في ظل زيادة عدد التلاميذ في الشعبة الواحدة ، و البحث هنا يطول لكن أريد الإشارة لخلو المناهج من عنصر التشويق الذي يدفع الطالب للدراسة بمحبة و يجعله سوياً في تعامله مع الكتاب و المعلومة ، بالطبع هذه المناهج الضخمة لا تتناسب مع المقومات الحالية .
أسباب شخصية
يكمل سامر : العملية التعليمية هي عملية متكاملة ولايمكن تخطي مرحلة واحدة ، حتى عند توافر كل الشروط و لم يكن هنالك اهتمام بالدراسة ، فلا نحقق أي فائدة ، ويجب على المدرسين مراعاة سن المراهقة وبعض حالات الشرود والنسيان التي يمر بها الطالب ، كما يجب على الطالب أن يستعد جيدا خلال السنة لكي لايؤثر عليه ما يسمى الخوف الامتحاني ، وبالطبع هنالك إشكالات لها علاقة بعوامل نفسية أو جسدية هي خارج تصنيفنا الحالي و لها أهل الاختصاص .
نهاية
العملية التربوية والتعليمية في خطر ، ويبدو أن بعض الجهات ذات الصلة ابتعدت عن الحقيقة وجوب إيجاد الحلول ، فكان الطالب هو الحلقة الأضعف ضمن الهنات المتكررة بحق العملية التربوية ، وحالياً عليها السعي بجد ونشاط دائمين لتفادي الأخطر ، لذلك نتمنى على تلك الجهات أن (تحس ) بما فيه حالنا ونتمنى لكل طالب مجد النجاح والتألق .
شريف اليازجي

المزيد...
آخر الأخبار