أمينــــــة قصة الأحزان السورية زمن الحرب

عرض فيلم «أمينة» للمخرج الفنان أيمن زيدان في صالة المسرح لمديرية الثقافة بحضور جماهيري لافت، وحضور المخرج وكادر الفنانين المشاركين بالفيلم , وقد غصت الصالة واكتظت الممرات بالمشاهدين..
استقبل الفنان زيدان بما يليق به كفنان مشهور، وفيلم أمينة في موضوعه يجَّسد الأم السورية في زمن الحرب على سورية وعظمة هذه الأم وصمودها رغم كارثة الحرب وماخلَّفته لها من ابن شاب كان قد أصيب بلغم أثناء خدمته العسكرية فتركته قعيد الفراش عاجزاً عن الحركة والنطق، وأمينة الأم التي جسدت دورها الفنانة المبدعة نادين خوري هي كالسنديانة الصامدة أمام الرياح العاصفة رغم مصائب الزمان وأوجاع العمر وضنك العيش ووفاة الزوج المعيل الذي خلّف لها ديوناً تعجز عن سدادها .وتكافح الأم وتصارع وتواجه كل الصعاب ولاتفقد الأمل، وتصبر بانتظار حياة قادمة علها تحمل لها الفرح والسعادة والشفاء لولدها وتخرُّج ابنتها لتصبح معلمة …
فيلم أمينة قصة من الحياة السورية زمن الأحزان في الحرب. وروعة الإخراج وعبقرية اختيار أمكنة أحداث الفيلم بصورة سرقا المشاهد من مقعده مزروعاً داخل شاشة العرض يشارك الفنانين بكامل حسه وعواطفه ويندمج معهم بلحمه ودمه وأعصابه، وترى دموعه تنساح على خديه في المواقف المؤثرة كما تسمعه يصفق في المواقف الشجاعة وكأنه يشارك الممثلين فعلا في مختلف أدوارهم وبكل عفوية .
وكأني في النجاح الذي فاز به يذكرني بالمخرج السوري العالمي المرحوم مصطفى العقاد صاحب فيلم «الرسالة و عمر المختار» بل حتى في لقطات الكاميرا والمناظر الرائعة ثم الدقة والتمحيص في كل صغيرة وكبيرة تخدم اللقطة بحرفيّة بالغة.
ويبقى فيلم «أمينة » وثيقة فنية صادقة تحكي عن قصة أم زمن الحرب السورية لتقدمها أمام العالم حفيدة زنوبيا في القوة والإرادة والخنساء في البذل والتضحية والعطاء.
وفناننا السوري له كل التقدير والتحية لأنه مشارك حقاً زمن المحنة على الوطن وهو وطني بامتياز لأنه ينقل الصورة للعالم ويزرع الأمل في نفوس الشعب ويبشر بالانتصار.
تحية للفنان دريد لحام في فيلمه حلب دمشق والمخرج باسل الخطيب في أفلامه العديدة عن الأزمة والفنان زيدان الذي تفوق على نفسه في هذا الفيلم فجعلنا نتابعه بقلوبنا وعقولنا.
وتحية لمديرية الثقافة التي تواظب دائماً على استقدام وعرض كل ماهو جديد في الحراك الثقافي والفني وتساهم مساهمة فعالة في تنوير العقول وإسعاد القلوب وزرع الأمل.
محمد مخلص حمشو