أكدت التجربة بأن أول خمس سنوات من عمر الأطفال ، تضم الخارطة الأساسية لحياة الطفل كاملة ، لأن هذه الفترة يكون الطفل عبارة عن سجل أبيض ومستعد لتقبل أية مفاهيم من دون أدراك أو تفكير للفرز بين الصح و الخطأ ، ضمن إطار الأسرة التي هي الحجر الأساس في بناء المجتمع ، فإن صحت الأسرة صح المجتمع و كان معافى ، لذلك يجب الانتباه لكل التصرفات أمام الأطفال لأنه و بعد كل ما ذكرنا ، فالأبوان هما المثل الأعلى للأطفال .
مكانة الأبوين
رزان موظفة أم لولدين قالت : لم تكن حياتي مع زوجي في البداية مريحة ، بسبب تدخلات عائلية ، وبعد أن رزقنا بابننا الأول ( كمال )،لاحظت بعد سنواته الثلاث الأولى ، بأنه واجم دائماً ، حساس لدرجة مفرطة ، وغير قادر على التعبير عن مشكلاته الخاصة مع بساطتها ، وعندما يعلو صوتنا أنا و والده ، كان ينزوي في إحدى الزوايا واضعاً يديه في أذنيه ، ومشدوهاً لما يرى أو يسمع ، وعندما تكلمت مع أختي ، أشارت بأن ذلك بسبب العلاقة السيئة مع زوجي ، وأبلغتني بخطورة ذلك ،بأن تلك الصدامات ستكون جزءاً من شخصية كمال بعد عمر محدد ، هذا ما دفعنا للتخلي عن الشجارات أمامه ، كُرمى لعينيه ، و قد ساعدنا ذلك شخصياً لنجد طرقاً أخرى لحل النزاعات العائلية ، وامتلاك مفردات جديدة وصحيحة لتربية طفلنا الثاني.
أحدهما لا يكفي
عبد الرحيم لديه ثلاثة أولاد قال : عملي يتطلب التغيب عن البيت فترات طويلة، وتواجد زوجتي أكثر مني بسبب عملها كمدرسة ، ومع أنها تقوم بكل واجباتها وبأفضل شكل ، لكن لاحظت بعض التمرد من الأطفال، وكنت أحاول ضبطهم خلال تواجدي معهم، لكن كان التزامهم غير كامل، وبالفعل أصابني القلق على مستقبلهم ، وعلى الأوقات التي لا أكون فيها متواجداً معهم ، حتى إن أحدهم قامت بينه وبين ابن الجيران مشكلة، تأذيا سوية منها، فعرفت أن تغيب أحد الوالدين عن الأسرة هو السبب، وبالطبع له تأثير سلبي ، ما دعاني لنقل سكنهم إلى المنطقة التي أعمل بها، مُحاولةً في اجتياز المشكلة، بالفعل الأمور حالياً أفضل، لكن استدعى مني ذلك وقتاً طويلاً ، كنا أنا وزوجتي خلاله في توتر دائم على شكل الشخصية التي قررنا رسمها للأطفال.
ضرورة الأخوة
نادر و هبة قالا : عندما تزوجنا ، قررنا إنجاب طفل واحد ، بالطبع لحرصنا على توفير كل مستلزماته وهذا يساعد في بناء شخصيته بشكل سليم ، فتوفير المتطلبات ، تدفع الهدوء والاستقرار في نفسية الطفل ، ويكون ذلك لنا مساعداً في إكمال خطوات التربية، لكن وبعد حين لم نجنِ ما أردنا في تلك الشخصية الغضة ، وأصبحنا نتهم بعضنا بالتقصير، عندها قررنا الاطلاع على أبحاث تخص تربية الأطفال وتنشئتهم، وتوصلنا لضرورة وجود أخ لطفلنا ،لأنه وحسب نظريات عدة في التربية، وجود الأخ يوفر السعادة للأطفال، بسبب وجود طرف قريب من عمر الطرف الآخر يفهمان تصرفات بعضهما، ويخلق ذلك جواً من الرغبة في الحياة بشكل عام، ذلك ما يقود للسعادة بكل المفردات الحياتية، ولا يغيب عن ذهننا بأن السعادة هي المنشود الأول لكل منا.
المحرر
الطفل، ثمرة الماضي والحاضر والمستقبل، من هنا نستخلص أهمية الأسرة، التي تشكل أقدم نظام اجتماعي عرفته البشرية، والتي تشكل الإطار الأخلاقي والمجتمعي لكل أفرادها، وإن كان الطفل أهمها، الطفل الذي يتأثر بما حوله بسهولة، والوالدين هما القدوة الأولى والحسنة للطفل، فلذلك علينا مسؤولية جمة.
شريف اليازجي