اخذها عنوة ابن عمها، وتفاديا للمشاكل وافقت فاطمة الجميلة بحياتها البسيطة على الزواج ليكونا عيلة من تسعة أولاد غير من مات لأسباب صحية في ذلك الماضي …
لم تكن دوما تحتمل طلباته الزوجية وخاصة بعد ان كبرا لتبدأ مشاكل غريبة وقاسية تستلزم أحيانا تدخل الأولاد …
في تلك اللليلة التي كانا وحدهما فيها رفضت ان تسهر معه حتى أدماها ضرباً وتورم جسدها…فكانت ليلة من أنين في كل جسدها…
ثم سافر خضر إلى أولاده في المدينة ليخبرهم أن أمهم مريضة فقد شعر بالذنب ولم يعرف مايفعل.
عرف الأولاد الحكاية مذ رأوا أمهم على تلك الحالة وأبوا التحدث لوالدهم وسافروا بها الى حمص للعلاج…وكان من الأصعب ان يرفع الاولاد شكوى ضد أبيهم..
وعرفوا أنه بمجرد ان تخرج من المشفى سوف يأتي اليهم وتفادياً للمشاحنات سافروا بها إلى ابنتها في تلك القرية ليغمى عليها فور رؤيتها لأمها…من ثم فكروا في الامر بأنه سوف يعرف ويأتي الى هذا المكان ..فسافروا فوراً لابنتها البعيدة، ولأنه سوف يبحث عنها في القرى التي تسكن فيها بناته…فكان من الأفضل أن يسافروا بها إلى طرطوس عند اختها في قرية شبه مقطوعة … وهناك جلست لترتاح منه اياما وتريح جسدها ونفسها التي عانت من قسوته وجبروته.
كل تلك الخطط لم تجد نفعا فما إن استراحت ساعتين في تلك الفسحة الجميلة بين الشجر والطبيعة الجميلة حتى ظهر من بين الأغصان مثل ساحر كشف خيوط المؤامرة.
وقف الجميع بوجهه حين حاول أن يصرخ بها ويجبرها على العودة فحمل السكين بوجه من يريد ايقافه، وهجم على ابنه الأصغر المدلل الذي وقف بوجهه فأمسكت فاطمة بالسكين فنالت عضة من أسنان متبقية في فمه فكادت أن تضحك رغم صعوبة الموقف…
وفر هارباً بعد أن أدرك أن أحدهم ذهب ليستدعي الشرطة…
عادوا بها الى حمص، وكانت قد تضخمت عندها الغدة الدرقية.
وسمع الزوج من صديقه الدربولي الذي يرسله لمعرفة الاخبار بأنها في المشفى، وسوف يجرى لها عملية فجنّ، وقال: «سوف تموت تحت العملية لن أسمح للأطباء أن يقتربوا منها»…
ولحسن حظها كانت قد أجرت العملية عندما دخل المشفى وتفاجأت به عند سريرها حزيناً عليها يصرخ «يابنت الل.. ماصار إلا ولعبوا الدكاترة فيكي بدك تموتي وتتركيني.».
صارت فاطمة تحت اثر العملية التي تمنعها من التحدث تنزف من رقبتها ولكن ما إن أخرجوه حتى صعد على سور المشفى العالي وقفز وهو يقول لن يحرمني أحد من رؤية زوجتي..
وعده ولده أن يرجع والدته اليه لكن بعد ان تشفى…
فسافر حزينا ينتظر عودتها…
جنين الديوب