مئة عام من العزلة … لجابرييل ماركيز

نصيحة من مجرب إذا أردت قراءة هذه الرواية فيفضل أن تفعل ذلك في مكان منعزل، حتى لا يتهمك من تكون برفقته بالجنون، فأنت لن تقوى على ضبط ملامح وجهك أو إمساك فمك، عندما يفاجئك الكاتب بالغرائب و العجائب لبراعته بالدمج بين الخيال والواقع….
في قرية منسية منعزلة عن العالم لا يربطها به إلا مجموعة من الغجر يزورونها مرة كل عام، ناقلين إليها بعض العلم والخرافة. تنتقل أسرة لها ماض مخيف للعيش فيها على أمل الهروب من هذا الماضي الذي يصر على ملاحقتها على مدى سبعة أجيال، و يؤذن بعد مضي مئة عام بزوال آخر فرد من العائلة واندثار القرية بأكملها.
الانطواء والعزلة والشهوة المحرمة صفات لجميع أفراد الأسرة رجالا ونساء، تسعى الجدة الكبرى التي تجاوزت المئة جاهدة لتعيد الشرف لمنزلها ولكنها تعجز تماما.
يتجلى إبداع جابرييل ماركيز في جعل جميع الشخصيات أبطالاً لكل دوره و أهميته وأسلوبه في الحياة يقبلون على حتفهم بطرق غريبة أكثرها غرابة موت الأب الأكبر مربوطاً تحت شجرة في حديقة المنزل، وآخر حفيد صاحب ذيل الخنزير يأكله النمل بعد ساعات من ولادته.
نزهة السيد

المزيد...
آخر الأخبار