بحاجة إلى دعم مادي 37 نزيلاً ونزيلة في دار المسنين يتلقون كل رعاية واهتمام ..

عندما تدخل دار العجزة ترى الأنظار مشدودة إليك لتأخذ التنهدات طريقها إلى صدرك بين المشكلات والهموم التي تنطق الأفواه بها وتشكو نهايات العمر وهجر الأحبة من الأولاد والأقرباء.
الفداء زارت دار العجزة والمسنين في حماة واطلعت على نشاطاته وما يقوم به الإداريون والمشرفون والعاملون لتأمين الراحة لهؤلاء الذين نعدهم «بركة الحياة» حيث أكد أمين سرها غالب صواف أن الدار تؤوي حالياً /37/ نزيلاً/15/ امرأة و/22/ رجلاً مقارنة بالعام الماضي، حيث كان عددهم /40/ نزيلاً وذلك حسب استيعاب الدار ، ونقدم الطعام واللباس والدواء لهم ونؤمن راحتهم.
وتتفاوت أعمار النزلاء وحالاتهم بين كبار السن وعدد من الشبان وحالات مختلفة أخرى مثل بعض الأمراض النفسية والعقلية والانفصام ، ويوجد حالة واحدة شلل رباعي.

نزيلان بكل غرفة
وأضاف صواف : إن الدار تضم /13/ غرفة ويقطن بكل منها نزيلان أو أكثر وهي مجهزة بأسرة وخزائن وتلفاز ومدفأة ، ويبلغ عدد الإداريين /5/ وعاملة مطبخ واحدة وعاملة غسيل واحدة ، وقد تم شراء غسالة آلية حديثة بحجم كبير لتعقيم وغسيل الملابس في الدار.
خدمات الدار
كما أشار إلى الخدمات التي تقدمها الدار للنزلاء من غذاء ودواء وراحة ونظافة تامة حيث يتم تنظيم برنامج تغذية كامل حسب الحالة الصحية لكل نزيل ، فبعضهم مريض سكري والآخر مريض قلب وغيرهم كثيرون.
13 نزيلاً مجهول الهوية
وعن طبيعة وجود النزلاء في الدار أشار صواف إلى أن بعضهم فقير والآخر يأتي بهم ذووهم وذلك غالباً بسبب صعوبة الأوضاع المادية أو لأسباب عائلية وتصل كلفة النزيل شهرياً إلى /50/ ألف ليرة ، ويوجد /13/ نزيلاً مجهولي الهوية وتتم رعايتهم من قبل الدار مجاناً وباقي النزلاء تتراوح الكلفة بين /8/ آلاف إلى /25/ ألفاً شهرياً وذلك حسب استطاعة ذويهم.
شروط القبول بالدار
وعن شروط القبول في الدار أشار صواف إلى أن من الشروط والإجراءات الخاصة لقبول المسنين بالدار : تقرير طبي عن الحالة الهضمية أو الحركية أو النفسية مع إجراء بعض التحاليل العامة وأيضاً وجود كفيل موظف على رأس عمله في حال وجوده والغاية لذلك إذا حصلت أي حالة طارئة للنزيل العودة إلى الكفيل ، وفي حال عدم وجود كفيل تتكفل الدار بكل ما يلزم للنزيل ، وعن رواتب العاملين في الدار فهي من الإيرادات العائدة لها من صالة الأفراح والتعازي وبعض المحال التجارية المؤجرة رمزياً.
خطوات إيجابية
كما أشار صواف إلى أن بعض الجمعيات الخيرية والمدارس تقوم بزيارات دائمة للدار وتتعاون معها وتقدم للنزلاء الهدايا والألبسة والأطعمة ، فكان لجمعية الطفولة ومدرسة المرأة العربية دورهما في تلك الزيارات حيث قدم الأطفال الهدايا ووجبات طعام وبعض الملابس للمسنين وهي خطوة إيجابية للطفل والمسن معاً حيث يتم تهيئة الأطفال والجيل الصاعد لأن يكون إنساناً عطوفاً واجتماعياً على ذويه منذ صغره وكذلك ربط دار المسنين بالمجتمع وهي ظاهرة اجتماعية بامتياز وفي بعض الأحيان يكون للدار حصة من الأطعمة والمأكولات التي يوزعها الميسورون بالمناسبات.
ترفيه داخلي
وفي حديث أمين السر عن الرحلات فقد أكد لنا أن الدار تقوم بشكل دوري بجولات ترفيهية للمسنين ضمن المحافظة ، كالمطاعم والأماكن السياحية ويتم تأمين وسيلة النقل من شركة /باركينغ/ للمواقف المأجورة.
مركز للمعوقين ذهنياً
إن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تعمل على افتتاح مركز للإعاقة الذهنية في حماة وذلك في البناء المجاور لدار العجزة لخدمة نزلاء الدار ممن يعانون من أمراض نفسية وذهنية وفي حال افتتح سيكون الدوام من /8/ صباحاً وحتى /2/ ظهراً.
مطالب القائمين على الدار
وعن مطالب القائمين على الدار تحدث صواف عن بعض الأمور التي تفيد الدار وهي :
1ـ فتح مراكز للأمراض النفسية.
2ـ تفعيل دور مركز الإعاقة الذهنية في وقت قريب.
3ـ إقامة مشروع في الأرض العائدة للدار على طريق /محردة ـ معردفتين/ بما يعود عليه بالفائدة أو بناء سكن طابقي يتسع لأكبر عدد منهم.
4ـ تلبية متطلبات الدار من تجهيزات وملابس وطعام من قبل الجمعيات الخيرية والأيادي البيض.
وأخيراً ختم قوله بالشكر لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل وللجمعيات الخيرية ولأصحاب الأيادي البيض الذين يقدمون المساعدات ويساهمون في تطوير الدار والاهتمام بها ولاستجاباتهم السريعة بتلبية كل ما تحتاجه الدار.
ووجه نداء إلى المشفى الوطني بافتتاح قسم للمرضى النفسيين وهو قيد الدراسة وذلك لفصل المرضى النفسيين في الدار عن كبار السن وذلك لتأمين الرعاية التامة لحالاتهم.
خدمات مقدمة من مديرية الصحة
بدورها مديرية الصحة فرزت عدداً من الأطباء لرعاية النزلاء في الدار ومتابعة حالاتهم الصحية ، طبيب للحالات النفسية وثلاثة أطباء اختصاص داخلية مع ممرضة كما تقدم الأدوية لهم مجاناً من جمعية الرعاية الاجتماعية والعيادات الشاملة، ومن التبرعات التي تقدم للدار وأيضاً على نفقة الدار.
الدكتورة ريما لطفي اختصاص داخلية كان لنا معها لقاء وتحدثت عن الحالات التي تراقبها حيث تقوم بفحص النزلاء وإعطائهم ما يلزم ، ففي هذه المرحلة من العمر يتعرض النزلاء لأمراض الشيخوخة وضغط الدم ، وصعوبة في الحركة ، وأمراض سكر الدم وأيضاً مشكلات في الذاكرة ، وقد أكدت حضورها للدار عند الحالات الطارئة في أي وقت يطلب منها ، وأردفت أن هناك تعاوناً بين الدار والعيادات الشاملة في إعطاء لقاح / الإنفلونزا / لكل المرضى لحمايتهم من أمراض الشتاء .. كما تقوم بمراقبة دورية مخبرية لجميع الحالات مثل : ارتفاع شحوم ، كوليسترول ، سكري ، ويقدم العلاج الكامل مجاناً ونقوم بإجراء معالجات إسعافية كما في المشافي من تركيب سيرومات وإشراف كامل وأيضاً يوجد في الدار معالج فيزيائي للحالات الخاصة .
وعن تعاون الأهل أو ذوي النزلاء أوضحت لطفي : أن هناك تعاوناً بين الأهل والمشرفين على الدار لمتابعة الحالات الصحية الخاصة بهم . وأثنت الدكتورة لطفي على جهود القائمين على الدار ، وأكدت أن الدار بحاجة إلى كادر إضافي مع الدعم المادي الذي يقدمه أهل الخير ليكون الإشراف الصحي كاملاً للنزلاء.
إشراف تمريضي
الممرضة هنا كعيد المشرفة على الحالات الصحية في الدار تحدثت عن الحالات الإسعافية التي تقوم بها من إعطاء الأدوية في أوقاتها ومتابعة حالات المرضى والاتصال بالطبيب حين تستدعي الحاجة لذلك ، كما تقطف عينات لإجراء التحاليل الضرورية للنزلاء كضغط الدم والسكر والإشراف الكامل على صحتهم .
وقد ورد لذهننا سؤال : في حال توفى نزيل في الدار ما هي الإجراءات المتخذة من قبل المشرفين ؟
أكدت كعيد لنا أن الدار تتكفل بإجراءات الدفن في حال عدم وجود أحد من أقرباء النزيل المتوفى وبعضهم يتم تسليمهم إلى ذويهم .
رعاية واهتمام
كما التقينا عدداً من النزلاء في الدار ومنهم :
النزيلة فاطمة من الرستن قالت : تم نقلي إلى دار العجزة أنا ووالدي بعد أن كنا نسكن في مركز إيواء ، ونظراً لحالتنا الصحية قام أهل الخير بكفالتنا ونقلنا إلى هذه الدار التي نلقى فيها كل الرعاية والاهتمام .
نزيل آخر واسمه مصطفى تحدث عن معاناته فقد توفيت زوجته وله ابنتان متزوجتان موظفتان ولم يستطيعا رعايته لعدم وجودهما الدائم في البيت بجواره ما اضطرهما بالذهاب به إلى دار العجزة مع الزيارة الدائمة له من قبلهما والاطمئنان عليه ويقدمان ما يترتب عليهما من عناية أثناء الزيارة . وقد شكر مصطفى العاملين والأطباء والمشرفين في الدار على تقديم الرعاية الكاملة والنظافة والراحة لجيمع النزلاء المرضى وكأنهم في منزلهم وبين عائلاتهم .
معوق بجانب حاوية !
ومن الحالات المؤثرة لنزلاء الدار حالة معوق وجد جانب حاوية القمامة ، وهذا النزيل لا يستطيع النطق أو الكتابة وحتى لم يتعرف عليه أحد ولم يسأل أحد من ذويه عنه ، فقد قام المشرفون على الدار بتأمين إقامة دائمة له ورعايته وسجلوه ضمن نزلائهم باسم كي يتعرفوا عليه بينهم وأنقذوه من الشارع الذي لا يرحم .
رأي المحرر
لا يستطيع أي إنسان أن يضبط مشاعره وهو يرى هذه الحالات الإنسانية التي من حسن حظها أنها أصبحت نزيلة في الدار التي تقدم كل ما يحتاجه المسن وكأنه في منزله .. ومن خلال الاستماع لهؤلاء النزلاء ومشكلاتهم والظروف التي مروا بها لا يسعنا إلا أن نثمن العمل الكبير الذي يقوم به المشرفون على الدار وأهل الخير والجمعيات الخيرية لما يقدمونه من دعم لهذه الدار إن كان مادياً أو معنوياً ، وبدورنا ندعو المجتمعات المحلية وأصحاب الأيادي البيض أن يساهموا في تكاتف المجتمع وبلسمة جراح هؤلاء الذين تقطعت بهم السبل فما كان لهم سوى اللجوء إلى الدار وهي الملاذ الآمن والمعين الدائم لهم في خريف العمر .
صفاء شبلي

المزيد...
آخر الأخبار