الآنَ لا .. لا شيءَ حولكَ
يا بن إسحاقَ
النبيّ .
لا ضوءَ يسكنُكَ العشيَّةَ
كي يبددَ وحشةَ
الروحِ الـ تلوبُ
بذكر من ظفِرَ
التأمُّلَ
بالكواكبِ ..
خصَّكَ الدربُ الطويلُ بحزنه
وبكلِّ أنداءِ الحنينْ
لا ماءَ عندكَ كي
ترشَّ رذاذها دمعاً
يلفُّ الأرضَ
ريحاً تفتحُ
الأبوابَ كي
يحبو إليّ .
لا يا بنَ إسحاقَ النبيّ..
قد غابَ يوسفُكَ
العزيزُ
متى يجيءُ..
ليرتدي الآفاقَ
في حُللٍ من
الأسماءِ و القمرِ
الشهيّ ..
لا شيء يزوي الآنَ
في كفِّيكَ ..
أينَ رفيقُ دربِكَ …
هذهِ الصحراءُ
مادَ عجاجُها
هلْ تصهلُ الدنيا
بشيّ ..؟؟
لا شيءَ حولكَ
يا بنَ إسحاقَ
النبيّ .
* * *
هو بيتُكَ المعجونُ
من دمعٍ
وطينْ .
فا حْمِلْ قصائدَكَ الطويلةَ
كي تواريكَ النوافذُ
قربها
تمضي بدمعتِكَ الغزيرةِ
عالياً نحو الرمالِ
تذرُّها خيلاً يفتِّشُ
عن خطى نبضٍ
يضلُّ طريقه
في أيِّ
حينْ .
بيتٌ من الأحزانِ يَجْهشُ
كلَّما هَطَلَتْ
ببابكَ نجمةٌ تُنبيكَ
عن قمرٍ يفتِّشُ
عن أنيسٍ في
خفايا الماءِ
هلاّ يا نبيَّ اللهِ
تُمعنُ في احتساءِ
الحزنِ كي يرثَ
النبوَّةَ مَنْ بداركَ
جمّعَ الأفلاكَ
إذ سَجَدتْ لتأمنَ
حُسْنَها
هلاّ تغلِّقُ خلفَكَ
الأحزانَ في
لُطَفٍ ..
تنادي …يا عزيزَ أبيكَ
يا … قمراً
تناوشُهُ الذئابُ
على مسامعِ
أهلِ كنعانَ الذينَ
بجوعهم عَرَفوا
مكانةَ من تَسمّى
بابن بئرٍ ..
مَن هنا ..
لا شيءَ حولكَ ..
من تنادي ..؟؟!
أيُّها المركونُ
في الآفاقِ
كالقمرِ السجينْ ..
الآنَ لا .. لا شيءَ
حولكَ يا بن
إسحاق الحزينْ .
عباس حيروقة