اعرف نفسك ! .. اعرف الطفولة ! ..

اعرف نفسك ! !
هكذا أطلق سقراط صيحته المشهورة ! !
أما جان جاك روسّو فقد أطلق أيضاً صيحته المشهورة قائلاً :
ــ اعرفوا الطفولة ! !
سقراط أطلق صيحته عام /299/ قبل الميلاد .
وروسّو كانت صيحته عام /1778/ ميلادية .
أي أنّ هناك ألفين ومائة وثمانين سنة بين الصيحتين المشهورتين ( ! ! )
واليوم .. نحن أبناء القرن الحادي والعشرين يمكن أن نطلق صيحة جديدة صيحة عالية ومؤثرة وطويـ………..ـلة :
الأطفال ضحايانا إن لم نفهمهم ! !
ولكن هل هذا صحيح ! !
ــ هل نحن عاجزون عن التعامل مع الأطفال ؟
ــ هل نحن لا نتواصل مع مملكتهم ! !
ــ هل نحن جاهلون بدنياهم وعالمهم ؟ !
حطّان بن المعلّى الشاعر العربي على الرغم من أننا نتمثّل قوله :
وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبتّ الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمض
لكنّ تمثّلنا ناقص ! ..
بل يفتقر إلى جذوره ! !
ذلك ــ أننا حتى الآن لا نولي الأطفال جلّ اهتمامنا ( ! )
هناك حقائق علمية قد توفّرت عن الطفولة ، إلاّ أن استفادتنا منها لا تزال محدودة ، ذلك أن ترجمة حقائق العلم إلى سلوك أمر عسير أمام
الإنسان ( ! )
إن فهم الطفولة فنّ ! ! وعلى ذلك فإنّ بيادر الحقائق العلمية العالية ستظلّ جبالاً صمّاء .. إن لم نتقن سبل التحوّل بهذه الحقائق إلى فنون في التطبيق !
نحن في حاجة إلى أن نتحول بالعلم إلى فن ( ! )
بلى .. نحن في حاجة ماسّة إلى ذلك ! .
ولا يكفي أن نردّد مع المردّدين : إننا قرأنا كتباً في علم نفس الطفل ، أو اطلعنا على بحوث في تربية الطفل ، أو عرفنا نفسية الصغار ، أو اكتشفنا عوالمهم الطفلية ، وفهمنا أخيلتهم وأحلامهم .. لا يكفي ذلك ! !
العلوم كلّها دسّت أنوفها في عالم الطفولة ..
لكنّ رشح الأنوف أزكم الأطفال ( ! ! )
ذلك لأن كلّ علم من هذه العلوم كام يعمل في معزل عن سائر العلوم الأخرى ! !
وثقافة الأطفال قضية حيوية ..
و.. كل خطة ثقافية ومبرمجة و.. هادفة ومدروسة ، لا تضع ثقافة الأطفال في مقدمتها هي خطة ناقصة ، خطة تفتقر إلى جذورها ، ذلك أنّ إعداد الطفل وتثقيفه ثقافة واسعة علمية وشاملة هي من أسس المجتمع الناهض ، بل هي من أهداف الحياة الأساسية السامية ، ذلك أنّ تيارات الأهواء ، تيارات الآراء والأمزجة ، تيارات الثقافات المتباينة تضرب شرقاً وغرباً ، شمالاً وجنوباً ، والمجتمعات المتحضرة بحاجة إلى التّعرف إلى قوانين الترابط الاجتماعي من أجل الوصول إلى تفسير أنماط السلوك العام ، ومن أجل تحديد الثغرات التي يمكن عن طريقها النيل من حقيقة التماسك الاجتماعي والنفسي في المجتمع العربي ( ! )
ثقافة الأطفال هامة ..
ثقافة الأطفال قضية حيوية..
ثقافة الأطفال لا بدّ أن تكون في المرتبة الأولى ..
ثقافة الأطفال لا بدّ أن تكون في مقدّمة خططنا الثقافية ..
وفي الطريق إليها لا بدّ أن نخطو خطواتنا الراسخة بقوة في طريق النهوض والتقدم والازدهار ! ! فهل نحن فاعلون ! ! .

 

 نزار نجار 

المزيد...
آخر الأخبار