كلّ الأدباء العظام والشعراء والمفكرين كانوا صغاراً ناشئين!
كانوا يحبون في الطريق!
يخافون أن لايحسنوا القيام بأعمالهم!
ولايجرؤون أن يطلقوا العنان لمخيلاتهم!
حتى جاء من يكشف عن قدراتهم الإبداعية ، ومواهبهم الدفينة!
جاء من يأخذ بيدهم في الطريق القويم!
والإبداع ومضة!..
ومضة علينا أن لانقف في طريقها..
والموهبة هي الاستعداد الفطري للإبداع..
الموهبة تترجمها الميول وتفصح عنها الرغبات والمهارات المبكّرة..
والمواهب المتنوعة تختلف لدى الأفراد باختلافهم النفسي والفطري !
ومن أبرز هذه المواهب:
ـ المواهب الأدبية مثل الخطابة أو الخيال القصصي أو قرض الشعر!.
ولكل من هذه المواهب مميزات ومكونات..
وتختلف الموهبة من إنسان إلى آخر..
فلكل موهبته الشخصية.
لكل فرديته الخاصة .. ولونه المميّز!
ولو طرحنا هذا السؤال :
-لماذا نسعى إلى الكشف عن المواهب الأدبية ؟
لقلنا نحن في عصر من أبرز سماته التسارع الكبير في التفجير المعرفيّ ممّا يؤدي إلى نشر معارف جديدة ، وطيّ معارف قديمة !.
لابدّ لنا أن نشقّ طريقنا من دون تقصير نحو الركب المعرفي وأن نكشف عن طاقاتنا الإبداعية ونخدم تقدمنا وحضارتنا (!!)
بل أن نغني مسيرتنا المتقدّمة حتى يحلّ فيها الجديد النافع محل القديم المتهافت!!!
* * *
إنّ عوامل كثيرة تدفعنا .. وتدفع غيرنا إلى زيادة الاهتمام في الكشف عن المواهب !فالتغيير المتسارع الذي تتعرض له المجتمعات – اليوم- وسوف تستمرّ في التعرض له في المستقبل يتمثّل في ظواهر مختلفة كالانفجار السكاني والتسارع للمعرفة !
والتحدّيات الخارجية والداخلية التي تجابهها الأقطار المختلفة .
إلى غير ذلك من مظاهر التغيير الكثيرة التي أصبحت – اليوم- ماثلة أمام كل ذي عينين .. وعلى ذلك فنحن مطالبون بالكشف عن المواهب لدى ناشئتنا وشبابنا .. مطالبون بإعداد أناس لمجتمع مقبل ، مجتمع المستقبل والحياة القادمة (!) .
* * *
ومن الواضح اليوم ..
من الواضح أن تطوير القدرة .. وتقديم المواهب هو من أهم الأسلحة التي نشهرها لمواجهة المجهول ، ومواجهة تحدّيات الحاضر ..
وتحديات المستقبل (!!) .
* * *
وعلى ذلك يمكن القول :
-إن توفير الفرص الكافية من أجل إطلاق الطاقات الكامنة من عقالها .. والكشف عن المواهب لدى ناشئتنا وشبابنا أصبح ضرورة بالنسبة لنا ولأي مجتمع من مجتمعاتنا .
والهدف الأول هو إيجاد أفراد قادرين على فعل أشياء جديدة ( ليس على تكرار ما فعلت الأجيال المنصرمة !)أفراد يتميزون بالإبداع والابتكار !!
* * *
والشعوب المتقدمة تولي دائماً اكتشاف المواهب أهمية كبرى!
ذلك أنّ التقدم لا يكون إلا بالإبداع !
والإبداع يجب أن يستمر .. من جيل إلى جيل ..
وطاقات الأفراد يجب أن تكتشف وأن تفجرّ..
ليصب عطاؤها في التيار الحضاري للأمة .. بل للإنسانية كلها!!
* * *
وعلى ذلك يعهد إلى المؤسسة التربوية ، والمؤسسات الثقافية والمعرفية اكتشاف المواهب ..
وعلى ذلك يأخذ الجيل السابق بيد الجيل الجديد ..
وعلى ذلك تتواصل الأجيال ..
ويتحقق الامتداد الحضاري في الحياة المعاصرة !!
نزار نجار