فيلم ملك و كتابة انكسارات الحياة و بلسمة الحب

أعادت إحدى الفضائيات عرض فيلم (ملك وكتابة) مؤخراً ، و الفيلم يحمل توقيع المخرجة كاملة أبو ذكري ، و قد أسندت فيه البطولة إلى محمود حميدة و هند صبري و خالد أبو النجا ، حيث يعرض الفيلم قصصاً من الواقع ذات تأثير فاعل ، و يشير إلى ارتدادات نفسية بعيدة المدى ، لا تقف عند أذية واحدة ، فمن الممكن أن تتعداها و تضر من حولنا ، و تتسع دائرة الضرر تبعاً للشخص و مكان تواجده و أدوات عمله ، و هذا ما أكد عليه السيناريست أحمد الناصر بمشاركة حسام سامي و لجمال الفيلم و انطلاقه من الذات ، شكل يوم عرضه الأول عام 2006 نقلة نوعية في حياة كل أسرة الفيلم ، و كثرت الأحاديث بخصوصه ، خاصة بأن ملعب الفيلم الدرامي هو فن التمثيل بحد ذاته ، من خلال عرض حياة و شخصية الدكتور محمود الأستاذ المدرس في معهد الفنون المسرحية ، يقوم بالدور محمود حميدة ، حيث تصور الأحداث شخصيته المنغلقة ، و هو الشخص المتزمت ، الذي يكرر نفسه كل يوم ، حواجز جامدة مع طلابه ، في أول إشارة لصلب الفيلم ، حيث اختصاص الدكتور محمود لا ينطبق نهائياً مع شخصيته ، فالمسرح و الفن يعرضان شخوصاً متنوعة ، متحررة ، لها تجارب كثيرة ، تتصاعد الأحداث الدرامية لتصل إلى ذروتها عندما يكتشف محمود خيانة زوجته ، هنا تشير أحداث الفيلم لأكثر من فكرة تتوزع في زمنه الباقي حتى تلتقي في النهاية ، فالخيانة الزوجية تدفع بطل الفيلم للانغلاق أكثر ، و التوتر ، و زيادة المساحة السوداء في الحياة عموماً ، بالإضافة للإشارة لإشكالات الحياة الزوجية و الكيفية التي باتت عليها معظم العلاقات ، التي لا يكون إلا ( الحب ) هو الحل الوحيد لها ، و ضمن تلك السوداوية الدرامية ، تظهر الفتاة المتحررة ، المرحة ، طالبة التمثيل ، هند صبري ، الباحثة عن فرصة رسمت معالمها في مخيلتها مسبقا ، فتلتقي طارق ( خالد أبو النجا ) المصور الفوتوغرافي المهمل ، لأنه غير مقتنع بعمله ، فتحاول هند تغييره و سحبه لجادة الصواب ، لكنها فشلت و انتهت العلاقة بينهما ، مما دفع طارق للعمل بجد و تحقيق إنجازات حقيقية لاسترجاع حبيبته ، و بسبب بذرة الخير داخل هند ، و بعدما التقت بمدرسها في المعهد الدكتور محمود ، حاولت جاهدة أن تجعله يتغير ، و توقظ شعلة الفن في صدره ، و هو ما نجحت به بالنهاية ، في إشارة واضحة بأن الفنون عامة و التمثيل خاصة لا يمكن أن تدرس للوصول إلى الاحتراف ، فالموهبة هي أساس النجاح ، و بالتأكيد تاريخنا مليء بالحالات الدالة على الفرق بين الاحتراف و الدراسة الاكاديمية . لذلك صور فيلم (ملك و كتابة)الانكسارات الناجمة عن عدم تحقيق الأمنيات ، و أحلام المستقبل ، و ما ينعكس عن تلك الانكسارات من تأثيرات نفسية و بالتالي خلل في التعاملات العامة … فيلم (ملك و كتابة ) يعد فيلماً جريئاً ، بل هو كذلك، و خاصة حين عرضه في 2006 ، و يبدو أن أحداثه واقعية حقيقية نوعاً ما ، مع الصبغة الدرامية ، أتمنى عليكم مشاهدة الفيلم مرة أ خرى! .
شريف اليازجي

المزيد...
آخر الأخبار