يبدو أن الرياح جاءت بما لايشتهي المواطن في صوران فرغم جميع أشكال الإرهاب والحرق والتدمير الذي تعرضت له المدينة عاد المواطن وكله أمل في إعادة البناء والتعمير والازدهار بالمدينة، وزراعة الأراضي لإنتاج محاصيل متنوعة ترفد الاقتصاد الوطني وكذلك إعادة تأهيل البنى التحتية و افتتاح المخبز كون الخبز المادة الأساسية للمواطن والتي لايمكن أن يستغني عنها.
بعد مرور عام
وبعد مرور مايقارب العام على عودة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة وعودة أغلب السكان الحقيقيين إليها وبعد جهود حثيثة جاء الفرج من قبل إحدى المنظمات الإنسانية لإنشاء مخبز نصف آلي يكفي المنطقة وبالفعل بوشر العمل في هذا المخبز لإنتاج مادة الخبز الضرورية على المائدة.
لكن ومع ازدياد عدد السكان العائدين إلى مدينتهم زادت المعاناة وأصبحت هذه الكمية المخصصة من الدقيق لاتكفي وبدأ المواطن البحث عن السبل البديلة والكفيلة لتأمينها.
لاتكفي
العديد من المواطنين ممن التقيناهم عبروا عن عدم ارتياحهم لكمية الخبز التي تصل وأشاروا إلى أن عيالهم يبيتون بلا عشاء كون الكمية القليلة من الخبز لاتكفي سوى لوجبة واحدة طوال النهار.
بعضهم الآخر أشار إلى أنه يقطع مسافة لاتقل عن 20 كم للحصول على ربطة خبز من مدينة حماة ومن الباعة الجوالين وبأسعار أحياناً تصل إلى مايقارب 250 ليرة للربطة الواحدة.
الرغيف رغيفان!
ربة منزل عبرت عن طريقة التقنين التي تقوم بها يومياً بفتح كل خبزة إلى اثنتين مع إعطاء كل طفل طبقة واحدة على أنها خبزة وبهذه الطريقة تضمن العشاء لأبنائها الخمسة .
مشاحنات يومية
أما سليم المحمد صاحب مركز خبز فأكد أن العدد الكلي الذي يسجل على ربطات الخبز وبشكل يومي أكثر بكثير من عدد الربطات التي يسلمها المخبز له وهذا مايجعله يتعرض للمشاحنات وبشكل يومي من قبل المواطنين للحصول على ربطات الخبز.
نقص ملحوظ بالدقيق
من جانبه مدير المخبز ابراهيم الخالد أكد أن كميات الدقيق المخصصة لإنتاج الخبز قليلة مقارنة مع عدد السكان الحاليين والمقيمين بالمدينة مشيراً إلى أن النقص ملحوظ والحل يكمن في زيادة كميات الدقيق، كما أكد على أن النقص الكبير في عدد العمال يجعل من إنتاج المخبز يتراجع يوماً بعد يوم كون الأجرة المحددة لكل عامل مياوم وبساعات عمل تصل إلى أكثر من 12 ساعة متواصلة هي 500 ليرة سورية يومياً وهذا الأمر يجعل كثيرين منهم يستغنون عن هذا العمل والحل في إجراء عقود سنوية أو نصف سنوية لمتابعة مسيرة الإنتاج.
المطلوب 45 عاملاً
موضحاً أن العدد الحقيقي للعمال المثبتين بما في ذلك الإداريين لايتجاوز 17 عاملاً بينما العدد المطلوب لمتابعة الإنتاج مايقارب 45 عاملاً.
أكثر من 32 ألف نسمة
بينما رئيس مجلس المدينة المهندس غازي زيدان أكد أن العدد الحقيقي للعائدين إلى المدينة 32700 نسمة وفي مقارنة بسيطة بين عدد السكان وإنتاج الخبز نجد أن لكل مواطن مايقارب رغيفاً وربعاً يومياً ومن المؤكد أن هذه الكمية القليلة غير كافية للمواطن وهو بحاجة إلى زيادة كميات الدقيق لإنتاج الخبز.
سيارة لنقل الخبز
أما بالنسبة لموضوع السيارة لنقل الخبز إلى المعتمدين فهم بحاجة إلى تعاقد فرع المخابز مع سيارة مزودة بصناديق نظامية لتوزيع الخبز أو فرز سيارة من الفرع لهذه الغاية وحالياً توجد سيارة خاصة عائدة لأحد المواطنين ولاتنطبق عليها المواصفات المطلوبة لنقل الخبز.
6 أطنان من الدقيق
وفي فرع المخابز أشار مديره المهندس ابراهيم سعيد أن مخبز صوران أقلع بالإنتاج مع بداية الشهر في مرحلة تجريبية وبطاقة إنتاجية 4 أطنان من الدقيق يومياً أي مايقارب 3753 ربطة مفردة ومع ازدياد عدد السكان العائدين إلى المنطقة زادت الكمية مباشرة حتى وصلت إلى 6 أطنان من الدقيق مايعادل 5630 ربطة يومياً توزع على مراكز البيع المنتشرة في أرجاء المدينة .
أما بالنسبة لكمية الدقيق المخصصة للإنتاج فهي لاتكفي الازدياد العددي للسكان العائدين وقد تم مراسلة الشركة العامة للمخابز وإعلامها بكمية الدقيق المخصصة حالياً وأنها لاتكفي حاجة المواطنين الموجودين والعائدين إلى المدينة، كان الرد مباشرة أنه سيتم تحديد مخصصات محافظة حماة والكتلة الحقيقية من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وبعدها يتم توزيعها على المخابز حسب حاجة الناس.
أما بالنسبة لنقل الخبز فيجب أن تكون السيارة المخصصة للنقل مزودة بصناديق /60×40×15/ وتوضع كل ست ربطات في صندوق والفرع غير مسموح له بالتعاقد مع سيارة لنقل الخبز، وهذه تقع على عاتق ناقل الخبز ومدير المخبز وحالياً لاتوجد سيارة في فرع المخابز لتزويد مخبز صوران بالسيارة ونعمل على إصلاح سيارة واحدة وقريباً نضعها في خدمة المخبز.
الحل بالقريب العاجل
أما مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك زياد كوسا فأكد أنه تمت مراسلة الوزارة لإرسال الكتلة اليومية للدقيق للمحافظة، وحسب توزع السكان سيتم إعادة توزيعها إلى المناطق، ومدينة صوران بسبب الازدياد الملحوظ لعدد السكان العائدين سيتم حل مشكلتهم خلال أيام معدودة.
خاتمة:
بعد كل هذه التصريحات عن زيادة الكميات والدقيق المخصص للإنتاج في مخبز صوران يبقى المواطن هو الضحية وينتظر هذا الفرج كون الكميات المخصصة لكل مواطن لاتكفي لقوت وجبة واحدة.
حماة – ياسر العمر: