الوحيد على مستوى القطر أتمتة مشفى مصياف الوطني تجربة للتعميم … خبرات وكوادر المشفى تنجز التجربة…… معلومات كاملة خلال دقائق معدودة…الصحة العالمية تثني وتقدم تجهيزات

باتت الخدمات الإلكترونية وأتمتة العمل في الدوائر الرسمية حاجة ماسة ،علماً أنه وللأسف لمّا تزل غالبية الدوائر الخدمية بعيدة كل البعد عنها ، رغم وجود الضرورة والإمكانية عند بعضها في حين أن الإمكانات عند دوائر أخرى غير موجودة ،وهذا ما جعل المشروع مؤجلاً، أما القسم الآخر وهي دوائر توافرت فيها الإمكانات والجهود الكبيرة لتطبيق المشروع وفعلاً تم تطبيقه وحقق نجاحاً وأصبح تجربة معلنة لتستفيد منها دوائر أخرى.

الوحيد بين المشافي
كما هو الحال في مشفى مصياف الوطني الذي يعد المشفى الوحيد على مستوى وزارة الصحة المؤتمت بالكامل وكانت تجربة رائدة حققت الفائدة لكل الأطراف، المريض والطبيب والعاملين والمشفى، حيث وفرت الجهد والوقت و ساهمت في الوصول إلى معلومات دقيقة.
كل شيء إلكتروني
وهذا ما أكده عدد من الأطباء الذين تحدثنا معهم حيث قالوا : تغيرت الأمور بالكامل بعد تطبيق نظام الأتمتة التي شملت جميع أقسام المشفى، فأثناء المعاينة كل ما يتعلق بالمريض من صور وتحاليل يمكن الوصول إليه إلكترونياً ،وفي دقائق ،والأمر الأفضل عند وجود مريض له إضبارة سابقة في المشفى نتمكن من الحصول عليها بسرعة وبدقة وهذا لم يكن موجوداً بالسابق.
مدير الهيئة العامة لمشفى مصياف الوطني الدكتور ماهر اليونس قال:
بدأت التجربة منذ عام2013 وفي بداية الأمر طبقت في قسم الإسعاف من خلال أرشفة المعلومات المتعلقة بجميع المرضى المقبولين، حيث يعطى لكل مراجع رقم يشابه الرقم الوطني بالهوية الشخصية ،وفي أي وقت يراجع المريض المشفى نكون قادرين على الوصول إلى جميع البيانات المتعلقة به ،مثل الأدوية التي أعطيت له واسم الطبيب المشرف على وضعه ،والحالة التي تخرج بها وآخر مراجعة له للمشفى ،وبعد نجاح التجربة انتقلنا إلى باقي أقسام المشفى كالأشعة والمخبر والعيادات الخارجية حتى شملت الأقسام كلها.
فأصبحت أوراق المريض تتنقل معه إلكترونياً التحاليل والصور وغيرها، وخلال دقائق تعطى المعلومات الكاملة عن أي حالة راجعت المشفى من 6سنوات حتى الآن ،وبشكل تفصيلي لم يكن موجود سابقاً .
أتمتة المستودعات
أما الأجمل فهو أتمتة المستودعات والمحاسبة المالية وهذه الأقسام هي الأصعب لأنها تتطلب جرداً كاملاً لكل مستودعات المشفى، فبعد أتمتة هذه الأقسام أصبح بالإمكان معرفة أي نوع من الدواء يخرج من المستودع واسم المريض الذي استفاد منه ،إضافة إلى أنه بالإمكان أن نتدارك نفاد أي نوع من الأدوية فهناك أدوية ضرورية يجب أن يكون لها مخزون استراتيجي عن طريق الإنذار عند وصول الكميات إلى حد معين .
وكذلك المحاسبة المالية فكل إنفاق أو وارد يمكن الاطلاع عليه وتسهيل الجرد في نهاية العام.
تجربتنا معممة
وأضاف الدكتور ماهر قائلاً: التميز في المشفى أنه الوحيد المؤتمت بالكامل وفي جميع أقسامه حيث توجد مشافٍ تمت أتمتة 20أو -30 أو -40 %منها، وتجربتنا معممة من قبل الوزارة للاستفادة منها وهي مفتوحة وقد راجعنا بعضها مثل مجمع الأسد الطبي ومشافي القلمون للتدرب عليها .
الصحة العالمية تثني
كما استضفنا وفداً من منظمة الصحة العالمية التي اطلعت على العمل وأثنت عليه وقدموا لنا بعض الحواسيب والمخدمات الحديثة التي ساعدتنا كثيراً في هذا الموضوع .
بفضل الكوادر المؤهلة
ولدى سؤاله عن العوامل التي ساعدت في إنجاح المشروع قال: أولاً الكوادر المؤهلة والمتعاونة الموجودة بكل الأقسام والمناوبين على مدار الساعة.
كلمة لنا :
مشروع الأتمتة يعد إنجازاً فعلاً ، لأن العمل به تم في ظروف قاسية وخلال الحرب ،هذا من جهة ،ومن جهة ثانية هو إنجاز للفائدة الكبيرة التي قدمها من حيث توفير الوقت والجهد على المواطن وعلى الأطباء وعلى جميع العاملين إضافة إلى أنه أتاح الوصول إلى المعلومات التفصيلية المتعلقة بكل حالة بدقة متناهية وخلال زمن قصير.
نسرين سليمان

 

المزيد...
آخر الأخبار