اعتاد أن يأتي إليها كل مساء .. تمر الأيام ، وفجأة يطل عليها حاملاً الوردة التي تحبها ، كادت تطير من الفرحة … لم تسعها الدنيا كلها لرؤيته ، ولنظراته التي كانت تحمل الحب والشوق والدفء .
أصابعه حين يتصافحان ، لقاؤهما لا يحتاج إلى الكثير من الكلام ، كان يخيم عليهما الصمت المعبر .. وللتعبير الجميل الوردة التي تحبها ..
نظراته تحكي .. وكلماته قليلة ، على بساطتها تعبر وتوضح ما يكنه في قلبه من حب وشوق . مشكلتها معه أنه لا يحب الكلام المباشر .
ولكنها تسمع نبضات قلبه .. وتحس بما يختلج بداخله من مشاعر عندما يتحدث معها حديثاً عادياً .
كان يهوى الكلام الغير مباشر ، تدفع نصف عمرها لتسمع منه كلمة واضحة .. حازمة .. جازمة .. تريحها . ولكنه بخيل في هذا الموضوع لكنها كانت تعرف وتشعر أنه يكنّ لها كما تكنّ له من مشاعر ، وان سعادة العالم تختزل بوجودها معه ..
ذاك المساء .. كانت تنتظره وتعرف أنه سيأتي ، إنها متأكدة لأنه لم يغيب عنها في مثل هذه المناسبات .. لا يحدد موعداً ولكنه يأتي .
ذاك المساء لا يشبه كل المساءات .. إنه الموعد الوحيد المعروف بينهما في مثل هذا اليوم من كل عام ..
جاء في موعده .. قدم الوردة التي تحبها .. طارت فرحاً . ووضع في يدها شيئاً غُلف بعناية . لم يكن يهمها كثيراً .. ماذا تحوي هذه العلبة ، كل ما كان يهمها أنه أتى في موعده .. وأن العلبة تدل على أنه تذكرها ويتذكر هذا الموعد الهام بينهما دون إعلام أحد ..
ذاك المساء لا يشيه كل المساءات ، لقد نطق وأطلقها صريحة واضحة ليس فيها أي شك او غموض …
تمتمت شفاهه بالكلمات التي كانت تنتظرها .. زمناً .. بعد أن قدم لها الهدية.
هذه الهدية بمناسبة عيد الحب ..
( كل عام وأنت حبيبتي .. ياحبيبتي ) !
دارت الدنيا بها .. وحلقت فرحاً وسعادة ، لقد حدثت المعجزة ، تكلم .. ونطق بما تنتظر .
هذا المساء الجميل .. لا تعرف كيف بدأ .. وكيف انتهى ! ! ..
كيف استعدت لقدومه .. وكيف ودعته .. وكيف بقيت محلقة .. سعيدة . بعد ذهابه أياماً … وأياماً .
رامية الملوحي