التدخين.. ظاهرة خطيرة في المدارس

لانستطيع القول بأنها ظاهرة جديدة بالعكس هي قديمة، ولكنها لم تكن منتشرة بهذه النسبة من جهة وبهذه الجرأة من جهة ثانية.
تدخين طلاب المدارس ليس فقط طلاب الثانوية ونقصد ممن هم في سن المراهقة لا بل الأطفال في صفوف الخامس والسادس والسابع يشرعون سجائرهم أمام مدارسهم ويرتدون اللباس المدرسي الكامل من دون رقابة مدارسهم أو مدرسيهم أو أولياء أمورهم حتى من دون أي رادع اجتماعي أو أخلاقي وهذا ما يدل على أنها ظاهرة يصعب علاجها .
حاولنا سؤال بعض الطلاب الذين يمسكون سجائرهم منذ الصباح وللأسف غالبيتهم لا يدرك خطورة السيجارة بين أصابعه فمنهم من اعترف بأن رفاقه هم السبب.
يقول ضياء وهو في الصف الأول الثانوي بعد أن جربتها أول مرة حباً لاكتشاف طعمها اللذيذ حسب ما كنت أسمعه من رفاقي دائماً ومنهم من قال بأنه كان يظن بأن من يدخن يعني أنه أصبح رجلاً أي السيجارة دليل الرجولة ومنهم من حاول تقليد أباه كونه يعتده مثله في كل سلوك ولم يعد قادراً على التخلي عن التدخين .
أما مجد فيقول كنت أسمع دائماً بأن السيجارة تخفف من الضغط النفسي وعندما مررت بظروف قاسية لجأت إليها لأجربها وذلك بعد أن انفصل أمي وأبي ولكن اكتشفت أنه مجرد كلام وللأسف لم أعد قادراً على العيش من دون دخان.
أيضاً سألنا عدداً من المدرسين حول انتشار هذه الظاهرة بكثرة حيث اجمعوا على القول بأنه توجد رقابة من قبل المدارس بشكل عام ولكنها غير كافية فمن الضروري تعاون الأسرة وتشديد الرقابة وأكدوا أنه وخلال الدوام الرسمي يتم توعية الطلاب باستمرار حول ضرورة الابتعاد عن التدخين بسبب أضراره الكبيرة على صحة الانسان وحثهم على التبليغ عن رفاقهم ممن يسلكون هذا السلوك لاتخاذ الاجراءات المناسبة بحقهم .
الأستاذ جمال العلي يرى بأن المصروف الزائد سبب رئيسي لاعتياد الطالب
على التدخين فمن يجد أن لديه مصروفاً إضافياً سيلجأ إلى السيجارة كما رأى بأن رفاق السوء سبب آخر وهذا بسبب إهمال الآباء لأبنائهم وعدم متابعة أمورهم أيضاً الظروف الأسرية القاسية والخلافات المستمرة بين الأبوين من جهة أو توبيخ الطالب من جهة أخرى وتحديداً في سن المراهقة تجعل الطالب يلجأ إلى التدخين وهذا ما لمسناه من خلال التواصل عن كثب مع الطلاب .
كيف نتعامل مع الطفل المدخن
المرشد الاجتماعي منهل ونوس يقول: ميل المراهق تحديداً في هذه المرحلة إلى إثبات الذات وميوله أيضاً إلى تقليد الكبار واكتشاف المزيد من الأسرار من الأسباب التي تدفع بأبنائنا إلى التدخين ومن المهم جداً أن يتقصى الأهل عن السبب الرئيسي لمحاولة حل المشكلة سواء إن كانت المصروف الزائد أم رفاق السوء أم انشغالهم عنه أم …. ومن المهم عدم اللجوء إلى أسلوب العنف بالعكس أسلوب الإقناع هو الأنفع وتشديد الرقابة عليهم والتواصل معهم وكذلك يترتب على المدرسة التعاون مع الأهل وأيضاً وسائل الإعلام التي ينبغي عليها التنوير والتوعية وترسيخ القيم لأن الإعلام في الوقت الحالي أصبح سيفاً ذو حدين وكثيراً ما يؤدي إلى نقل ثقافات أخرى ليس لها علاقة بمجتمعنا .
نسرين سليمان

المزيد...
آخر الأخبار