دندنة على أوتار قلبينا

كم أحلُم بكوخً من قصب، أو ربما يكون من أخشاب بسيطة يحتوينا بالأسرار و ذكريات حفرناها داخلها، وبين ثناياها أخفينا الضحكات ،يوضع على جدران قصري صورنا القديمة التي التقطناها عند ثاني لقاء بيننا وحفظناها بين أعيننا ،في طرف الغرفة توجد أريكة مُغطاه بسجادةً حمراء كانت لجدتي ،سرير نحاسي مفروش بالورد الأبيض ،مدفأة حطب تشعل نارها ذاكرتي حينها يكون الطقس ماطراً بغزارة والريحُ تأخذنا إلى مكان بعيد،شموع ذابله على وشك أن تنطفئ بأي لحظة ،مذياع صغير يبدأ صوت أم كلثوم ،تسرقنا إلى عالمنا الخاص دندنة على أوتار قلبينا ، نجلس أنا وأنت نستمع لهذه الألحان والكلمات ، في الجزء الصغير من حائطي مكتبة صغيرة مليئة بالكتب التاريخية والرومنسية ، نجلس كل ليلة نستمع لموسيقانا الخاصة ممزوجة بهدوء الليل ونيران حبنا، تتناول كتاباً وتجلس بقربي وترتل لي من بحر الحب والهيام بصوتك العذب وأنت تداعب خصلات شعري بأناملك، نعود لذاكرتنا قليلاً، نفتش عن أحلامنا وآمالنا التي تمضي أمامنا مسرعة ،لكن لا تزال نفس المشاعر متبقية داخلنا، نخرج دفتر ذكرياتنا المملوءة برسم قصتنا الذي عاهدتني أن تبقى قصة أسطورية نرويها لأطفالنا ،كوب قهوتنا عندما نتلذذ بارتشافها على مهل وأنت غارق النظر بعيني، هدوؤك أمامي واتزانك يزيد من جنوني وتوتري، تشابك أصابعي، حركاتي الطفولية تتبعثر أمام حُسنك القمري.
سأمارس جنوني لعشقك، وسأتفنن بحبك وتفاصيلنا الصغيرة بكل صباح ومساء.
رغد عزالدين الجاجة

المزيد...
آخر الأخبار