نشأت وكبرت على كلمات لم تفارق مسامعي، كانت عائلتي دائماً تزرعها داخل صيوانة أذني (انتبهي! لاتتأخري! صغيرتي ابقي دائماً بعيدة عن كل مايؤذيك! لاتقتربي من أحد غريب! اتصلي عندما تصلين…الخ).
بعض الكلمات لم أكن أعي معناها وكنت أحاول أن أقنع الجزء الداخلي من دماغي بالانتظار إلى وقت أصبح فيه قادرة على فهمها وبعض من كلمات أمي كانت مثل لغز تحتاج وقتاً طويلاً لتحله، والآن أصبحت شابة نوعاً ما أعي الكثير من الكلمات التي أنصح بها من عائلتي أو معلمي وإجمالاً كل شخص أكبر مني، ذات يوم كنت مسرعة للخروج من المنزل ودخلت في نقاش مع والدتي، ذكرت أمامي جملة بسيطة لكن معناها كبير ويجب على كل فتاة أن تبقيه أمام ناظريها قالت لي أنت جوهرتي ولا أريد من أحد أن يسرقها مني أو يصيبها بأي أذى حتى ولو كان خدشاً بسيطاً لغلافها، أريد أن أزرع بداخلك كل ماهو صحيح لتكونين قادرة على القيام بجميع أعمالك بمفردك وبالطريقة الصحيحة صغيرتي!
انتبهي ممن حولك حتى صديقتك المقربة، جوهرتي! سأدعو الله دائماً أن يكون بجانبك وسأودعك أمانة عنده حبيبتي! أتمنى أن تكوني محط ثقتي مهما كان الأمر صعباً عليك، حاولي ولاتستسلمي، تعبت عليك منذ أن أهداني الله تعالى اياكِ لكي افتخر بك وأتمناك لكل أم تنتظر مولوداً جديداً بجنس أنثى، ووضعت على خدي قبلة ناعمة محملة بحنان كبير، وقالت لي: دائماً تذكري ماأنصحك به لتتمكني من العيش بسلام! صغيرتي! تذكري دائماً أن عائلتك بقربك وستقف بجانبك مهما حصل! ذلك الحوار القصير جعلني أفكر بأهميتي لدى كل فرد من عائلتي، جعلني تمثالاً كبيراً لايستطيع أحد تحطيمه، ممزوج من الثقة والمحبة والجميع ينظر إليه بمناظير مختلفة ولأسباب متعددة، قلبي ينفطر من كل شيء مخطئ سيحطم علاقتي المتكاملة بعائلتي أمي..! أحبك يا من جعلتني أكون ذاتي وكبريائي الذي لن يتمكن أحد من تحطيمه.
صباح محمد نور شقفة
مدارس جمعية المرأة العربية