تتنامى المعارض الفنية المدرسية عاماً بعد عام بعروضها و المواضيع الفنية التي تتناولها فضلاً عن دخول العامل البيئي في بنية التشكيل الفني وصلب الأعمال المقدمة التي استخدمت توالف البيئة و حولتها إلى لوحات و مجسمات ومنحوتات و تحف فنية وفقاً لطبيعة المادة المستعملة و أسلوب الطفل الفنان الذي يستعملها، وهذا يعكس أمرين الأول ترسيخ الثقافة البيئية في عقول الأطفال وإبداعاتهم وسلوكهم والثاني الاهتمام الكبير في موضوع التعبير الفني للأطفال عن أنفسهم من خلال تقديم مشاهد مجتمعية يرونها أو يعيشونها .
وفي مدينة سلمية هناك تنافس غير معلن بين المدارس لتقديم أفضل مالديها من أعمال فنية في معارضها الفنية السنوية التي تمثل حصيلة عام مدرسي كامل من الجهد الفني الذي يشارك فيه التلاميذ من كافة الصفوف، و لعل المعرض الفني لمدرسة الطالبية التي تعتبر من أعرق مدارس المدينة من أفضل الأمثلة على ذلك حيث وجدنا تنوعاً فريداً في أقسام المعرض والأعمال الفنية المعروضة والجهد المبذول من إدارة المدرسة و الآنسة عبير جعفر مدرسة مادة الفنون في تقديم كل ما يلزم لاستمرار دفع عجلة الفن المدرسي وتنمية الثقافة الفنية والتعبير عبر الفن بكل أشكاله عن الحياة.
الآنسة جعفر حدثتنا عن ذلك التنوع الرائع في الأقسام و المعروضات والمواضيع الفنية المطروحة وعن الجهود المبذولة لإخراج المعرض بهذا الشكل الراقي و الأنيق و المميز حيث قالت : « لا يوجد تلميذ لا يعرف أو يستطيع أن يشارك بعمل فني، عندما كنت أجمع توالف من البيئة وحتى من التوالف الصناعية وأقوم بتطبيق اللوحات والمجسمات أمام التلاميذ لتحفيزهم على التقليدي و إطلاق مخيلاتهم الإبداعية كنت أجد أن لديهم لهفة لتجميع تلك التوالف و تشكيل أعمال فنية بل و تسابقوا فيما بينهم لتقديم الأفضل .
المعرض الفني المدرسي كي ينجح يجب أن يكون هناك تعاون بين المدرسة و الإدارة و التلاميذ و نحن بدأنا بالعمل مع التلاميذ منذ اليوم الأول من العام الدراسي حيث كنت أنتقي الأعمال المميزة لعرضها في المعرض و قد بلغ عددها / 85 / لوحة رسم تناولت مواضيع متنوعة وطنية و اجتماعية و زخرفية و لوحات تعليمية و لوحات خط عربي و أما الأعمال اليدوية فكانت مقسمة إلى وسائل تعليمية و بقايا صوف و قماش وورق وبقايا بيئة طبيعية حيث استخدمنا منها الكثير من أنواع البذور كبذور / الدراق والخوخ _ مشمش _ قشور فستق _ قشور البرتقال _ الرمان / كما استعملنا ثمار الصنوبر و أغصان الشجر و الحجارة و الصدف …. الخ وذلك بهدف تقليل التكاليف المادية على الطلاب من جهة و تنظيف البيئة من مخلفات من جهة أخرى.
أما قسم البقايا الصناعية استخدمنا الإكسسوارات و الأزرار و العلب الفارغة و أقراص الـ /سي دي / التالفة حيث تم تجميعها و تشكيل أعمال فنية جميلة.
وبالنسبة لقسم بقايا النجارين استخدمنا الخشب حيث تم تجميعها و تلوينها بطريقة فنية، و قسم النحت استخدمنا فيه المعجون و السيراميك و الصابون والجبصين، وقسم بقايا الإسفنج تم تشكيل مجسمات كثيرة و متنوعة، وقسم الكولاج / القص و اللصق / استعملنا الجرائد و المجلات القديمة التالفة، وقسم الطباعة وقمنا بتشكيل لوحات طباعة بالخضار و التوالف.
و مما يبعث على السرور و يبشر بالخير أن المشاركين في المعرض هم تلاميذ من جميع الصفوف من الأول حتى السادس . «
مثل طبيعتها الخلابة و تنوع أزهارها و خاصة في فصل الربيع تتنوع إبداعات أطفال مدينة سلمية في كافة ميادين العلم و الثقافة فهم على يقين بأن الفن و لاسيما الرسم و التشكيل ميداناً آخر للمنافسة الثقافية الإبداعية من أجل النهوض و رسم مشهد ثقافي أكثر إشراقاً و قوة.
متابعة : عهد رستم