وجهة نظر : عيد المعلم أم عيد الأستاذ!؟

 

في عيدك أيها المعلم أزف إليك أزكى آيات الحب والتحية والاحترام ياصانغ الأجيال ويامنشئ البنيان، بنيان الناشئة، بنيان الذات الإنسانية، بنيان الأطفال والقاعدة الأساسية المتينة والتي هي أصعب وأعتى وأمرّ من بنيان الحجر والشجر والثمر والعمل المجهد وأمثاله.
لقد قيل الكثير في شخصك ومهنتك وقيل أيضاً في تسمية الأستاذ الذي تكمن وظيفته التعليمية في بناء الجيل الباني الأول الذي لايمكن أن يؤدي مهمته التربوية إلا إذا انحدر بمستواه النفسي والعقلي إلى مستوى ذلك الطفل الصغير فيردد ويغني ويلعب مع ذاك الطفل إلى أن يدرك أنه يتقبل منه مايريد ويوصله إلى المعرفة والدراية بالعلوم كافة وهو الذي كثر تحصيله وقل تفضيله إنه الباني الحقيقي في المجتمع.
فمبارك لك عيدك أيها المعلم العربي وصدق من قال: من علمني حرفاً كنت له عبداً، وكن عالماً أو متعلماً ولا تكن جاهلاً فتهلك.
إذن ماالفرق بين المعلم والأستاذ، كلمة تتكرر كثيراً بالعامية على معلمي الحلقة الأولى ولكن تسميته النظامية تربوياً هي معلم وليس بأستاذ وكلمة أستاذ تطلق على مدرسي النخبة العليا في الجامعات والمعاهد التربوية ولكنّ الذي أوصل الأستاذ الكبير إلى ذاك المقام الكبير العالي إنه الأستاذ الصغير الذي يضع اللبنات الأولى في بناء الإنسان وتنمية قدراته وإمكانياته، فذاك البادئ المبدع هو الأستاذ عندما كانت تتردد هذه التسمية في عقود الأربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي ثم تحولت إلى كلمة معلم.
مرة أخرى عيدك أيها المعلم عيد الأمة فإنك أنت المعلم والأستاذ والمربي والناشئ العظيم.
فكل عام وأنتم بألف خير
المعلم المتقاعد محسن العساف

المزيد...
آخر الأخبار