يحتاج التأمين الصحي إلى إصلاح على مستوى القطر ككل/ فالمكتوب في بنود العقد شيء والواقع على الأرض شيء آخر/ كما أشار أحد رؤساء النقابات العمالية .. بل إن رئيس نقابة آخر دخل إلى مشفى خاص في حماة وفوجئ بعد يوم أو اثنين بجواب المشفى أنه لايغطي بعض الجوانب رغم أنه متعاقد مع شركة التأمين وبعد اتصالات ومداولات وصل هذا النقابي إلى حقه ورضخت إدارة المشفى وهذا لم يكن ليحصل لو أن الأمر حدث مع إنسان آخر قد لايملك إمكانية الاتصال وشبكة المعرفة والمعارف.
نقاط ضعف!
ونقاط الضعف في التأمين الصحي موجودة في النص والتطبيق ففي النص فإنه يغطي جوانب على حساب أخرى وتتفاوت الخدمات المقدمة بين شركة وأخرى، وبين قطاع وآخر فقد تفرض مثلاً إمكانية الحصول على 4 صور شعاعية بسيطة خلال العام بينما يكون سقف الحصول على الوصفات هو 50 ألف ل.س وهذا لايغطي طبابة صاحب مرض مزمن.
مسؤولية الإدارات!
وتتحمل الإدارات أحياناً والنقابات في كل الأحوال مسألة التقييم على نص وبنود الاتفاق المبرم مع شركة التأمين وكذلك لاترغب الكثير من الإدارات وضع العامل بصورة إمكانية استدعاء مندوب شركة التأمين إلى المؤسسة سواء كان هذا المندوب في حماة أو العاصمة.. ربما كان ذلك رغبة من هذه الإدارات بعدم فتح باب يوجعها رأسها .. وربما كانت حريصة على إرضاء شركة التأمين على حساب العاملين لديها.
غير شاملة!
وهذا التأمين الصحي لايشمل المتقاعدين ويبدو الموضوع كالنكتة لأن المتقاعد هو الأحوج للطبابة كما أنه لايشمل كل أفراد الأسرة ويقتصر على العامل فقط.. كما أنه لايشمل الطبابة السيئة رغم أهميتها وضرورتها خاصة بظل ارتفاع أجور مداواة الأسنان.
عند التطبيق
عند تطبيق التأمين الصحي قد لايكون العيب في شركة التأمين وقد نلحظه عند بعض الأطباء الذين يطلبون مبالغ إضافية عن ما يستحقونه حسب النص المبرم معهم وقد يمتنعون عن معاينة المريض وربما يصل الموضوع عند بعض المشافي الخاصة لعدم استقبال الحالات الإسعافية.
ونحن أيضاً
وبعض العاملين ـللأسف ـ يعد هذا التأمين والمبالغ المتحصلة عنه من وصفات هو حق لابد من أخذه مع أن هذه الفكرة بالأساس قامت على مبدأ أساسي هو التضامن الصحي أو الاجتماعي بمعنى أني عندما أدفع مبلغاً معيناً كموظف وأنا خالي الأمراض فإني أساهم بتقديم المعونة للزميل المريض.
مفارقة
ومن الملحوظ وجود مفارقة بين بداية تطبيق هذا التأمين في أي دائرة أو مؤسسة وهذه المفارقة تكمن بين بداية التطبيق حيث يحصل المؤمّن على كل مايطلبه ثم ماتلبث الخدمات تتراجع سنة تلو أخرى ثم شهراً تلو آخر .. وقد نراها تلاشت ذات يوم.
أحمد عبد العزيز الحمدو
المزيد...