– تعد الدراسة والمعرفة والثقافة خطوة وركيزة أساسية لبناء الإنسان وانطلاقه..ومابعد الثقافة هو العمل أو المهنة من أجل السيطرة على الأفكار والمعلومات التي حصلنا عليها لرسم الطريق الصحيح لمسيرة الحياة العملية بمنحى واتجاه صحيح للوصول إلى النتيجة والهدف.
فمهنة النسيج اليدوي نشأت ماقبل الميلاد بالفي سنة ودخلت إلينا من الشرق من بلاد( فارس إيران والعراق وأفغانستان والهند…)، وهاهي تزدهر في سورية متوارثة لأجيالنا من أجدادنا…
وفي سوق المهن الشعبية التقينا الحرفي عبد الكريم عكاش (اختصاص النسيج اليدوي مع الغل) الذي تخرج عام ١٩٨٥ دبلوم صناعة بالهندسة الميكانيكية. ،لكنه أنتج وأثمر في مهنته الحرفية التي عاشت معه بمسيرة حياته منذ نعومة أظفاره
توارثها عن أبيه منذ عام ١٩٦٨ وكان يمارسها وهو طالب في الأول الإبتدائي مابعد المدرسة ليعمل مع والده بالمحل على تدوير المواسير على الدولاب اليدوي وهذه تعد أول مرحلة في تعليم المهنة..
..أعطاها من وقته وحبه حتى فهم كل تفاصيلها وبدأ العمل بقوة أكثر ليبدع في تشكيلات جديدة يخترعها بمخيلته مواكبا العصر في تغيير الموديلات ليرضي جميع الأذواق..
من تلك المهنة تعلم الصبر وتعلم أن محبة أي عمل والاستمرار به هو الأساس في الإبداع ..
ومع تطور الزمان تتطور الآلة اليدوية والتشكيلات المطلوبة لتتماشى مع الأذواق ومع المنطقة ذاتها..
وتحتاج هذه المهنة الكثير من الوقت والصبر والخبرة
فقد تابع الحرفي عكاش عدة دورات في حلب متعرفا على المهن والصناعات فيها ناهلا نماذج وأنواعاً من الموديلات المتنوعة لتكون تلك الدورات علما إضافيا لدراسته العلمية ..
لتغدو تلك الحرفة مغروزة مع الفنان ليقدم أعمالا كثيرة من (البسط والحقائب والعبايات وبراويز وجيابات ولوحات فنية ..) يحبها ويعتني بها ويقوم بترتيبها وتنظيفها كما لو أنها إنسانة يعشقها وستبقى معه من المهد إلى اللحد.. وكما يقول (إنه لها حياك).
توصل الفنان إلى أن حب المهنة أيا تكن والاستمرار بها يوصل الإنسان الى مرحلة الإنتاج والإبداع والعطاء.. وهذه المهنة مهنة شريفة نظيفة لايوجد بها غش واحتيال …
و يؤكد عكاش أن مهنة أجدادنا لن تموت وسوف يبقى مواصلا على الدوام يعطيها كل جهده ويقدم للأجيال القادمة دروسا عملية ونظرية ليتم توارثها وتبقى خالدة لنحافظ على تراثنا السوري تراث أجدادنا الذين تعبوا وجهدوا بها ومنها ربونا وعلمونا ..والمهنة الحرفية تراث ومبدأ توارثناه عبر الأجيال.
يواجه أصحاب هذه المهنة صعوبة الحصول على المواد الأولية وخاصة (القطن أو السدة واللحمة) ذات الألوان الفاقعة منها فهي نادرة الوجود ونضطر لاستيرادها…
ومهما كانت الصعوبة بالمهنة يؤكد عكاش أنهم قادرون في أشد الصعوبات أن يقدموا معلوماتهم وقد انتصرنا بالجهد والصبر والإيمان وسوف نعلم أجيالنا اليوم المصلحة سواء اتخذوها كهواية لهم ترافق دراستهم أو كمصلحة لهم نعمل معا على إحيائها والمحافظة على بقائها للأجيال القادمة…فأمل الفنان أن تزدهر هذه المهن ولاتندثر فهي مبدؤنا وجذورنا وريحة أجدادنا هي أرض سورية التي عشنا فيها ..والتي لها أساس في شتى الوجهات الاقتصادية والسياسية والحرفية والثقافية..
وهذه المصلحة جعلت الفنان يحضر العديد من المهرجانات خارج القطر وداخله مثل (لبنان ومسقط ومهرجانات البادية ومهرجان المحبة والسلام في اللاذقية ..ومهرجان الربيع بحماة ومهرجانات الثقافة…) وله العديد من الشهادات وهو الأول على مستوى القطر.
وفي سياق حديثه ذكر أن حدث مرة وزاره صحفيون يطلبون منه عملاً جديداً مغايراً لما يرونه وفيه فكرة جديدة…
فاشتغل أكبر بساط في العالم جامعا شتات أفكاره من المعلومات والأفكار والمناظر التي رآها والمهرجانات متخيلا شكل البساط وأطواله الرئيسية والرموز والصور التي تمثل مدينة حماة من (نواعير وجمال وسلاسل ونقوش عظيمة ونقوش عادية ونقوش معقدة. بحيث استطعت اختراع ذاك البساط …وقد استفاد كثيراً من هذا النشاط بوضع كل جهده فيه.
ومن إحدى المشاريع المهمة التي كانت تسير بتضافر وجهود مع الجهات العليا من وزارة السياحة والاتحاد العام للحرفيين ومديرية سياحة حماة
وبخطوة جيدة في تأسيس معهد بإدارة عكاش في حي المحطة جانب الفندقية
بعد أن تم الانتهاء من التخطيط جاءت الأحداث واوقفت المشروع… ورغم ذلك سوف يستمر في محاولة العودة لفتح ذاك المشروع والانطلاق من جديد.
وحول فكرة مشروع لإقامة معمل أجابنا عكاش: إنها فكرة قائمة وممكنة بفتح منشأة في المنطقة الصناعية لتشغيل عمال يتعلمون المهنة التي هي فعلا هدفنا الوحيد ..ونعمل بحسب الإمكانات لتنفيذ أي شيء مفيد.. وقال إن ماينتج عن العمل هو سعادة تفوق سعادة التفكير بالمادة وأثمن بكثير.
ونذكر أن عكاش قد أعطى بعام ٢٠١٧ دورتين بال (u n t v) مقدما للطالبات ارامل ومطلقات وغيرهن .أنواع النقوش وأشكال الخيط ..كما أعطى معلومات علمية كان قد دونها وألفها بمعرفته الخاصة جامعا المعلومات من شتى الأماكن…
كما أعطى في مسقط دورات لـ ٩٠ طالبة قدم لهم المعلومات عن النول ومبادئه الأساسية.
أنواع النسيج:
نسيج الشراشف – المناشف – البرانص – نسيج الشعر – البروكار- الغل
النول:
يتألف من ٤ دعائم رئيسية مثل بيت له دعائمه (شمعات أو أساس) تشكل على الدعائم المطواية وهي حاملة القماش… أما المكلفة فهي تنظم عمل السير للخيوط وهي خشبة طولية غرزت فيها بسامير بأبعاد متساوية ينظم مسار الخيوط إلى النير والمشط كي يظهر العمل مشدودا ومستقيما..فأي اعوجاج للمسامير يؤدي لخلل في العمل..
الفرس: وهو حامل الهندام يتألف من (نير وحبلات ودوس) لفتح الطبقتين للخيوط التي تسمى (خيوط السدة) وهو أساس النول وأساس الخيط الطولاني.
أما الخيوط العرضانية فهي اللحمة التي ترافقها الكباكيب التي تلف وتبرم على المواسير ويوضعوا في (المكوك الطائر) حامل الماسورة وهي التي تتحرك بيدنا يمينا ويسارا يسارا ويمينا بتعاقب الدوستين.
جنين الديوب