الأغذية والأمراض المزمنة

يتناقل الوسط الشعبي أخبار وأحوال المصابين بأمراض مزمنة وزيادة أعدادهم بشكل ملفت للانتباه .
فالحديث عن هذه الأمراض يبدأ ولا ينتهي ، فالإصابات في كل حي أو شارع أو منزل ، وهو أمر يبعث على الخوف من أسباب هذه الأمراض فبعضهم يردها إلى الأغذية المعدلة وراثياً وآخرون يرون أن السبب هو المواد المغشوشة والأصنصات التي يصنع منها كل شيء حتى العسل وزيت الزيتون ، ويرى حماة البيئة أن السبب هو تلوث الأجواء بمواد سامة منبعثة من دخان المعامل ومنصرفاتها التي تتسرب إلى المياه الجوفية .
يضاف إلى ما ذكرناه سقاية المزروعات بالمياه الملوثة واستخدام المبيدات التي تبقى في المزروعات لفترات طويلة .
وقد يلفت انتباه أي مواطن عدد الإصابات إن كان على مستوى قرية صغيرة أو مدينة كبيرة فهذه الأعداد تشكل صدمة للمتتبعين للشأن الصحي رغم كل الجهود التي تبذلها الدولة من حملات اللقاح إلى وضع المشافي والمنشآت الصحية في خدمة المرضى ويكفي أن يطلع المرء على إحصائيات قسم الأورام في المشافي العامة والخاصة ، ناهيك عن إصابات اللايشمانيا التي تؤشر على تدني المستوى الخدمي وخصوصاً النظافة ومنصرفات الصرف الصحي التي تختلط بمياه الأنهار لتستقر في السدود وباطن الأرض.
ولو سلمنا أن كل هذه الأسباب تلعب دورها في انتشار هذه الِأمراض فإنه لزاماً على الجهات المعنية صاحبة القول والفعل أن تبادر إلى وضع خطط لخلق بيئة نظيفة ومراقبة معامل البوظة والألبان وكذلك مواد التنظيف والأواني التي تستخدم للطهي وتوزيع الطعام .
إن وضع قائمة بالمواد الضارة والمخالفة يجب أن يرتبط مع حملات توعية للتحذير من الأخطار التي تسببها بعض المواد ولا سيما الأمراض السرطانية التي انتشرت بشكل مخيف وأن يكون الهدف منها تقديم المعلومة الصحيحة عن المنتجات المحلية والمهربة وإصدار نشرات بمضارها إن لم يكن بالإمكان وقف تهريبها حتى يتسنى للمواطن أخذ الحيطة والحذر وفي مقدمتها المواد الغذائية والدخان بأنواعه .
الفداء إذ تسلط الضوء على هذا الموضوع بهذه العجالة للتنبيه والإنذار المبكر بالخطر القادم والخوف من اتساع انتشاره حتى لا يؤثر على بنية المجتمع وسلامته وحفاظاً على الأموال الطائلة التي تتكبدها الدولة ومواطنيها للعلاج مع المعرفة الأكيدة بأن أسعار الوصفة الدوائية الواحدة قد يكلف مئات الآلاف من الليرات وهو هدر واستنزاف لموارد الدولة وجيوب مواطنيها فهل وصلت الصرخة ؟
غازي الأحمد