كلنا يعلم حجم الصعوبات التي تواجهها المؤسسات الخدمية وضعف الإمكانات أحياناً لكن بالمقابل هناك دعم كبير لايستهان به من قبل الدولة للنهوض بالواقع الخدمي للمواطنين على مساحة الوطن.
هذه المقدمة أو المدخل للحديث عن التقصير الحاصل على معظم جبهات العمل سواء من أفراد داخل هذه المؤسسات أو من المؤسسات نفسها ولنا في عمل مجالس البلدان والمدن والقرى خير دليل فهي لاتكلف نفسها عناء البحث عن إقامة مشاريع تعود بالنفع على البلديات وعلى المواطنين أيضاً، كما أن المشاريع المتعثرة أمام ناظريها تقف منها موقف المتفرج أو المحاباة للقائمين على المشروع لأسباب معروفة ولم تعد خافية على أحد والمحصلة تكون بإلحاق الضرر بمواطنيها الذين يجب أن تعمل على خدمتهم وحتى لايكون كلامنا في العموم سنذكر أمثلة عن ذلك، كجسر أم الطيور الذي مضى على البدء به سنوات طويلة ويسير العمل به سير السلحفاة وكذلك الأمر ربط المحور الإقليمي بشبكة الصرف الصحي للقرى على مسار نهر الساروت وكذلك استكمال شبكة الصرف الصحي في أم الطيور، والتوقف نهائياً عن حملات رش المبيدات في معظم قرى المحافظة وبلداتها ومدنها الأمر الذي يفرض واقعاً صحياً سيئاً تكثر فيه الأمراض وإصابات الليشمانيا.
وللتذكير هناك مشاريع مائية نفذ القسم الأكبر من أعمالها وبقيت من دون استثمار ولاسيما آبار مياه الشرب كبئر قرية تل أعفر وغيره الكثير.
كما أن هناك مستوصفات تفتقد للدعم سواء بالأجهزة والأدوية أم بالكادر الطبي كمستوصف وادي العيون وأم الطيور والربيعة و …
هذا الواقع حين تتم الإشارة إليه لايعني أننا نتهجم على هذه الجهة أو تلك لأسباب شخصية وإنما لمعالجة الخلل والتقصير، وكم يؤسفنا أن تكون معظم الردود التي ترد إلينا هجومية وتنفي نفياً قاطعاً التقصير في مجالها، مع العلم أن المواطنين لايتوقفون عن إرسال الشكاوى بسبب المخالفات والظلم الذي يلحق بهم وحبذا لو أن تلك الجهات كانت منطقية واعترفت بتقصيرها مع ذكر الأسباب التي أجبرتها على ذلك بدل الرد الهجومي الذي يتهم الجهة المشتكية بالكيدية ويتهمنا بالتحيز وعدم التدقيق والمصداقية، وهو أمر لايغير من الحقيقة في شيء، فالتقصير واضح في معظم القطاعات الخدمية ولايكفي رد التهمة بتحميل الظروف التي مرت بها بلدنا المسؤولية فهذه الظروف قد ولت وأصبحت من الماضي، والمطلوب العمل الجاد لتعويض النقص الحاصل واستدراك ماتم فقدانه في فترة الذرائع والحجج التي كانت شماعة يعلقون عليها تقصيرهم.
غازي الأحمد