وصف عدد من السكان القاطنين شمالي مدينة مصياف جانب حي القصور معاناتهم من مستنقعات الصرف الصحي بـ «الأزلية» المستعصية على الحل مشيرين إلى أن الوعود التي تلقوها من الجهات المختصة بإنهاء المشكلة لم تكن سوى مسكنات فقط ليس لها أثر ومفعول على أرض الواقع فانتشرت مجاري الصرف الصحي قرب منازلهم وفي أراضيهم الزراعية مصدّرة لهم الأوبئة والروائح الكريهة والحشرات وخاصة مع اقتراب حلول فصل الصيف.
وشددوا على ضرورة أن يصل مجلس مدينة مصياف إلى حل وأن يعمل بجدية لاتخاذ الحلول الناجعة لتخليصهم من بحيرات الصرف التي بدأ عدد من الأهالي بتصريفها في شوارع الحي والأراضي الزراعية المجاورة لهم.
وقال محمود الحاج حسين أحد سكان الحي: إن الأهالي باتوا يخجلون من أن يوجهوا الدعوات لأصدقائهم وأقاربهم لزيارتهم خجلاً من رؤية التلوث الذي يعيشون فيه مبيناً أنه يقيم في هذا الحي منذ 3 سنوات وأن أغلب الأراضي فيه قد شيدت عليها مبانٍ حديثة والأراضي الفضاء فيها رغم كثرتها قد قلت قليلاً ومعظمها الأراضي ذات طابع خدمي لأمور الزراعة ويستدرك محمود أن هذه الأراضي الفضاء القليلة بدأت تتحول إلى بحيرات للمياه الراكدة القذرة.
وحول كيفية تشكل هذه البحيرات أوضح محمود أنها قديمة وازدادت مع سقوط الأمطار في فصل الشتاء ولاسيما مع تحول بعض مصبات مجارير المنازل إليها وللأسف الجهات صاحبة العلاقة لم تقم بالدور المطلوب في القضاء على هذه البحيرات بسحب مياه الصرف من الحفر الفنية التي تنضح مياهها في شوارع الحي والأراضي مؤكداً أنه تم التقدم بشكوى رسمية بهذا الخصوص للجهات صاحبة العلاقة مجلس مدينة مصياف إلا أن موظفي الدائرة الفنية كانوا يتهربون من الكشف على الحي وتوجيه إنذارات لعدد من الأهالي وإلحاق الضرر بالقاطنين فهذه المستنقعات جعلت الحي موبوءاً بالحشرات الضارة مثل البعوض وغيره من حشرات طائرة وزاحفة وعندما يخيم الظلام يصبح من الصعب جداً التجول في الحي أو الجلوس في حديقة المنزل لأن المرء سيصبح هدفاً لهجوم البعوض الكثيف الذي لارحم صغيراً أو كبيراً بل إن اللجوء إلى داخل المنزل لا يعني السلامة الدائمة من البعوض.
بدوره أشار عمار اسماعيل إلى أن الأطفال هم أكثر ضحايا البعوض والأكثر عرضة للإصابة بأضرار هذه المستنقعات والحشرات والروائح الكريهة لافتا إلى أنه لا يأتي إلى منزله إلا قليلاً وانتقل للسكن في حي آخر من مدينة مصياف ويوافقه المواطن فراس شاهين حيث قال: إن أطفالنا محرومون من اللعب والاستمتاع بالخروج من سجن المنزل حتى في الحديقة الداخلية للمنزل لأن الخروج يشكل خطراً عليهم منوهاً بأن مياه الصرف تتجه إلى منزله من عدة منازل مجاورة له التي وجهت خطوط صرفها باتجاه الأراضي الفضاء الكائنة أمام منزلي ومنظرها غير حضاري وتشكل خطورة على سلامة الأبناء والغريب أن هذه المستنقعات موجودة منذ فترة طويلة جداً وللأسف الشديد لم تقم أية جهة معنية بشؤون هذا الحي بأي عمل من شأنه التقليل من أضرارها مضيفاً إن هذه البحيرات أصبحت تشكل هماً كبيراً ومعاناة دائمة.
ويقترح المواطن فارس الفارس أن الحل بسيط جداً ولكن يحتاج إلى متابعة جدية من مجلس المدينة وخاصة بالتوجه لدى الأهالي واللقاء معهم لتنفيذ خط صرف صحي بالعمل الشعبي لمسافة 150م ويصل إلى الخط الرئيسي وبذلك تنتهي معاناة أكثر من 30 منزلا في الحي.
من جانبه أكد رئيس مجلس مدينة مصياف المهندس سامي بصل على أن المجلس سيوجه عدد من الإنذارات لعدد من الأهالي بسبب تصريف مياه الصرف الصحي في الشوارع والأراضي الزراعية وإلحاق الضرر بالآخرين.
حماة-أحمد نعوف