ظاهرة نلحظها سنوياً خلال هذه الفترة من العام الدراسي ،وهي الانقطاع المبكر عن الدوام المدرسي لطلاب الشهادة العامة فمن يصدق أن مدارسنا حالياً خالية من طلاب الشهادة الثانوية وأعداد قليلة جداً من طلاب الشهادة الإعدادية؟والملفت أن هذه الظاهرة تزداد خطورة لأن مدة الانقطاع في كل عام تزداد عن العام الذي قبله ففي السابق لم يكن طالب يفكر بالانقطاع قبل بداية شهر أيار واليوم منذ بداية الفصل الثاني تبدأ الطلاب بالانقطاع عن المدرسة علماً أنها مخالفة صريحة وواضحة للقوانين والأنظمة والتعليمات التي تؤكد على الدوام المدرسي حرصاً على سلامة العملية التعليمية بما يحقق الوصول بالطلبة ولاسيما طلاب الشهادات لأفضل مستوى من التحصيل العلمي وبما يضمن إنجاز المنهاج بالكامل في وقت نسمع فيه عن ضخامة المنهاج وكثافته وصعوبته، فما هي أسباب هذه الظاهرة هل الطالب ورغبته في التحضير الأمثل للامتحانات اعتقاداً منه أن ذهابه إلى المدرسة مضيعة للوقت أم الدروس الخصوصية والمعاهد وانتشارها الواسع والتي أثرت في الطالب بشكل كبير وجعلته يستغني كلياً عن المدرسة أم تقصير في المتابعة والإشراف؟
مضيعة للوقت
بداية تحدثنا مع عدد من الطلاب الذين انقطعوا عن المدرسة للتحضير للامتحانات حيث قالوا : الدوام في الأيام الأخيرة مضيعة للوقت فكل يوم تذهب 6ساعات في المدرسة الأفضل أن نستغلها في دراسة مواد مهمة كالرياضيات والفيزياء وغيرها، وخاصة أنه لايوجد طالب غير ملتزم بدروس خصوصية أو بمعهد لذا لا داعي لمضيعة الوقت .
بسبب غيابهم غابوا
أما القسم الآخر من الطلاب فهؤلاء انقطعوا لأن الواقع فرض عليهم بعد أن تغيبت أعداد كبيرة من رفاقهم أصبح المدرس – في حال التزم بالدوام- لا يعطي الدرس بجدية نظراً لتغيب الطلاب الكبير وأحياناً كثيرة هو من يطلب منهم التغيّب لأن هذا سيريحه من الدوام.
نرغب باستكمال المنهاج
وأضافوا قائلين :علماً أننا نتمنى أن نستكمل المنهاج في المدرسة لأسباب عديدة أولاً : الوقت طويل جداً وسنشعر بالملل حكماً حتى يحين موعد الامتحان وثانياً: في المدرسة الفائدة أكبر من خلال المناقشة والحوار بين الطلاب وهذا أفضل بكثير من أن يكون الطالب بمفرده يأخذ الدرس .
لانفصلهم تعاطفاً
مديرو المدارس أكدوا أنهم يبذلون قصارى جهدهم لمنع انقطاع الطلاب في وقت مبكر إلا أن ذلك لا يجدي نفعاً في الوقت الذي لا يمكنهم القيام بأي تصرف علما ان القانون يتيح لهم فصل الطلاب بعد تسجيل 15 يوماً غياب إلا أن تعاطفهم مع الطلاب يمنعهم من القيام بهذا التصرف، يقول أحدهم: هل نقوم بفصل مدرسة بالكامل فهذا غير منطقي ابداً أي أننا سنحرم جميع الطلاب من التقدم للامتحانات بشكل نظامي .
الدروس الخصوصية سحبتهم
والسبب الرئيسي حسب اعتقادهم هو انتشار الدروس الخصوصية والمعاهد بشكل كبير .التي سحبت الطالب من مدرسته حيث أصبح الطالب لايعير اهتماماً لما يأخذه في المدرسة كونه على موعد مع الدروس الخصوصية والذهاب إلى المعهد .
تزداد خطورة
أما الموجهون الاختصاصيون فقد قالوا: ظاهرة تزداد خطورة ففي كل عام تبكر عن العام الذي قبله وأضافوا: من الصعب بالتأكيد تطبيق القانون الذي لا يسمح للطالب بالعطلة إلا قبل 3 أيام من الامتحان فهي حكماً لا تكفيه ولكن الأمر زاد عن حده فكان الطلاب ينقطعون في 20 نيسان وهذا مقبول نوعاً ما، فالطالب يحتاج إلى شهر حتى يتمكن من دراسة منهاجه بالكامل وبالمقابل يكون المدرس في المدرسة أنهى منهاجه وبالتالي الطالب مستفيد والمدارس نظامية لا تسودها الفوضى في حين أنه حالياً منذ بداية شهر شباط يبدأ الطلاب بالانقطاع والمدير يعيد تنظيم البرنامج بالشكل الذي يريح مدرسيه ،أي المدرسة تصبح فارغة من الطلاب والمدرسين ،علماً أننا نقوم بجولات على المدارس ونؤكد على ضرورة التقيد بتوزيع المنهاج.
وضرورة فصل المتغيبين كل ذلك من دون فائدة ، حيث يوجد حلقة مفقودة بين المدرس وإدارة المدرسة والطالب.
الفصل ليس حلاً
وحسب رأيهم إن فصل الطلاب لايعد حلاً مجدياً وإنما الحل الأنسب هو ضرورة ضبط الدروس الخصوصية وتنظيم عمل المعاهد لا بل إغلاقها وهذا لن يكون إلا بتحسين الأوضاع المعيشية للمعلمين الذين وعدوا أكثر من مرة برفع طبيعة العمل .
مدير تربية حماة يحيى منجد قال: المدارس مفتوحة والقانون واضح بفصل المتغيبين عن الدوام في حال تغيبهم أكثر من 15 يوماً وهذه هي الإجراءات التي يمكننا أن نتخذها .
ونحن نقول :
أي خلل مهما كان صغيراً أم كبيراً في قطاع التعليم له القدر الكبير من الأهمية لأن تأثيره سيتضح مباشرة وبشكل سلبي ،فما نتمناه الحرص على سير العملية التعليمية بكل تفاصيلها لنضمن نجاح أجيال هي أملنا بالمستقبل
نسرين سليمان