مع أن موجة الغلاء قد طالت معظم المواد الاستهلاكية والخضار وغيرها من المواد والسلع التموينية نتيجة قدرة التجار على استثمار وافتعال الأزمات، إلا أن لغلاء البطاطا دلائل خاصة لأنها في معظم الوجبات التي تعدها الأسرة وربما لأنها تحتل المرتبة الثانية بعد الخبز من حيث ضرورات الاستهلاك يساعدها على ذلك رخص ثمنها وطيب مذاقها وسهولة تحضيرها وسهولة إنتاجها..؟
لكن الصورة تغيرت الآن وحلقت أسعارها الكاوية ليصل سعر الكغ الواحد إلى /450/ ليرة سورية لدى تاجر المفرق، وكما نتوقع ويتوقع الناس من هذه الأسباب أن إنتاجنا من البطاطا للعروة الصيفية والخريفية كان أقل من حاجة السوق للاستهلاك أضف إلى ذلك عمليات التلاعب بالعرض والطلب ووجود مستفيدين استطاعوا أن يستثمروا ويضخموا هذه الأزمة من خلال أساليب ملتوية لاتخفى على أحد.
لقد كتبت أكثر من مرة عن خطورة اختلال كميات الإنتاج للمنتجات الزراعية الاستهلاكية كالبصل والثوم والبطاطا والبندورة سواء أكان هذا الاختلال يتعلق بالزيادة أم بالنقصان لأن الزيادة الكبيرة في الإنتاج تؤدي إلى انخفاض كبير في الأسعار ينعكس سلباً على المزارعين المنتجين ويؤدي إلى هدر في مواردنا المائية، فيما يؤدي نقص الكميات كما هو الحال في إنتاج مادة البطاطا إلى ارتفاع كبير في الأسعار كما هو الحال في البصل والثوم للموسم الماضي.
ولهذا كله فإن من مسؤولية الجهات المشرفة على الزراعة التأكد من حسن التقيد بالخطط الزراعية وعلى الجهات المعنية الأخرى وضع حد للمتلاعبين بقوت الناس والذين أدمنوا افتعال الأزمات.
توفيق زعزوع