70 شهيداً و 50 جريحاً حملة للوقاية من مخلفات الحرب بريف سلمية المحرر

كثرت في الآونة الأخيرة الحوادث الخطرة التي أودت بحياة العديد من المواطنين وتركت جرحى ، في مناطق الريف المحرر بسلمية ، نتيجة انفجار ألغام وغيرها من مخلفات الإرهابيين التي زرعوا بعضها في أراضي المواطنين الزراعية ، قبل تحريرها على يد أبطال جيشنا الباسل ، وتقوم الوحدات المختصة والجهات المعنية ، بتمشيط المناطق وإرسال رسائل توعية للمواطنين الذين عادوا إليها لأخذ الحيطة والحذر من هذه المخلفات للحفاظ على حياتهم .
وأطلقت مديرية الصحة ، ممثلة بمنطقة سلمية الصحية ، ضمن خطة المديرية لتوعية ووقاية  المواطنين ، أطلقت حملة المئة يوم ، تحت شعار «» سلامتك «» للوقاية من الإصابات الحربية الناجمة من مخلفات الحرب والإرهابيين في المناطق جميعها ، وبالمحررة بشكل خاص .
وانطلاقاً من حرصها على صحة المواطنين ، واكبت صحيفة الفداء حملة منطقة سلمية الصحية بكادرها الطبي والصحي والتثقيفي ، ميدانياً لعدد من قرى ريف ناحية السعن المحرر ، بريف سلمية الشمالي ، التقينا خلالها المواطنين والطلاب الذين عادوا لقراهم ، وعدداً من الجرحى الناجين من حوادث انفجارات مخلفات الإرهابيين .

100 يوم للوقاية
رئيس المنطقة الصحية بسلمية ، الدكتور رامي رزوق حدثنا قائلاً : ضمن خطة مديرية صحة حماة ، حملة /100/ يوم ، للوقاية من مخلفات الأزمة /الحرب / تحت شعار « سلامتك « قامت منطقة سلمية الصحية بحملة ضمن منطقة سلمية وريفها ، حول ذلك ، ضمن برنامج عمل يستمر لمدة مئة يوم ، بهدف الوصول إلى كل المواطنين بجميع التجمعات السكنية وخاصة بالمناطق المحررة ، لتوعيتهم للوقاية من مخلفات خطرة خلفها الإرهابيون ، والتي تشكل خطراً على حياتهم ، وحملتنا الطبية والصحية هذه لعدد من قرى ريف السعن المحررة ، بعد عودة الكثير من الأهالي ، وبدء ممارسة حياتهم اليومية وأعمالهم في الأراضي الزراعية ورعي الأغنام ، وعودة أبنائهم الطلاب لمدارسهم ، كثرت الحوادث الخطرة والتي أودت بحياة أكثر من /70 / شهيداً و تركت / 50 / جريحاً بإصابات مختلفة ، وكان لابد أن تتحرك الصحة لتأمين الوقاية لهم وبتوجيهات وزارة الصحة ومديريتها بحماة ، يقوم فريق منطقة سلمية الصحية بتوعية الأهالي ، لتعريفهم بمخاطر هذه المخلفات وأنواعها من ألغام وعبوات ناسفة وقذائف لم تنفجر ، والتي قد تكون بأشكال مختلفة ومموهة ، وموضوعة على الطرقات أو جوانبها ، بهدف إلحاق الضرر بالمدنيين .
سبب اختيار المنطقة
ويضيف رزوق قائلاً : لقد تم اختيار هذه المنطقة نظراً لوقوع عدد كبير من الحوادث الخطرة والتي أودت بحياة العديد من المواطنين الذين ارتقوا شهداء نتيجة انفجار ألغام من مخلفات الإرهابيين ، وحملات المنطقة الصحية مستمرة لتشمل جميع مناطق الريف الشمالي والشرقي والغربي والجنوبي المحررين من براثن ورجس الإرهابيين ، ولا نكتفي في الحملة بالتوعية فقط ، بل نزورالجرحى لتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم ، ومتابعتهم من خلال فريق طبي مختص حسب حاجة كل مصاب وتحويل من يحتاج للمشفى .
ونتوجه عبر صفحات جريدتكم الموقرة للأهالي القاطنين في المناطق المحررة ، بأن يتوخوا الحذر في تنقلاتهم بأراضيهم ، والالتزام بتوجيهات الصحة والسلامة العامة ، حول تجنب التعرض لإصابات من مخلفات الأزمة « الحرب « وإبلاغ الجهات المختصة عن أي جسم مشتبه به وغريب ، حفاظاً على سلامتهم وصحتهم وإبعادهم عن الخطر .
مع عناصر التثقيف الصحي
منى فطوم وبثينة الجرعتلي ، من عناصر التثقيف الصحي بالمنطقة الصحية ، قالتا عن دورهنَّ وعملهنَّ بالحملة : دورنا تنفيذ حملات توعوية وتثقيفية بين المجتمعات المحلية والطلاب بمدارسهم وبالمناطق المحررة ، ضمن خطة وبرنامج عمل مكثف ، يتم من خلال هذه الحملات التعريف بمخلفات الأزمة والحرب والأجسام الخطرة المشبوهة التي لم تنفجر ومن الممكن أن تبقى لفترات طويلة بدون أن تنفجر ، والتي تتضمن ألغاماً ضد الأفراد والدروع ، والقذائف غير المنفجرة والأسلحة المتروكة والعبوات الناسفة والقنابل العنقودية والشرائك الخداعية ، والانتباه لطرق وأساليب إخفائها للتمويه ، وعدم لمسها ، وأضرار التعرض لها ، والانتباه لعلامات التحذير الموضوعة على جسم خطر أو حوله  إذا وجدت ، وكيفية التعرف عليها وضرورة التعامل معها وإبلاغ الجهات المختصة عنها لدرء الخطر ، أو الاتصال على الهواتف / 108 و130 / للإبلاغ بجميع المحافظات .
مع الجرحى الناجين
الشيخ عبد العزيز النواف ، جريح ناجٍ من انفجار لغم ضد الدروع ، حدثنا قائلاً :
زاد عدد الشهداء والجرحى بين المواطنين بعد عودتنا لمناطقنا التي تحررت ، نتيجة انفجار ألغام تركها الإرهابيون الكفرة في أراضينا ،  وأنا كنت مع مجموعة من أهالي القرية انفجر بآليتنا لغم مضاد للدروع استشهد خلاله 19 شخصاً وأصيب آخرون بشظاياها ،  زوجتي من بين الشهداء وأختي من الجرحى ، تم إسعافنا للمشفى الوطني بسلمية ، وكانت إصابتي خطرة بالجمجمة وجسمي وتم استئصال الطحال ، ولازلت حتى الآن أعاني من الإصابات وأحتاج لعلاج لستة أشهر وأكثر ، نأمل من الجهات المعنية والمختصة تنظيف الأراضي من الألغام وغيرها من مخلفات ورجس الإرهابيين لنستطيع العيش والعمل في أراضينا . 
ـ نجاح النواف وعبد الجبار وعبد الرزاق النواف وصفوك السرحان وأحمد عناد ، ناجين من انفجار ألغام وعبوات ناسفة ، قالوا لنا : تعرضنا لإصابات شديدة ومتنوعة في جسمنا ، نتيجة انفجار لغم من مخلفات الإرهابيين ، ونتماثل للشفاء الآن ، والجهات المختصة مشطت العديد من المناطق المحررة ، نأمل الإسراع بتنظيف مناطقنا من مخلفات تهدد حياتنا بأي وقت ، لنستطيع العمل بأرضنا وزراعتها وتربية الثروة الحيوانية .
ختاماً:
تعد هذه الحملة خطوة هامة لصحة حماة ومنطقة سلمية الصحية ، في مجال توعية المواطنين الذين عادوا لمناطقهم وأراضيهم المحررة ، والحملات مستمرة لتشمل جميع المناطق بريف سلمية ، ونأمل من الجهات المختصة العمل لتأمين أراضي المواطنين من مخلفات الأزمة والإرهابيين الكفرة بالسرعة القصوى ، ليساعدهم ذلك على البقاء والثبات بأراضيهم ، وإعادة الحياة لأراضيهم الزراعية .
حـسـان نـعـوس

المزيد...
آخر الأخبار