في مساء يوم دمشقي مكفهر كان الرحيل، تذكر فيه أنه ارتكب خطأ كبيراً بتقدمه في العمر, وهمس بعينين تقاومان الانطفاء:
ـ انتظروا ..اسمعوني جيداً. سأبقى سفيراً لكم هناك..
انتظروا ولاتطيلوا الانتظار.. لأنني سأعيش بينكم.
في الزوايا الباردة ستجدونني, في اخضرار الجبال, وبين أقاحي السهوب ستجدونني في مداد أقلامكم وأصوات عذاباتكم في أحلامكم وآمالكم, وربما في أنات الآلام والحزن الغافي في صدوركم ستجدونني, في كل نبضة قلب أو صرخة طفل ستجدونني, وسأعلن دون وجل من هنا وهناك. فتشوا جيداً .. أنا حيث تحبون أن أكون .
3-4-2006 كان الرحيل .
جينا يحيى