( الغليان ) هو السمة العامة لأسواق المحافظة خلال هذا الأسبوع ، وبالتأكيد ليس الغليان بحركة البيع والشراء وتهافت الناس على المحال ، وإنما هو بأسعار معظم المواد الضرورية لحياة المواطن اليومية ، التي أمسى توفيرها لأسرته عبئاً ثقيلاً عليه ، بسبب الغلاء الفاحش الضارب أطنابه بأسواقنا ، وضعف قدرته الشرائية التي تتهالك أمام أي ارتفاع سعري طارئ ، وهو ما يجعل حياته شاقة للغاية !.
في الملف الآتي ، تبيانٌ لحال أسواق مدن المحافظة منذ بداية هذا الأسبوع حتى اليوم ، ولحال المواطنين الذين اكتووا بنار الأسعار وغليانها .
حماة … هبوب شديد لأسعار معظم المواد رغم توافرها
يبدو أن اقتراب الصيف وارتفاع درجات الحرارة لم يغير كثيراً في معظم أسعار المواد وخاصة الخضار والفواكه والتي كان من المتعارف عليه أنها تهبط مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
ومن يتجول في أسواق حماة يجد العجب في كل ذلك، فمع كثرة المواد والخضار والفواكه لاتزال أسعارها لا تناسب المواطن ، كما يجد فرقاً كبيراً بين الرضى والقبول بها والرفض لأنواع منها مع أنها إنتاج محلي لاتحتاج إلى إضافات كما يدعي التجار والباعة من أجور نقل وغيرها.
لاتصدق
حسب نشرة الأسعار الصادرة عن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في بداية هذا الشهر نجد أنه ورد في النشرة سعر البطاطا الجديدة نوع أول بلدية 325 بالجملة وبالمفرق 390 ليرة لكن الواقع وحسب السوق نجد أنها زادت عن هذه التسعيرة لتصل إلى مايقارب 400 ليرة سورية وهذا يدل دلالة واضحة على أن هناك أيادي تتلاعب في سعر المادة سواء الجملة أو المفرق.
أما الخيار البلاستيكي نوع أول يشهد سعره تراجعاً واضحاً فما يزال يحافظ على نفس الوتيرة و نجد أنه وصل إلى 300 ليرة والنوع الثاني منه 250 ليرة.
وكذلك البندورة البلاستيكية التي لاتزال ترتفع وتحلّق في قمة هرم الأسعار لتصل إلى مايقارب 400 ليرة للنوع الأول و350 ليرة للنوع الثاني وهذا مااستنكره كثير من المواطنين حيث إن الإنتاج محلي ويوجد منها كميات كبيرة – حسب الأسواق – لكن بقيت تحافظ على سعرها في القمة.
أسعار تحلق
وهكذا حسب النشرة نجد أن باقي أنواع الخضار تختلف تماماً عن السوق المحلية وبالتالي لاترضي المواطن بها وربما تصل إلى عزوف المواطنين عن شراء بعض الأصناف والتي يحتاج إليها، بسبب الغلاء والارتفاع الكبير عليها، فعلى سبيل المثال نجد هناك كثيراً من الأصناف لم تسعر بالنشرة الأسبوعية الصادرة من مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك وهذا ماجعل للتجار والباعة الحرية في اختيار السعر الذي يروق لهم، فمن ذلك نذكر على سبيل المثال لا الحصر أي التي لم ترد في النشرة، الكوسا نجدها في الأسواق تحلق هي أيضاً وتصل إلى مايقارب 350 ليرة للصنف الأول و300 ليرة للصنف الثاني بينما نجد أن الباذنجان الأسود وصل إلى مايقارب 350 ليرة.
أما الحشائش والتي لاتزال مرتفعة فقد وصلت ربطة البقدونس إلى مايقارب 50 ليرة وكذلك النعناع والفجل إلى 35 ليرة وهذا حسب المواطن لايناسب الدخل المحدود وتبقى هذه الأسعار أعلى من معدلاتها ومرتفعة كثيراً.
الفواكه أيضاً
بالنسبة للفواكه ارتفعت هي الأخرى حيث وصل سعر التفاح نوع أول ممتاز إلى مايقارب 300 ليرة بينما بيع البرتقال بـ 150 ليرة ووصل الموز الصومالي إلى 600 ليرة بينما الموز اللبناني وصل إلى 400 ليرة.
اللحوم الحمراء
أما بالنسبة للحوم الحمراء فقد حافظت أسعارها على ماهي عليه حيث تراوح سعر كيلو لحم العجل مابين 3800-4000 ليرة سورية حسب نسبة الدهون فيها.
أما لحم الخروف فتراوح بين 4500 -5000 ليرة سورية حسب النوع والدهون .
أما العواس فقد هبط سعرها ليصل إلى 3500 ليرة سورية للكيلو .
22 ضبطاً
وفي مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك أكد رئيس دائرة حماية المستهلك نعمان الحاج أنه تم تنظيم 22 ضبطاً تموينياً لمختلف أنواع الخضار والفواكه خلال الأسبوع الماضي، منها ضبوط لعدم الإعلان عن الأسعار بالإضافة إلى تقاضي أسعار زائدة عن النشرة .
وأضاف: إن دوريات حماية المستهلك تعمل يومياً على متابعة الأسعار ومطابقتها مع النشرة الأسبوعية وأي مخالفة تنظم الضبط اللازم بحق المخالفين.
ياسر العمر
السقيلبية… ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق
35 ضبطاً بأسبوع
تمر الأيام و المواطن لما يزل بانتظار بارقة أمل تبشر بانخفاض قائمة أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية علها تؤمن مايسد بعض احتياجاته لكن من دون جدوى!
ويشتكي كثير من المواطنين من ارتفاع مفاجئ في أسعار بعض الخضروات وخاصة البندورة والبطاطا خلال الفترة الأخيرة، بحسب جولة الفداء على عدد من محال الخضروات بمدينة السقيلبية .
بين ليلة وضحاها
تؤكد أميرة علي أنها لم تشهد هذا الارتفاع في أسعار الخضروات من قبل، فالأسعار ترتفع بين يوم وليلة بدون سبب واضح.
البطاطا من الرفاهيات
أما المواطن موسى سعد فقال: إن بعض أصناف الخضروات أصبحت من الرفاهيات وكانت في ما مضى من الأساسيات كالبطاطا ، أما الفواكه فقد أصبحت من المحظورات ، نأمل إيجاد حلول سريعة فالحياة أصبحت قاسية.
لمستويات قياسية
أما المواطن أديب علي فقال: في كل سنة البندورة يرتفع سعرها لكن هذه السنة وصل سعرها لمستويات قياسية، كما البطاطا والفروج والبيض وهذه الأسعار لاتتناسب مع ذوي الدخل المحدود.
أسعارنا أرخص
أما التاجر محمد بدر في سوق هال السقيلبية: نحن في السوق نبيع بعض المنتجات بأسعار أرخص من النشرة الصادرة عن مديرية التجارة الداخلية
ولكن هناك ظروف تتحكم بسعر البضاعة ، كارتفاع الدولار أو بسبب الظروف الجوية فالسبب بارتفاع البندورة هو بسبب الطوفان الذي تسببت به آخر عاصفة مطرية ضربت المنطقة الساحلية و هذا انعكس سلبياً على حركة البيع والشراء فقد انخفض عملنا عن السابق كثيراً.
الأسعار بالسوق
جولة في أسواق مدينة السقيلبية لاستطلاع واقع الأسعار لبعض المنتجات و مقارنتها مع النشرة الصادرة عن مديرية التجارة الداخلية في حماة بيّنت أن:
البطاطا المصرية سعرها٣٥٠ ليرة
والبطاطا البلدية ٣٢٥ ليرة
والبندورة ٣٥٠ ليرة
والبصل ٣٢٥ ليرة
والخيارالبلدي ٣٠٠ ليرة
والباذنجان ٢٧٥ ليرة.
ولحم خاروف ٤٣٠٠ليرة/حسب نسبة الدهون
ولحم عجل ٣٧٠٠ ليرة /حسب نسبة الدهون.
والبيض ١٢٠٠ليرة.
من الواضح أن أغلب الأسعار حافظت على ارتفاعها مع ارتفاع لبعضها الآخر.
35 ضبطاً
وأكد مصدر في شعبة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الغاب تسيير دوريات بشكل يومي واعتيادي لتشمل كل المواد ولضبط الأسعار ومكافحة المواد المجهولة المصدر ومطابقة الأسعار مع النشرة الصادرة من مديرية التجارة الداخلية في المحافظة.
كما أكد المصدر تسجيل مايقارب ٣٥ ضبطاً منذ أسبوع إلى الآن و تنوعت بين مخالفات محطات وقود وضبوط غاز و غلاء أسعار .
وأكد المصدر ضرورة الإبلاغ عن أي مخالفة تموينية من قبل المواطنين وذلك بالحضور إلى شعبة التجارة الداخلية في مدينة السقيلبية أو بالاتصال على الرقم المجاني ١١٩.
في الختام:
لابد من أن تتضافر جميع الجهود بين القائمين على القطاع الزراعي والقائمين في التجارة الداخلية لإيجاد حلول ناجعة وطويلة الأمد لضبط تصاعد الأسعار و خفضها إلى مستويات تناسب المواطن الذي أرهقه الغلاء .
رنا عباس
مصياف… تغيرات طفيفة بالأسعار
240 ضبطاً بالربع الأول و40 إغلاقاً للمحال المخالفة
منذ سنوات وحديث الأسعار والأسواق هو الشغل الشاغل بالنسبة للمواطن وهذا ليس في منطقة واحدة وإنما في جميع المناطق، فقد تسبب ارتفاع الأسعار بمعاناة حقيقية له لأنها وصلت إلى حد أرهقته وفاقت قدرته وبالتالي أصبح مضطراً لمراقبتها كي يعرف ما هي السلع التي سيستغني عنها مجدداً لارتفاع أسعارها بعد أن استغنى عن حاجات كثيرة من قبلها كان ينظر إليها كأنها كماليات ليقتصر الأمر فقط على الحاجات والملحة منها تحديداً.
حتى ربطة البقدونس!
المواطنون في مصياف كبقية المناطق تحدثوا عن الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار بشكل كبير للسلع الاستهلاكية والتموينية، وكذلك الخضار والفواكه حيث قالوا: بات سعر الصرف له علاقة بكل تفاصيل حياتنا وبكل شاردة وواردة حتى ربطة البقدونس أصبحنا نخشى من ارتفاع سعرها في حال ارتفع سعر الدولار، والغريب أن الشكوى ذاتها نكررها في كل مرة والتساؤل ذاته لماذا ترتفع الأسعار مباشرة عند ارتفاع سعر الدولار مهما يكن الارتفاع بسيطاً؟ وبالمقابل عندما ينخفض نجد التجار أذناً من طين وأخرى من عجين ومباشرة يبررون بأنهم اشتروا البضائع بأسعار عالية فكيف لهم أن يبيعوها بأسعار منخفضة فهم لا يقبلون العمل بخسارة!
ارتفاع 50ـ 100 ليرة
وتابع المواطنون قولهم: صحيح أن أسعار بعض السلع ترتفع بشكل طفيف بمقدار 50-100ليرة ولكن هذا الرقم يؤثر في المواطن الذي بات يحسب كل ليرة أين سيصرفها من راتبه.
وأضافوا: لقد ارتفعت هذا الأسبوع أسعار زيت دوار الشمس بمقدار 100ليرة لبعض الأنواع و50 لأنواع أخرى وكذلك الرز، والسكر، المعلبات وبعض أنواع المنظفات وكلها سلع أساسية في المنزل لايمكن الاستغناء عنها والملفت أنه بين ليلة وضحاها ترتفع الأسعار ومن دون مبرر في أغلب الأحيان.
أين السورية للتجارة؟
تقول السيدة عبير لدى سؤالها عن الأسعار وفي ما إذا شهدت انخفاضاً عن الأسبوع الماضي: بالنسبة للخضار والفواكه فهي مستقرة على أسعارها المرتفعة التي أرهقتنا، فالبطاطا وهي المادة الرئيسية على معظم الموائد لمّا تزل تباع بـ 400 ليرة رغم سماعنا مرات عديدة عن تدخل المؤسسة السورية للتجارة بما يخفض أسعارها إلا أن الوعود بقيت وعوداً والمواطن مازال ينتظر الفرج، كذلك البندورة منذ أكثر من شهر وهي تباع بـ 400 ليرة و250-300ليرة للأنواع الأقل جودة أيضاً الكوسا تباع بين 350-400ليرة وهي الأخرى منذ أسابيع وسعرها المرتفع مستقر والفاصولياء بـ 1200ليرة فالعائلة المكونة من 5 أشخاص مهما حاولت الاقتصاد ومهما حاولت التحايل لتدبير أمورها تحتاج إلى 5000ليرة يومياً، وهذا الرقم لايشمل شراء اللحوم ولا الأحذية ولا الألبسة ولا أي سلعة كمالية أو ترفيهية ولا الذهاب إلى الطبيب لأن هذه الحاجات كل منها يحتاج إلى راتب الشهر بأكمله أي فقط حاجاته بالحدود الدنيا.
والفاكهة ارتفعت
وتابعت حديثها: حتى الفواكه هذا الأسبوع ارتفعت فالبرتقال يباع بـ 200-225 ليرة و175 للأنواع الأقل جودة بعد أن كان يباع الأسبوع الماضي بـ150 لأفضل أنواعه، أما الفريز فكون الموسم في بدايته فلما يزل يباع بـ650-700 ليرة للكيلو والموز الصومالي 850- 900 ليرة أما البلدي فيباع بـ750 ليرة وأسعار الموز منذ حوالى الشهر لم تتغير، حتى الجزر هذا الأسبوع ارتفع من 150 -200 ليرة وعندما نسأل أصحاب المحال مباشرة يتذرعون بالأحوال الجوية والأمطار .
بين محل وآخر
أما ما تحدثت عنه سوسن فهو تفاوت الأسعار من محل إلى آخر وبشكل واضح وهذا دليل على أن كل تاجر يبيع وفق ما يحلو له ووفق مايحقق طمعه وجشعه وبالتالي المواطن مضطر لأن يسأل عن الأسعار في أكثر من محل حتى يشتري ما يناسبه .
لانشعر بالأثر الإيجابي
مهند منصور قال: لا نشعر بالأثر الإيجابي لانخفاض الأسعار لأنه طفيف جداً وأكثر السلع التي بدت واضحة، هي الفروج بعد أن وصل مبيعه إلى 950-1000ليرة اليوم يباع بـ 800 أما بقية السلع كالألبان والأجبان والحليب والبيض بقيت أسعارها ثابتة ولكن كما قلنا أسعارها المرتفعة ثابتة فالحليب يباع بـ200-225 والجبنة 1500 ومادون ذلك أسعاره تخلو من مواصفات الجبنة والبيض 1150، بشكل عام الأسعار مرتفعة ولاتناسب أبداً مستوى دخل الفرد مهما حاول الاقتصاد.
باعة : الأمطار هي السبب
أما أصحاب المحال لبيع الخضار والفواكه قالوا: الظروف الجوية والأمطار المتواصلة هي السبب في ارتفاع أسعار الخضار والفواكه لافتين إلى أنه توجد أنواع في بداية موسمها كالفاصولياء والكوسا والفريز والعقابية وأخرى في نهاية الموسم.
التجار الكبار يتحكمون بالسوق
أما تجار الجملة فقالوا:
ليس نحن من يتحكم بالأسواق هناك تجار الجملة الكبار هم من يحددون الأسعار إضافة إلى أن بعض السلع المستوردة ارتفع سعرها في بلد المنشأ كالرز مثلاً.
التموين : التغيرات طفيفة
رئيس شعبة التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس نادر اسماعيل قال: بالنسبة للأسعار فهي قريبة جداً من الأسبوع الماضي فالتغييرات سواء الارتفاع أم الانخفاض طفيفة جداً وتتفاوت حسب العرض والطلب.
بالنسبة للخضار والفواكه فمنها ما هو في نهاية موسمه ومنها في بداية موسمه فمن الطبيعي أن ترتفع الأسعار بشكل طفيف علماً أنه متى تحسنت الأحوال الجوية وارتفعت درجات الحرارة سنشهد تحسناً ملموساً بالأسعار.
وبالنسبة للمواد الاستهلاكية والتموينية فكما قلنا التغييرات طفيفة وأن جميع الأسعار ضمن النشرة الصادرة عن دائرة حماية المستهلك. وعن عدد الضبوط المنظمة قال: بلغ عدد الضبوط المنظمة خلال الربع الأول من العام الحالي حوالى 230-240 ضبطاً بمعدل وسطي 70 -80ضبطاً في الشهر تشمل هذه الضبوط مواد مجهولة المصدر وعدم مطابقة الفواتير وحيازة دقيق تمويني والمتاجرة به وتلاعب بوزن ربطة الخبز وأسعار زائدة ومواد منتهية الصلاحية، كما بلغ عدد العينات 120-130 عينة و30-40 إغلاقاً للمحال التجارية بمخالفات متعددة.
ونحن نقول:
دراسات عديدة مؤخراً أشارت إلى أن متوسط دخل الفرد يجب أن يكون بين 250 -310 آلاف ليرة شهرياً، أي عشرة أضعاف راتبه الحالي حتى يستطيع شراء حاجاته في ظل الغلاء الفاحش فمن الطبيعي أن نرى معاناته ومن جهة أخرى لابد من تدخل مؤسسات القطاع العام لإيقاف مسلسل استغلال التجار وتكثيف الرقابة التموينية.
نسرين سليمان