اعتراف الطفل بالذنب و دلائله كيفية التعامل مع الأخطاء و كيفية العقاب لا تهينوا الأطفال بل حصنوهم

تشير الدراسات و التجارب ، إلى أن الأخطاء و معالجتها ، تقود للتغير و التعلم و الابتعاد عنها في مرات قادمة ، و كما نعرف « الاعتراف بالخطأ فضيلة « ، لكن في عالم الطفولة يجب أن يتم ما ذكرنا ضمن قواعد و ضوابط مدروسة ، الهدف الأساسي منها و في كل مراحلها ، هو بناء شخصية الأطفال بمتانة و وضوح ، و بمقدرة على مواجهة إشكاليات الحياة العامة ، خاصة إن إشكالياتنا تزداد دقة و قساوة و لا بد من التعامل معها .

الاعتراف بالخطأ
ترتبط التربية الناجحة بقدرة و شجاعة الطفل على الاعتراف بخطئه ، هذه من
أهم القواعد الذهبية في منهجية تربية الاطفال ، لذلك يجب و في البداية دفع الطفل للتمسك بشجاعته و ثم الاعتراف بما فعل ، خاصة إن ثقافة الاعتذار لا تتلاءم مع الأعمار الصغيرة ، ففي مرحلة من عمر الطفل لا يدرك كلامه و بالتالي لا يملك المعنى الحقيقي لكلمة آسف ، و من هنا نقول إن التربية الناجحة تقود الطفل للاعتراف بما فعل و يجب علينا قبول اعترافه و قبول الواقع الجديد و الانطلاق لمعالجة الإشكالية فيما بعد ، كشرح الخطأ و نتائجه للطفل ، حتى يكون على وعي كامل بما حصل ، و بالتالي تجنب الوقوع فيه في المرات القادمة ، و هذا هو الأهم …
الشجاعة
تقول هيفاء عيسى ، من كلية التربية : هنالك ارتباط نفسي قوي و متين بين (الشجاعة و الثقة بالنفس و تحمل المسؤولية ، و للعلم وجود واحدة من الصفات المذكورة ، تقود لغيرها ، و هذا لا يتم إلا بالتدريب و التدبر اليومي ، فلا يمكن للطفل الاعتراف بخطئه أمام معاملة أبوية قاسية دون أي مبرر ، و لا يمكن أن تطلب من طفل الشجاعة ، بعد أن ترعرع في كنف الدلال الزائد أو التبيعية لمن حوله ، و بالتالي عدم قدرته على الإنجاز و هذا ما نسميه تحمل المسؤولية ، فقبل طلب عنصر الشجاعة من الطفل يجب الاهتمام ببناء كيانه النفسي السليم ، و المضي قدوما بتقديم الحلول ( بتروي و هدوء ) ، و هنا نقول أن الأم أقرب الأشخاص لطفلها ، و هي على تماس مباشر يومي مع هناته ، لذ يجب ابتداع أسلوب يقوي الرابط بينهما و يزيد الثقة ، و بالتالي تكوين نواة داخلية عند الطفل لكيفية التعامل مع مفردات الحياة من حوله …
العقاب
يقول المثل : لوح بالعصا و لا تضرب ، و إن كانت ثقافتنا بالأساس هي من موروثنا الشعبي ، فلا بد أن تكون هذه المقولة ذات مصداقية أكيد ، فلما لا نطبقها من اطفالنا ؟ سؤال طرحناه على كوثر المحمد ، موظفة في بنك ، فقالت : قبل المباشرة أو استعمال العقاب ، يجب أن يكون هو الحل الأخير ، و يجب توضيح المفاهيم العامة للطفل من خلال ( هذا يجوز و هذا لا يجوز ) ، ليكون العقاب في الجزء الاكبر منه هو التمييز بين الصواب و الخطأ ، هنا نبتعد عن إحساس الطفل بالإهانة أو عدم إدراكه سبب العقاب و بالتالي لا فائدة مرجوة من تصرفنا معه و أمامه ، و تكمل كوثر : تساعدني أختي بتربية الأطفال لأنها أكبر مني و هي أخصائية نفسية ، لذلك تشير إلى أمرين ، الأول : عدم إهانة الطفل بالعقاب و عدم الإساءة لكرامته ، و الأمر الآخر : ضرورة اشراكه في تصحيح الأخطاء ، لكي لا يكون الاعتراف وسيلة للتهرب و لتبرير الخطأ ، فمثلا : لوث أرض المنزل بطعامه ، فيجب أن يشارك في التنظيف ، أو خرب لعبة من ألعابة ، فنشتري له غيرها و لكنه يحرم من المصروف على سبيل المثال …
تشجيع
لا يغيب عن ذهننا ضآلة ملكات الطفل ، لذا يحق له أن يخطىء، لكن الذكاء بالموضوع بألا يكون خطأه للتقليل من شأنه ، أو احساسه بحجم ذنب أكبر من حجمه المعنوي و المادي ، لكي لا نخسر ثقته و بالتالي نخسره هو بحد اته ، و هذا لا يكون إلا عندما يكونان أبواه قدوة له ، من خلال الاعتراف بالخطأ إن وقع ، و من خلال تفهمه و هو يشرح ما فعل ، بهذه الحالة نبعده عن الجبن و عدم المصارحة ، و بالتالي إخفاء ما يجب أن نعرفه عنه لمساعدته ، لننقل إلى ما هو أهم و هو التفريق بين الكذب و الصدق ، و هذا له بحث آخر …
المحرر
تقع عل كاهل الأبوين مسؤولية جمة تجاه هذا الكائن الصغير ، لأن الطفل عبارة عن متلق لا يمكن أن توقف جهاز التسجيل لديه ، و لأن محو الأخطاء صعب للغاية ، فيكون الطريق الأمثل الابتعاد عن الأخطاء قدر الإمكان ، و كل المسؤوليات تصب في بوتقة : ضرورة و أهمية تعليم الطفل في صغره ما يساعده في كبره .
شريف اليازجي

المزيد...
آخر الأخبار