احتفالاً برأس السنة السورية صناعات يدوية وحرفية بمهرجان تراثي في دير ماما

انطلقت في قرية اللقبة فعاليات مهرجان التراث السوري (أوكيتو) الذي تقيمه مديرية السياحة والثقافة احتفالاً برأس السنة السورية، وتضمن المهرجان فقرات فنية وغنائية شعبية تراثية ولوحات راقصة من الفلكلور.
ومن فعاليات المعرض صالة من الصناعات اليدوية والحرفية التقليدية شملت منتجات من القش ومطرزات ومنسوجات من الصوف والقطن والحرير حيث قدمن المشاركات في المعرض من قرية دير ماما لمحة عن إنتاج الحرير و طريقة صناعته إضافة إلى عرضٍ حيّ لبعض المأكولات الشعبية.
ويعد عيد للربيع لدى شعوب المنطقة بسبب التاريخ الزراعي للمنطقة وارتباطها بفكرة المحصول ومايوفره من دفء الطقس وعودة للأمل بالحياة كما أن الأول من نيسان بداية الربيع، وانطلاقاً من علاقة الحضارة والطبيعة والإنسان جاء هذا الاحتفال.
مدير السياحة كمال نشار استعرض تاريخ سورية الحضارة وماقدمته للإنسانية من أول أبجدية للتاريخ إلى أول عيد لرأس السنة السورية، مشيراً إلى أن المؤامرات التي يتعرض لها وطننا من فتنة و إرهاب مؤكداً النصر المؤزر بفضل رجالنا في الميدان و قيادتنا الحكيمة و منه الانطلاق الى مرحلة الإعمار على كامل الأراضي السورية.
فدوى شحود من لجنة تنظيم المهرجان قالت: إن مديرية السياحة اختارت دير ماما ذات الأصول التاريخية العريقة لإحياء احتفالية رأس السنة السورية (أوكيتو) مشاركة مع قرية اللقبة لوجود المكان المؤهل الذي وقع عليه الاختيار وبالتواصل مع مديرية السياحة والتعاون لتيسير نجاح الفعالية التي تنحصر بالأصالة والتراث تم التواصل مع النساء الريفيات العاملات في حرفة الحرير الطبيعي والمشغولات اليدوية وكان التجاوب رائعاً كما هي نساء دير ماما دائماً.
وتواصلن أيضاً مع النساء المميزات في تحضير الصناعات الغذائية الريفية المشهورة الشعبية والمأكولات الأكثر شهرة عبر تاريخ القرية وكان المعرض نتيجة تحضير أسبوع كامل تواصلنا مع الفرقة الفنية وهم من أبناء القرية الطبل والقصبة الآلة الشعبية الأولى وأبدى الجميع استعداده، كما استضفنا فرقة أطفال مدرسة الشهيد سلوم مخول بدير ماما لفقرة فنية كانوا قد تدربوا عليها مسبقاً
كان العمل الجماعي واضحاً أظهر الصورة الجميلة والحقيقية لأهالي دير ماما عبر العصور، قامت النساء بتحضير الطعام بشكل مباشر أمام الضيوف والمأكولات الشعبية: سيالة..فطائر ومعجنات بأنواعها، هريسة … متبلة قمحية برغل بحمص، هبول التين، المربيات بأنواعها، الزهورات الجبلية، العصائر المختلفة، دبس رمان..عصير خوخ أحمر، عصير حصرم …خل التفاح.
أما عن الحضور فكان لافتاً ومميزاً من قريتي دير ماما واللقبة والقرى المجاورة، إضافة إلى المدعوين من جميع شرائح المجتمع وقد سادت روح الألفة والمحبة وشارك الجميع في حلقات الدبكة والرقص الشعبي.
وأشارت أن أهل الريف دائماً قلوبهم مليئة بالفرح والأمل وتبقى احتفاليتنا محاولة متواضعة لإدخال ومضة من السعادة والطمأنينة إلى قلوب مكلومة تحتاج إلى لمسة حنان ونظرة رأفة وجرعة أمل بعودة السلام والأمان إلى حياتنا وأيامنا.
وأكيتو أول رأس السنة السورية والتي عرفها السوريون منذ القديم – التقويم – فقسموا السنة إلى فصول ومارسوا طقوساً استقوها من أنشطتهم الزراعية وارتباطهم بالطبيعة وأرضهم فكانت أعراس البابليين ومن بعدهم الآشوريين تبدأ برأس السنة التي تبدأ عندهم في الأول من نيسان وتستمر 12 يوماً وهي في جوهرها مشاركة منهم للأرض في أفراحها وعودة الخصب إليها مجدداً في دورة الحياة.‏
ويعد التقويم السوري القديم (اكيتو) هو أول من استخدمه الآشوريون والسريان.

 حماة ـ الفداء

المزيد...
آخر الأخبار