بدءاً من دقيقةٍ.. وحدةٌ زمنيّةٌ كانت قد سبقتني و أفلتت منّي على غير عادة ، أصبحت كلّ لحظاتي الحقيقيّة والتخيليّة معك في عداد الذاكرة ، كجيشٍ يتأهّب لمعركةٍ طاحنة تودي بالنفس والعاطفة ، ومهما فعلت وكنت صلبةً قاسيّة سيخونني ما أسكنت داخلي من روحك ، وسيقطّعني قلب استباح قلبي ، لقد أفلتّ من بين يديّ في حين بقيتا تتلمسان أخيلة أطيافك التي تحتاطني ، وبدءاً من تلك الدقيقة شرع شيٌ ما بالتناثر…
بدأت خلايا الأرض بالتّحرك والثورة ، وأصبحت أنا بلا وطن وبلا منفى ، أريد اقتيات الوهم وتأبى نفسي ، و أودُّ التّلعثم بحروفك و تأبى لغتي ، أريد البوح ولكن.. تأبى روحك.
ما كنت يوماً إلاّ منك وإليك بكامل قوّتي وتبعثري وانفعالاتي ومرحي ، والآن تنتهي كلّ لحظةٍ توصلني إليك ، ويبقى يا صاحبي تجذّرٌ مبهم الأصل والمعنى عن الكينونة العليا التي منحت إليك .