في كل زاوية وفي كل شارع حكاية وآثار ونقوش تروي قصة ولادته، سوق مصياف الذي لا يزال يلمس عبق التاريخ محافظاً على رونقه وخصوصيته وطابعه الشعبي البسيط رغم أنه مع مرور الزمن غلب عليه الطابع التجاري حيث يوجد في السوق الطويل أو سوق الجامعة العربية محال متنوعة تلبي حاجة المتسوقين بدءاً من الألبسة الجاهزة ومحال الأحذية والأقمشة والصاغة و ألعاب الأطفال ومحال بيع العطور والإكسسوارات والعطارين والخضار والفواكه والمطاعم التي تبيع الوجبات الشعبية الخفيفة كالفلافل والفول بأسعار مناسبة ،إضافة إلى مكان مخصص يتواجد فيه عدد من النسوة والأشخاص القادمين من الريف الذين جاؤوا بمنتجاتهم الريفية البسيطة المصنوعة في المنازل وحسب المواسم مثل تين الهبول ودبس الرمان وخل التفاح أو بعض الزراعات المنزلية كالهندباء والسلق والبقدونس وغيرها ويوجد إضافة إلى السوق الطويل السوق الصغير له مدخل من الجهة الجنوبية مقابل الجامع النوري ومدخل من الجهة الشمالية الغربية المطلة على السوق الطويل، وما يميزه أرضه المرصوفة بالحجارة أيضاً ما يميز السوق الطويل وجود منطقة فيه تسمى المصلبة التي تعد تقاطعاً لأربعة شوارع فرعية تتجمع حولها عشرات المحال تبيع البضائع المختلفة ويؤدي أحد هذه الشوارع إلى السرايا التي تشغلها حالياً مديرية الآثار والمتاحف ويعود بناؤها إلى الفترة العثمانية.
يقول صاحب أحد المحال ومحله من المحال القديمة جداً في السوق: يعود تاريخ السوق إلى القرن الثالث عشر ومن المعروف أن مدينة مصياف تقع ضمن سور له أربعة أبواب سميت حسب الاتجاهات باب شرقي وغربي وشمالي هو بداية السوق وجنوبي نهايته ويوجد في السوق الخان الكبير الذي يعود إلى الفترة العثمانية وجامع النوري وبني في عهد نور الدين الزنكي.