تغطي خدمات الرعاية الصحية الأولية أغلب احتياجات الشخص الصحية طوال حياته وتوفر خدمات الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل والرعاية الملطفة وتعد جودة هذه الخدمات استثمارا ذا قيمة كبيرة يحد من إجمالي تكاليف الرعاية الصحية.
ونظراً لأهمية الرعاية الصحية الأولية اختارتها منظمة الصحة العالمية موضوعا ليوم الصحة العالمي لهذا العام الذي يصادف 7 من نيسان تحت شعار “الرعاية الصحية الأولية.. الطريق نحو التغطية الصحية الشاملة” بهدف تركيز جهود المؤسسات الصحية والمنظمات لدعم هذه الخدمات وضمان وصولها إلى مختلف المناطق.
وتشمل خدمات الرعاية الصحية الأولية برامج الصحة الإنجابية للمرأة خلال الحمل والولادة، ورعاية الطفل الوليد والخديج، وحملات التلقيح الوطنية ومتابعة صحة الطفل من خلال الصحة المدرسية إضافة إلى برامج صحية تتعلق بالمراهقين وأخرى لكبار السن، وذلك بحسب مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور فادي القسيس الذي أوضح أنه خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية تمت إضافة خدمات الرعاية الصحية النفسية إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية.
ورغم الصعوبات والتحديات التي فرضتها الحرب الإرهابية على سورية إلا أن القطاع الصحي أثبت قوته وفق القسيس حيث لم تسجل حالات أوبئة وأمراض كما هو شائع خلال الحروب لافتا إلى أن سورية استطاعت تجاوز حالات شلل الأطفال التي ظهرت عامي 2013 و2017 وتم نهاية العام الماضي إعلانها خالية من شلل الأطفال.
وأشار القسيس إلى أنه نتيجة الحرب الإرهابية على سورية خرج العديد من المشافي والمراكز الصحية عن الخدمة لذلك عملت وزارة الصحة على إعادة تأهيل المشافي والمراكز الصحية فور عودة الاستقرار إلى أي منطقة حيث تمت إعادة تأهيل 17 مشفى و190 مركزاً صحياً تقدم مختلف أنواع الرعاية الصحية الأولية والإسعافية إضافة إلى ترميم منظومة الإسعاف بنسبة 80 بالمئة فضلاً عن تدريب وتأهيل الكوادر البشرية وسد أي نقص فيها لضمان تقديم رعاية صحية أولية بشكل مناسب في مختلف المناطق.
وأشار الدكتور القسيس إلى أن نظام الإحالة من المراكز الصحية إلى المشافي التخصصية كان من الأنظمة الصحية الجيدة في سورية لكنه توقف بسبب ظروف الحرب وتم الانتهاء مؤخرا من إعداد دراسة لإعادة تفعيله بشكل تجريبي في عدد من المناطق.
واعتبر الدكتور القسيس أن العام الجاري هو عام المسوحات الصحية بالنسبة لعمل مديرية الرعاية الصحية الأولية حيث ستقدم هذه المسوحات مؤشرات لوضع خطط صحية لسنوات عدة موضحاً أنه تم الانتهاء من إعداد مسح لتحديد أسباب وفيات الأطفال تحت الخمس سنوات وسيتم البدء بإجراء مسح تغذوي للنساء الحوامل.
وأشار الدكتور القسيس إلى أنه تم تأسيس مخبر معايرة اليود في البول في مديرية الرقابة الصحية الأولية وسيتم خلال أيلول القادم البدء بإجراء مسح لـ5000 طفل من طلاب المدارس ليتم التدخل السريع لحماية الأطفال من نقص اليود.
من جانبها أشارت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية اليزابيث هوف إلى أن خدمات الرعاية الصحية الأولية هي حجر الأساس في تقديم الخدمات الصحية من خلال الحصول على حزمة من الخدمات الهادفة إلى تعزيز صحة الفرد مهما كان وضعه المادي مبينة أن برامج الرعاية الصحية الأولية في سورية قبل الحرب كانت من أقوى البرامج على المستوى الإقليمي.
ولفتت هوف إلى أنه يتم العمل على وضع خطط بالتعاون مع الجهات المعنية في سورية لعودة التعافي إلى القطاع الصحي مشيرة إلى أن وزارة الصحة في سورية وعن طريق المؤسسات الصحية تولي اهتماماً خاصاً لتوفير خدمات الرعاية الصحية لمختلف المناطق.
وبينت هوف أن المنظمة عملت في سورية بالتعاون مع وزارة الصحة على دعم إعادة نظام الإحالة الصحية وإدراج الصحة النفسية في برامج الرعاية الصحية الأولية وتأهيل عدد من المراكز الصحية المتضررة ورفد منظومة الإسعاف في الوزارة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري بسيارات إسعاف إضافية بحسب الإمكانيات المتاحة وغيرها من البرامج التي تسهم بوصول الخدمات الصحية إلى مختلف المناطق معتبرة أن برنامج التلقيح الوطني من برامج التدخلات الصحية ذات الجدوى الاقتصادية لتغطية صحية شاملة.
يشار إلى أن برامج الرعاية الصحية الأولية في سورية بدأت عام 1988 حيث شملت مجالات عديدة منها رعاية الطفل والأم والتلقيح وتنظيم الأسرة إضافة إلى إصحاح البيئة ومكافحة الأمراض السارية وصحة الفم والأسنان والتثقيف الصحي.
جينا يحيى