دغدغت قلمي كلمات ، تسابقت للتحدث عن عراقة مدينة عاصرت التاريخ وزامنت أحداثه ..
نشأت في حضن العاصي منذ صغرها ، فأحبها وأحبته ، كحل عينيها بخضرة دائمة أبدية وأهدى ريفها الجميل ذهب السنابل وروعة الحقول والبساتين .
كبرت .. وازداد جمالها على مدى الزمن .
فكان لها أوابدها التاريخية . وآثارها العظيمة حتى أصبحت في خوابي الدهر حديثاً معتقاً حفظته الأجيال .
ماذا أقول …؟ وعن أي شيء أتحدث ..؟
فالكتابة تبدو عناوين تأخذنا إلى مستهل صباحات مجد مشرق غابر .. إلى صفاء واضح ومجد يعلن حضوره .
حماة .. المدينة السياحية الرائعة تشرق شمس جمالها كل صباح ، تفتح أيديها للسائحين تستقبلهم بابتسامتها المشرقة ونسيمها العليل .
إنها فخورة بكرم أبنائها وحسن ضيافتهم، يسير السياح فيها بإعجاب ، يتجولون بأسواقها فيتنسمون عبق المسك والزعفران .. والزعتر الأخضر الشهي فيشعرون بالبهجة والاشتياق لمعاصرة من سكنوا حماة منذ مئات السنين .
يدخلون حماماتها الأثرية .. ومساجدها .. ومتاحفها .. ومسجد أبي الفداء … وهناك يقطفون ثمار التاريخ من أكمامه يانعة ناضجة متدلية .
يقرؤون ويشاهدون بصمات فنانين وأبطال غادرونا تاركين لنا عراقة خالدة على مر الزمن .
ما أروعك حماة … وأنت ترتدين ثياب التجديد والتحديث ، عريقة وأنت في أوج شبابك المتألق .
لقد أخذت زينتك كاملة من معالم التاريخ ، وجمال طبيعتك ، من نهر العاصي العاشق للنواعير ، فاعتلت نسائمه ، وماست على ضفتيه أشجار الصفصاف والكينا ، وبساتين المشمش الحموي والتوت والخضراوات
إنها حماة ، هديل الحمام وغناء نواعير وزقزقات عصافير .
إنها حماة ، مناديل تلوح للسياح القادمين والمغادرين تضمهم إلى صدرها بشوق الأم ودفئها .
إنها حماة، المسورة بالصدق والكرم والعطاء .
إنها حماة ، قطعة من التاريخ العربي المجيد .
رامية الملوحي