طالب مزارعو التبغ في منطقة الغاب الإسراع بصرف قيم محصول التبغ الذي تم تسليمه للجان الاستلام التابعة للمؤسسة العامة للتبغ مبينين أن المزارعين على أبواب التحضير للموسم المقبل والاستعداد له من خلال زراعة مشاتل التبغ والتمهيد بعد ذلك لنقلها إلى الحقول لافتين إلى أن هناك العديد من المعوّقات التي تعترض زراعة التبغ ولا سيما بعد ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي وارتفاع أجور الأيدي العاملة وحاجة المحصول للسقاية والرعاية يقابله تدني قيم المحصول وتأخر صرفه.
ويبين المزارعان حمزة وابراهيم المحمد من بلدة العشارنة أنه لم تعدْ زراعة التبغ ذات جدوى اقتصادية لعدم وجود تناسب بين التكلفة الفعلية للمنتج وبين الإنتاج الحقيقي والسعر الرسمي في مؤسسة التبغ إضافة إلى تراجع إنتاجية الدونم الواحد للموسم 2018 من 250 إلى 150 كغ وهذا ما انعكس سلبياً على المزارعين إضافة إلى الأسعار المتذبذبة التي حددتها لجان الاستلام للكيلو الواحد من التبغ والتي تتراوح مابين 1800 ليرة للنوع الممتاز و 1330 ليرة للجيد و700 ليرة للوسط لافتين إلى أن هناك وعود من المؤسسة بأن تتم عمليات الصرف خلال 10أيام من تسليم المحصول إلا أن هذه الوعود ذهبت سدى وخاصة مع تأخر عمليات الصرف يقابله أن المزارعين ملتزمين بتسديد ما يترتب عليهم تجاه اليد العاملة وأجور الفلاحة والتخديم وغيرها.
ويرى المزارعون علي الابراهيم من بلدة العوينة وبسام محمد من بلدة الحورات ومصطفى حمود أنه في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار الأسمدة والأدوية وأجور الحراثة وغيرها من متطلبات الإنتاج يذهب تعب المزارع مدة عام كامل في مهب الريح من دون أي مردود يذكر وحتى يكون هناك إنصاف لمزارعي التبغ فإننا نطالب بأن تكون هناك تسهيلات وتشجيع لعمليات الزراعة ومنح سلف مالية للمزارعين وزيادة الأسعار بما يتناسب والجهد المبذول من قبل المزارعين خاصة وأن التبغ يحتاج إلى عدة عمليات من الحراثة والري والتسميد وفي الختام القطاف ونشر خيوط التبغ على حبال خاصة تسمى مناشر وهي قوائم خشبية أو حديدية وتكون بطبقة واحدة أوطبقتين وأكثر وتثبت قوائمها في الأرض وتترك الخيوط على المناشر حتى تجف وتبقى معلقة على هذا النحو حتى جفاف الأوراق تماماً ثم تحفظ ضمن بالات ليتم تسليمها لمؤسسة التبغ وهذه المراحل جميعها تتطلب جهداً من المزارع.
من جانبه قال رئيس شعبة زراعة التبغ في منطقة الغاب التي تتبع للمؤسسة العامة للتبغ عبد الرحمن بديع فضل : إن قيمة محصول التبغ الذي تم تسليمه للجان الاستلام التابعة للمؤسسة العامة التبغ بلغت نحو 2 مليار و265 مليون ليرة منها 755 مليوناً و343ألف ليرة قيمة محصول التبغ من صنف البرلي و509 ملايين و439ألف ليرة قيمة محصول التبغ من صنف الفرجينيا في حين بلغت الكميات المستلمة بالنسبة لصنف البرلي 41 ألفاً و265 طرداً بكمية 1250طناً و901كغ منها ما نسبته 83 % أصناف جيدة وبوسطي شراء 1403 ليرات للكيلو الواحد وهو سعر تجاوز السعر الجيد المحدد للتبغ بسعر 1330 ليرة بينما كانت نسبة الأصناف الرديئة نحو 17 % وأما بالنسبة لصنف الفرجينيا فقد بلغت عدد الطرود 9718 طرداً بكمية 315972كغ ونسبة الأصناف الجيدة تجاوزت 90 % بكمية 293402كغ بينما الرديئة بكمية 22570كغ والسعر الوسطي للفرجينيا كان 1612ليرة للكيلو الواحد لافتاً إلى أن التوجه بزراعة الفرجينيا كون منطقة الغاب ملائمة بشكل أكبر من صنف البرلي منوهاً بأن المساحة المزروعة بالتبغ للموسم الماضي كانت 8204دونمات منها 1475دونماً لصنف الفرجينيا يقابلها 6729دونماً للبرلي بينما بلغ عدد مزارعي الفرجينيا 122مزارعاً والبرلي 776مزارعاً.
ولفت إلى أن المؤسسة بدأت التحضير للموسم 2019 من خلال توزيع البذار على المزارعين والإشراف على زراعة المشاتل وبشكل آني ودائم.
هذا وكانت المؤسسة العامة للتبغ حددت 3 لجان لتحديد أسعار التبغ في سلحب وعين الكروم والتريمسة وذلك وفق عدة معايير كونها تضم ضمن عضويتها خبير شاري حيث يصنف محصول التبغ من نوع برلي وفق عدة درجات فدرجة الممتاز يبلغ سعر الكيلو الواحد منها 1800ليرة وتكون فيها ورقة التبغ يزيد طولها عن 40 سم ولونها كستنائي ذات مطاطيل ومرونة خالية من الأضرار الميكانيكية والإصابات الحشرية بينما الدرجة الجيدة والتي يكون سعرها 1330 ليرة للكيلو الواحد فتكون الورقة فيه جيدة ويتراوح طولها مابين 30و40 سم ذات مطاطيل ومرونة أقل ولونها أصفر باهت في حين الوسط بسعر 700ليرة وتكون الورقة فيها أقل من 30 سم وذات نسيج ضعيف ولون مائل إلى السواد إذ إن عمليات زراعة صنف البرلي لم تكن ناجحة كما هي الحال بالنسبة لصنف الفرجينيا التي تبلغ إنتاجية الدونم الواحد فيه 500 كغ كما أن أسعاره تصل إلى 2200 ليرة للصنف الممتاز و1700 ليرة للجيد و 1200 ليرة للوسط إلا أنه يحتاج إلى أفران تجفيف تقدر تكلفتها مابين مليون ونصف إلى مليوني ليرة منوهاً بأن هناك جهلاً لدى العديد من المزارعين الذين دخلوا زراعة التبغ حديثاً ولا سيما بطرق التجفيف وخاصة وأن البرلي يتطلب تجفيفه 45يوماً بينما نوع الفرجينيا لا يتطلب أكثر من 6 أيام كما دعت المؤسسة المزارعين إلى التقيد بتعليمات المؤسسة وخاصة في ظل المساحات المطلوب زراعتها فقط وأيضاً الالتزام بموضوع المناشر وذلك حسب المساحة المزروعة فمثلاً مساحة 10 دونمات مزروعة بالتبغ تحتاج إلى مساحة 200م2 كمنشر لتجفيف أوراق التبغ على ارتفاع أربع طوابق .
حماة-أحمد نعوف..: