البطاطا المحلية تُهرّب إلى لبنان .. والمصرية بـ 400 ليرة … حماية المستهلك : تنظيم 20 ضبطاً . . ودورياتنا متواجدة في الصالات والأسواق
هناك انفصام تام بين النشرات السعرية التي تصدرها حماية المستهلك وبين الأسعار التي نجدها في الأسواق، لا بل نكاد نجزم أن التسعيرة تصدر بناء على تجار السوق فهم المسعر الحقيقي للأسعار وهم المتحكم بالسوق من بابه حتى محرابه، أما النشرة فهي فقط تخص صغار الباعة في المحال الصغيرة ، فحتى العربات المنتشرة في الطرقات والشوارع تبيع بأقل من الأسعار التموينية.
وتشهد الأسواق السورية حالياً ارتفاعاً كبيراً في الأسعار حتى باتت تشكل عبئاً مادياً كبيراً على العائلة ، فالعائلة المكونة من 4 أشخاص وأكثر، بحاجة إلى 30 ألف ليرة شهرياً لتناول الحد الأدنى من الخضروات، أما الفواكه فهي من الكماليات التي قد يمكن الحصول عليها لمرة أو مرتين في الشهر، فالتلاعب مستمر من العديد من التجار، ليكون المزارع والمستهلك هو الحلقة الأضعف، لكون الجهات الحكومية المختصة لم تعمل على أن تقوم بدور التاجر للتدخل في الأسواق.
التحكم بالسوق
ما سمح لبعض حيتان سوق الهال التحكم بالأسعار من خلال العرض والطلب والتحكم بالكميات الواردة وتسعيرها بالطريقة التي تناسب مصالحهم من دون وجود مايسمى بالتناقس المتعارف عليه في عالم التجارة على العكس من ذلك هناك اتفاق وتواطؤ على المواطن في ما يخص السعر في ما بينهم .
أما عن نشرات الأسعار التموينية فهي «لا تقدم ولا تؤخر» ما دامت الغرامة قليلة جداً، حيث يدفعها صاحب المخالفة ويقوم بتحميلها على المادة المباعة لتكون بذلك مرة أخرى نقمة على المواطن وليس عقاباً للتاجر والمتلاعب .
المطلوب السيطرة على السوق
أما المطلوب من الجهات المعنية بحماية المواطن فهي أن يكون لها السيطرة الكاملة بشكل أو بآخر على سوق الهال وأن تكون هي صاحبة القرار في التسعير الفعلي وليس استناداً على مايقوله التاجر.
وتصدر حماية المستهلك بشكل دوري نشرات أسعار للخضروات والفواكه، ولكن من دون تحديد جميع المواد، وسط عدم التزام الكثير من المحالّ بالأسعار المحددة والتلاعب بالأسعار كما يحلو لها، لتبقى الرقابة اليومية والمخالفات هي المقياس اليومي لعمل المديرية بهدف ضبط الأسعار.
خير دليل
حيث تواصل أسعار الخضروات و الفواكه عموماً و منها البطاطا ارتفاعات قياسية تجاوزت القدرة الشرائية للأسرة ، قياساً عن ما كانت عليها قبل الحرب، والتي كانت تعد أسعارها الأرخص بين الخضار الأخرى والأكثر استهلاكاً للأسرة السورية فهي المادة التي لايمكن الاستغناء عنها على الموائد كما أن غيابها في مثل هذه الأشهر من السنة يعد كارثياً للأسر التي لاتجد ما يمكن أن يسد رمقها بعد ارتفاع كل الأسعار سوى البطاطا.
تضاعف 10 مرات
فسعر مادة البطاطا تضاعف نحو عشر مرات مع بداية العام مقارنة بسعرها في العام الماضي.
حيث يقدر استهلاك الفرد السنوي من البطاطا بنحو ٣٥ كيلو، وفقاً لما أعلنت عنه وزارة الزارعة .
الإحجام عن زراعتها
الإحجام عن زراعة البطاطا بعد ارتفاع سعر البذار ساهم في ارتفاع سعرها نتيجة قلة كمياتها، كما أن الخسارة التي لحقت بالفلاحين في العام الماضي كانت قاسية ومؤلمة ما سبب نقصاً كبيراً في السوق ورغم إعلان التجارة الداخلية وقف التصدير إلاَّ أن الأسعار بقيت مرتفعة ولم تنخفض.
ومع منح إجازات ترخيص لبعض المستوردين قدرت بنحو ٥٠ إجازة استيراد بقصد محاولة خفض الأسعار لكن هذه المحاولة أيضاً باءت بالفشل فالبطاطا المستوردة ذات المنشأ المصري أو الإيراني لم تخفض الأسعار بل على العكس رفعت أسعار البطاطا المحلية التي كانت تباع بـ ٢٥٠ ليرة بالمفرق لتصل اليوم لحدود ٣٥٠ _ ٤٠٠ ل.س في بعض المناطق ، ورغم أن حماية المستهلك استوردت البطاطا بشكل مباشر للعمل على خفض سعرها لكن لم يفلح الأمر ولم تنخفض الأسعار .
20 ضبطاً
رئيس دائرة حماية المستهلك نعمان الحاج أكد خلال اتصال للفداء معه أنه تم تنظيم20 ضبطاً بحق المخالفين لعدم وجود فواتير نظامية وتقاضي أسعار زائدة كما تم مصادرة كميات من البطاطا المهربة وأشار إلى أن دوريات الدائرة تراقب عمليات البيع في صالات السورية للتجارة وهي 300 ليرة للكيلو الواحد ولاتزال ملتزمة بذلك .
تجار سوق الهال بدورهم أكدوا أن العرض والطلب يتحكم بالأسعار، وفي ما يخص البطاطا أشاروا إلى وجود بطاطا مستوردة بكميات جيدة ولكن بأسعار مرتفعة وأن المواطن يفضل البطاطا المحلية عن تلك المستوردة ولكن معظم تلك المحلية من البرادات والعروة الربيعية الجديدة بدأت بالظهور في الأسواق.
المحلية تُهرّب إلى لبنان!
وللعلم فإن آلاف الأطنان من البطاطا المحلية تهرب يومياً إلى لبنان ، كما أن البطاطا المصرية تباع في الأسواق اللبنانية بسعر ٢٥٠ ل.س في ما تباع في الأسواق السورية بـ ٤٠٠ ل.س وبصالات السورية للتجارة بـ300 ل.س فمن المستفيد ؟
إذاً الأسعار ستبقى مرتفعة والمواطن سيبقى محتاراً ماذا يأكل بعد أن أكل الغلاء كل ما في جيبه وأكثر.
ا . ص