سورية التي أتعبها جمالها ،ومكانها ،ومكانتها في التاريخ ،سورية الوطن الذي في بحر متلاطم وحرائق شرق ،وأنهار بشرٍ ،متزاحمين على شرفات الأيام ..
سورية الحضارة التي أعطت السماء والأرض مايفيض مطراً ويسكب ورداً ،على مساحات ربيع الكون ..
الأرض الغنية والإنسانُ المبدع ،والموقع المائز ،كانت ،ولم تزل مطمع لكل مستعمر وغازٍ ،يروم خيرها وثمارها ،يسرق بعض تفاصيل تاريخها ،ليبني لنفسه مجداً زائفاً وتاريخاً من دمعٍ ودم ..
عيد الجلاء اليومَ مختلفٌ، عيد الجلاء اليوم يأتي بعد حرب لم يعرفها التاريخ ،ولم يذكرها كتاب ،حرب على الأرض والإنسان والتاريخ والحضارة ،شارك فيها كل حاقد ومتآمر ..
حرب غادرة ،ساهم فيها القريب والبعيد ،وتضافرت جهودهم كلها ،على محاولة تدمير هذا الوطن الجميل ..
الجلاء هو راية المجد المشغولة من دم الشهداء
هو النبض الذي لاينتهي في شرايين الشجر والمطر والدمع.
هو كتاب الشرف والكرامة بحروف من ضياء ..
هو موسيقا الرابضين على تخوم المجد..
الجلاء اليوم عيد مستمرٌ للواقفين على جبهات النار ،المدافعين عن الوطن ،الطاردين لكل قوى الشر ،والمتخاذلين والفاسدين ،رافعين راية الوطن نحو السماء ،قابضين على الجمر من أجل نصر مبين ..
الجلاء اليوم عيدٌ مستمر للبناء الجديد والوطن السليم ..
الجلاء اليوم تطهير للتراب من كل مغتصب ..
الجلاء عمل مستمر يأتي اليوم ونحن بحاجة كبيرة لكل يد تساهم في رفع الظلم ،وإعادة الضوء إلى راية الجلاء .
أيمن رزوق