يعاني العاملون في فرع شركة صوامع الحبوب بحماة من مشكلات صحية تراكمت عبر سنوات طويلة من الإهمال واللامبالاة تجاه واقعهم على الرغم من إطلاقهم نداءات الاستغاثة التي لم تجد نفعاً ولاسيما وأن إجراءات السلامة معدومة ونظام التأمين الصحي لا يلبي الغرض.
ولم يتوقف الأمر عند الأمراض الناتجة عن رائحة القمح المخزن في الصوامع ومواد التعقيم وإنما تعدتها في هذه الأيام الى ظهور مشكلة جديدة تمثلت بانتشار فوارغ المواد السامة التي يتم من خلالها تعقيم القمح في الصوامع حيث تم إلقاؤها بين الآلات لتضخ سمومها القاتلة في الهواء بين العمال في تقصير وتراخٍ واضح لإتلافها وهي تنشر روائح مشبعة بالفستوكسين تؤثر سلبياً على عمال شركة الصوامع الذين أنهكتهم الأمراض.
يقول سامي المحمود وهو أحد العاملين على خطوط الإنتاج: نحن عمال الصوامع نتعرض بشكل دائم ويومي للتسمم بمادة الفستوكسين والتي هي عبارة عن حبوب غازية ولكن المادة الفعالة فيها هو فوكسيد الألمنيوم الخطر الذي يدخل الجسم عن طريق الاستنشاق ويتراكم فيه لسنوات ليظهر في المحصلة بأمراض خبيثة أضف إليها تعرضنا اليومي للغبار ونواتج عمليات تعقيم الحبوب التي خلقت لدى عمال الصوامع أمراضاً صدرية دائمة وبخاصة الأمراض المرتبطة بالجهاز التنفسي ولدينا زملاء عانوا مؤخراً من أمراض مستعصية بسبب الأعمال الخطيرة والمجهدة فأحدهم أصيب بمرض السرطان وتوفي بسبب ذلك أما أحدهم فيعاني الآن من التهاب ربو حاد وهو في فترة نقاهة مرضية شبه دائمة بسبب وضعه الصحي المتدهور.
من جانبه أكد العامل عماد عباس أن بيئة العمل في شركة الصوامع قاسية جداً فنحن على تماس مباشر مع الروائح القاتلة طيلة فترة الدوام ويعاني معظم العمال من تحسس في القصبات والتهاب بلعوم أو عطاس قوي واحمرار في العين فهذا واقعنا المرير الذي لا يمكننا الهروب منه ورغم مطالباتنا بتحسين هذا الواقع وايجاد تقنيات لتخفيف الخطر عن العمال وبخاصة أجهزة فلترة لكن لا حياة لمن تنادي فإلى متى سنظل على هذا الواقع المرير لذا نتمنى من الجهات المسؤولة النظر بواقعنا وتحسين شروط عملنا.
بدوره أشار العامل زيد شلي إلى أنه لا توجد أجهزة تهوية ولا فلترة ولا نعلم عنها شيئاً إن وجدت فعمال الشركة بكل اختصاصاتهم يتعرضون للروائح القاتلة بمجرد الدخول إلى محيط الصوامع وأكثر الحالات المرضية شيوعاً هي الالتهاب الصدر والرؤية بسبب الروائح التي نتعرض لها أثناء تحميل الشاحنات ونحن نطالب بإجراء تحسينات من الادارة العامة والتدخل ووضع حد لما نعانيه فبيئة العمل لدينا مهلكة بكل ما تعنيه الكلمة.
من جانبه أشار مدير وحدة صوامع حماة المهندس وليم بدرة أن الوحدة موجودة في الخدمة الفعلية منذ عام 1978 وهي من أقدم صوامع الحبوب في سورية وكان لدينا خطة لتطوير وتحديث الصومعة لكنها توقفت بسبب الظروف الراهنة التي نمر بها ونحن بحاجة ماسة للتطوير وبالسرعة القصوى بسبب قدم واهتراء الآلات الموجودة مضيفاً إننا نعاني حقيقة من انتشار الأمراض والأوبئة ومنها مرض السرطان والتهاب القصبات والرئة لدى عمال الصوامع وكل التشخيصات الطبية والتحاليل وصور الأشعة أثبتت أن العامل الرئيسي في اصابة العمال بهذه الأمراض يعود لجو التعقيم والتماس المباشر مع الحبوب..
بدوره أقر مدير فرع شركة صوامع الحبوب بحماة وإدلب عهد الشيخ حيدر بوجود أمراض مهنية تصيب العاملين في الصوامع نتيجة تعرضهم لغبار القمح ورائحة مواد التعقيم مما يتسبب بإصابات العاملين بالعديد من الأمراض التنفسية لذا نؤكد على ضرورة استخدام الواقي الصناعي أثناء العمل والتأكيد على صيانة أجهزة الشفط الغبارية في الصومعة مبيناً أن نظام التأمين الصحي الإداري الذي كان متبعاً في الفترات السابقة غير كافٍ ونحن ننتظر الانتقال إلى نظام التأمين للشركات الاقتصادية.
حماة ـ سالم الحسين