في ظل ارتفاع الأسعار الغذائية و التموينية والتي هي حاجة أساسية للمواطنين ، لم يبق للفلاح للعيش إلا تلك البقرة التي يهتم بها أكثر من أبنائه لأنها الاعتماد الأساسي في معيشته ومعيشة أبنائه، ولكن حتى هذه البقرة لم تعد مصدراً للعيش بسبب غلاء العلف ورخص الحليب بل أصبحت عبئاً عليه مما يجعله مضطراً لبيعها……
ارتفعت أسعار الأعلاف خلال السنوات السابقة ليصبح الكيلو الواحد /180/ ليرة في القطاع الخاص تقريباً مقابل انخفاض سعر الحليب ليصبح الكيلو بـ/110/ ليرات مما اضطر بعض المربين في منطقة سهل الغاب لبيع أبقارهم لتجار اللحوم وبأسعار رخيصة ومنهم من بقي لديه بقرة واحدة لتكون مصدراً لمعيشته وأبنائه، علماً أن مايتم توزيعه من فرع الأعلاف هو مقنن علفي رديف ولا يكفي حاجة المربين، ما يضطرهم لشراء احتياجاتهم الأخرى من القطاع الخاص الذي لا يرحم.
الفداء رصدت بعض آراء المربين للأبقار في سهل الغاب.
المواطن محمود هلالة قال: أقوم بتربية الأبقار منذ سنين طويلة وكان لدي أكثر من ثماني بقرات وبسبب تكبدي لخسائر كبيرة في كل عام ، اضطررت لبيع بعضاً منها لأنني لا أستطيع إطعام الأبقار كلها وذلك بسبب غلاء الأعلاف الجنوني مقارنة بسعر الحليب علماً أن بعضها لم تدخل مرحلة الإنتاج بعد، فكل بقرة حلابة تحتاج إلى /10 _ 15/ كغ علفاً يومياً من غير العلف المعبئ /التبن / فتكون تكلفة إطعام البقرة الواحدة أكثر من/4/ آلاف ليرة تقريباً، بينما يكون إنتاجها من الحليب /20/ كغ تقريباً وبسعر /2200/ ليرة وإذا حسبنا الفارق بين تكلفة إطعامها وبين تكلفة إنتاجها نجد أننا نخسر يومياً /1800/ ليرة تقريباً للرأس الواحد، فكيف إذا كان لدي /8/ بقرات فالخسارة أكبر أي بحدود /14400/ ألف ليرة يومياً. وهذا ما ليس لنا قدرة عليه، ناهيك عن تكلفة الأدوية البيطرية وأجور الأطباء البيطريين مما جعلنا نضطر لبيع الأبقار وانخفاض أعدادها في المنطقة.
ونوه المواطن هلالة إلى ضرورة إيجاد حل سريع لهذه المشكلة وذلك بإنشاء معمل للألبان والأجبان في منطقة الغاب تابع للدولة ويقوم بتحديد سعر الحليب للمربين وتوزيع العلف عليهم بسعر يتناسب مع سعر الحليب وذلك لمنع التجار من التحكم بسعره والتلاعب به وقال: إذا بقي الوضع هكذا لن نجد في سهل الغاب أية ثروة حيوانية في السنوات القادمة وهذا انهيار للثروة الوطنية بشقيها الزراعي والحيواني لأنه متكامل مع بعضه.
أما المواطن محمد عمران قال: كان لدي خمس بقرات تعيل أسرتي واعتمادي الأساسي في المعيشة على إنتاجها من حيث بيع الجبن واللبن والشنكليش بالإضافة إلى الحليب وهي المورد المادي الوحيد للمنزل، ولكن اضطررت لبيع أربع بقرات منها وبقيت واحدة وبعض الدجاجات لإعانة الأسرة بالطعام ، وكل ذلك بسبب غلاء الأعلاف والأدوية البيطرية وقال : كنا نقدم الحليب لتجار الأجبان والألبان مقابل العلف وفي نهاية كل شهر يترتب علينا أجور إضافية مما جعلنا مديونين لهم بسبب فارق السعر بين الحليب والعلف وكل ذلك بسبب غلاء مادة الأعلاف في القطاع الخاص.
المواطن حكيم القطارة قال: كان لدي خمس بقرات وكلما زاد سعر العلف كنت أبيع بقرة لعدم تمكني من شرائه لها حتى أصبح لدي بقرتان فقط وقد تكلفت في الشهرين الماضيين على إحداها أكثر من /300/ألف ليرة لقاء أدوية بيطرية وأجور للأطباء البيطريين بسبب مرضها وأضاف قائلاً: لولا الربيع وخير السماء لما استطعنا إطعام أبقارنا لهذا العام وأن اعتمادنا على العشب الأخضر والحشائش خفف من عناء شراء العلف في هذه الأيام، وإذا بقي الوضع هكذا سنضطر لبيع البقرتين بسبب غلاء العلف والأدوية البيطرية.
وأخيراً .. لم يبق للفلاح في هذه الظروف الراهنة إلا هذه البقرة التي تعيله في حياته ، وتوجه المربون للجهات المعنية بالتدخل السريع لحل هذه المشكلة وخفض سعر العلف قبل أن تستنزف الثروة الحيوانية علماً أن الدولة كانت من الأوائل في تصدير الثروة الحيوانية بالنسبة لدول الجوار حيث كانت مصدراً لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق مفهوم الأمن الغذائي ونحن بحاجة ماسة للدعم الآن في ظل الحصار الاقتصادي الظالم في الوقت الراهن من قبل أعداء الإنسانية.
مدير فرع الأعلاف المهندس عثمان دعيمس قال : لا شك أن سعر الأعلاف في القطاع الخاص مرتفع ، وإن المربين باستطاعتهم الحصول على مقننهم العلفي في كل دورة وهذه المقننات بلا شك لا تكفي لاحتياجاتهم ، لأن المطلوب منهم تأمين الجزء الآخر من احتياجاتهم الكاملة ، ومن اسمها فهي مقننات رديفة للمربين وليست أساسية علماً أن جميع أنواع الثروة الحيوانية تحصل على مستحقاتها كاملة وينتهي المقنن العلفي في 30/4 وسيبدأ خلال شهر أيار مقنن آخر ، وهذا يؤكد أن فرع المؤسسة يسعى دائماً للتخفيف مادياً عن المربين ، علماً أن سعر كيلو النخالة في القطاع العام 42 ليرة بعد أن كان 90 ليرة وكيلو الجريش 91 ليرة بعد أن كان /120/ ليرة.
حماة – حيدر أحمد