و لكم في الطفولة حق و واجب

أعترف بأنني لا أملك القدرة الثقافية أو الاجتماعية أو الإنسانية ، لكي أستوعب منظر طفل على ناصية الشارع أو إشارة المرور يستجدي المساعدة بذل ومهانة ، تملأ الأوساخ كامل بدنه ووجهه ، ولا يستر ذاك البدن الصغير الضعيف الضئيل إلا ثياباً رثة مهلهلة ، لا أستوعب على من تقع مسؤوليته ، والأهم لا أستوعب العقاب الواجب بحق من دفعه لهذه الحالة التي هو فيها ، أو ربما لا أستوعب عدم وجود عقاب نهائياً، فالطفل هو هبة من الباري ، والهبة يجب الحفاظ عليها ورعايتها ووضعها في أفضل الأماكن الآمنة والمشرفة ، يجب وبالقطع أن يحاسب من كان سبب وجود هذا الطفل في حياة قاسية ذات معمعة تغرز خناجرها في حيثياتنا كاملة ، وإن كان من حق الناس أن تنجب أطفالاً، فمن واجبهم أن يكونوا على نفس مستوى هذا الحق من الواجبات، وأن يقدموا لأطفالهم أكثر مما يقدموا لأنفسهم، ولا أظن أن الكلام الذي أشير به إلى هذه المصيبة يحتاج إلى بهرجة وزخرفة ، فنحن نذكر ما نعده بديهيات حياتية، لذلك وقعنا في هذه الحيرة الموصوفة ، فإن لم يكن هنالك توجه تجاه الحل من خلال تطبيق عقاب أو رسم خطط ، فمن مسؤولية جهات كثيرة رعاية هذه الطفولة لأن الرعاية حق وواجب.‏
شريف اليازجي

المزيد...
آخر الأخبار