تنامي الاقتصاد والسياحة في مهرجان ربيع حماة… 200ألف زائر … 355 فعالية اقتصادية… المواطنون: عروض متنوعة
كشفت اللجنة الإعلامية لمهرجان ربيع حماة أن عدد المشاركين كفعاليات تجارية وصناعية واقتصادية بلغ /355/ في الأكشاك المتوضعة في محيط قلعة حماة وبمساحة /850/ متراً ، حيث تتراوح مساحة الكشك الواحد مابين 9-12م2 ، كما بلغ عدد الزوار من أبناء المدينة والمحافظات حتى يوم أمس نحو /200/ ألف زائر ، وهذا دليل ثقة المواطنين بهذه الفعالية التي تعكس الحالة الحضارية والسياحية والتآخي والتعاضد بين أبناء الوطن الواحد، حيث لم تمنعهم الظروف الحالية من قصد مهرجان الربيع والتمتع بجميع فعالياته المتنوعة والمتعددة ، حيث تعيش حماة أحلى أيامها وعلى أصوات نواعيرها الصداحة ، وتحلو أيام السهر حتى الصباح.
وضمن فعاليات مهرجان ربيع حماة الخامس عشر عاد معرض الزهور ليفتح أبوابه أمام الزائرين الذين تشوقوا لرؤية الورود الجميلة التي يتفنن أصحابها بطرق عرضها وتنسيقها كلوحة فنية مزركشة تتداخل فيها الألوان مع بعضها فتكون مصدر جذب للناظرين إليها.
داخل حديقة أم الحسن في ساحة العاصي وسط مدينة حماة تشاهد مساحات خضراء ملونة بالكثير من النباتات والأزهار حيث يحتار الزائر من أين سيبدأ رحلته في المعرض وتشدك أيضاً أصوات جريان الماء وهو يتدفق من البحيرات الصناعية والشلالات التي توزعت بين المشاتل الخضراء لتزيد المشهد جمالاً وروعة إضافة إلى الروائح العطرية التي تنبعث من الزهور.
ويتضمن المعرض جناحاً للمشاتل المحلية تشمل نباتات الزينة ومستلزمات الإنتاج المتعلقة بالزهور وتنسيق الحدائق والوردة الشامية والنباتات الطبية والعطرية والتي تمثل بعداً إضافياً لزيادة الموارد الاقتصادية، هذا ما أكده رئيس غرفة زراعة حماة خالد القاسم مشيراً إلى أهمية إقامة المعرض هذا العام للمرة الثانية بمهرجان ربيع حماة والذي يحمل رسالة بأن سورية صامدة وانتصرت وبدأت بالتعافي الاقتصادي وعودة الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية بعد مضي سنوات من الصمود بوجه الإرهاب وأنها قادرة على إقامة المعارض لافتاً إلى أن هناك تشجيعاً قوياً من قبل الغرفة بتشكيل لجنة المشاتل الزراعية والزهور والمشاركة في المهرجان.
ولفت رئيس لجنة المشاتل الزراعية والزهور في حماة بشار هشام قتيل إلى أن الغرفة بالتعاون مع اللجنة ومع مديرية الحدائق في مجلس المدينة أعدت سابقاً للمشاركة في المهرجان وتخصيص جناح كامل لأصحاب المشاتل الذين تلقفوا عودة المعارض بحماس فعملوا على جذب الزوار بتصاميم أجنحتهم بالتركيز على التنسيق وتنوع الأزهار والنباتات.
وأشار خالد حمود أبو البنات /مشتل غرناطة/ المشارك بأحد أجنحة المعرض إلى التركيز على تنسيق الألوان والتنويع بين النباتات كبيرة الحجم والصغيرة مع الحرص على تقديم النصائح للزبائن بالظروف المثلى لنمو النباتات والاهتمام بها لتعيش أطول فترة ممكنة مبيناً أن مشاركته بنباتات الزينة والزهور وخاصة زهرة الميموزا وهي نبات بلون واحد وهو الأحمر وهي من الأنواع النادرة في القطر التي يتم إنتاجها في المشتل إلى جانب الصالونة وهي نبات صيفي تزيني منوها بأن إنتاج مشتل غرناطة الذي تبلغ مساحته 9دونمات نحو 20ألف غرسة ونبات زينة وأزهار وشهرياً يتم تصدير معظمها إلى لبنان.
من جانبه بين كسار هشام قتيل /مشتل زينة والنصر/ عرض العديد من النباتات التي تنفرد سورية بإنتاجها مثل الياسمين والفل البلدي والوردة الدمشقية بأنواعها وأن هناك إقبالاً للشراء من قبل زوار المعرض ومحبي النباتات والأزهار قائلاً : هناك اختلاف في الأسعار ولكن معظمها لا يتناسب مع دخل المواطن وأكد هشام حسين قتيل /مشاتل الأمل/ أن مشاركة مشتله تتميز بأسعار رمزية تسويقية بعيدة عن الهدف الربحي وذلك من أجل المساهمة في دوران عجلة الاقتصاد السوري بعد تعافي البلاد حيث يشارك بعدة أنواع مثل «الفريبيا ووجه القطة وعطر الليل والشكلس والوردة الدمشقية والفل البلدي والياسمين البلدي»وهي أنواع نادرة منوهاً بأن المشتل الذي تبلغ مساحته 5دونمات ينتج أكثر من 200صنف من الزهور والنباتات والأشجار الحراجية والمثمرة ويتم تصدير معظمها إلى لبنان والعراق ودول الخليج.
ويقول الزائر رضوان الخالد من بلدة طيبة الإمام بريف حماة الشمالي أكثر ما لفت انتباهي هو ترتيب وتنسيق الألوان وهو مشهد افتقدناه منذ سنوات حيث لم نستمتع برؤية هذا الكم من الأزهار في أجواء عائلية مستعيدا ذكريات معرض الزهور في سنوات ما قبل الحرب الإرهابية التي شنت على سورية وما كان يستقطبه من مشاركات في ذلك الحين دون أن يقلل ذلك كما يقول من أهمية المعرض الحالي وجماليته.
بدوره أشار محمد الحسن من مدينة مصياف إلى أن المعرض اتسم بوجود مكثف لزينة الحدائق والصالونات من خلال النباتات الطبيعية التي تدخل فيها تنسيقيات خشبية لتزيين الصالونات والمكاتب بالإضافة إلى فكرة جديدة تم إدخالها خلال المعرض ألا وهي زراعة نباتات سهلة العناية ضمن أحواض زجاجية يتم إعطاؤها ألواناً واستدارات معينة لتشكل لوحات جميلة بحد ذاتها.
وفي خضم الإقبال الكبير الذي يشهده مهرجان التسوق بربيع حماة بدورته الـ15 تفاوتت آراء المشاركين والزائرين حول الأسعار ونوعية المنتجات المعروضة ما بين الجيدة والمقبولة قياساً بمستوى دخل المواطن وقدرته الشرائية والعروض التشجيعية.
وأكد عدد من الزائرين أن المهرجان تجربة ايجابية وتغيير لآلية وثقافة التسوق عبر البحث عن الأفضل والسعر الأنسب للتكيف مع متطلبات الأسرة حيث طالبت بسمة زينو بأن يكون هناك مهرجان خاص بشهر رمضان المبارك يمتد طيلة أيام الشهر الكريم مبينة أن المهرجان شريان حياة بسيط للمستهلك نقدم له السلعة الممتازة بالسعر المقبول ولا سيما في ظل الأزمة والغلاء في حين لفت محمد حمدو إلى أنه بات يتنظر مهرجانات التسوق التي انطلقت بشكل ملفت في حماة لشراء حاجياته بأسعار مقبولة نسبة إلى السوق بدوره قال محمود الحسن إنه يتردد بشكل دائم على المهرجان ويتطلع على العروض الكثيرة ويختار ما يناسبه من حيث الجودة والسعر معتبراً أن «هناك فرقاً واضحاً بالأسعار.
وأشار مدير منشأة دواجن حماة الدكتور إياد عبد الله إلى أن مشاركة القطاع العام في مهرجان الربيع مهمة لجهة دعم الصناعة الوطنية من خلال عرض منتجاتها والتعريف بها وبيعها بأسعار قريبة من التكلفة بهدف تخفيف العبء المادي عن المواطنين مبيناً أن المنشأة تشارك في المهرجان من خلال بيع المنتج فيها بأسعار أقل من السوق المحلية.
وبين رفعت صاحب شركة للألبسة القطنية – أن الشركة تشارك في مهرجان الربيع لهذا العام انطلاقاً من دورها الوطني الهادف بتطوير الصناعة الوطنية وتقديم ألبسة جيدة للمستهلكين بسعر مقبول.
وأوضح رئيس غرفة صناعة حماة زياد عربو أن الغرفة قدمت عرضاً يتضمن تحملها مبلغ 50 ألف ليرة من رسوم المشاركة بالمهرجان عن كل صناعي كما وجهت الصناعيين المشاركين بمهرجان التسوق للعمل على بيع المنتجات بسعر التكلفة للمساهمة بنجاح المهرجان.
وأكد علاء الدين السمرة أن أسعار المواد التي يعرضونها بالمهرجان من المتة والكابتشينو والميلو وغيرها من المشروبات الساخنة والباردة مخفضة بنسبة بين تتراوح بين الـ15 والـ25% منوهاً بأهمية هذه الخطوة للتأكيد على أن الصناعة السورية بدأت تتعافى وتطور نفسها وتتحدى جميع العقوبات الظالمة وما أصابها من دمار وهي تثبت اليوم وجودها في السوق المحلية والسوق الخارجية.
وقال حسام من شركة للصناعات الغذائية بحماة- إننا مشاركون منذ بداية المهرجان في دوراته السابقة وهدفنا تشجيع الصناعة السورية وإثبات وجودنا في السوق مع حسومات حقيقية لافتاً إلى أن الغاية من مشاركتهم في المهرجان ليست الربح بل التواجد وتقديم المنتج النوعي الذي يؤكد جودة المنتج السوري وتميزه مبيناً أن الشركة قدمت حسومات كبيرة مضيفاً أن الشركة التي بدأت عملها في التسعينات مختصة بإنتاج الزعتر بمختلف أصنافه إضافة إلى تعبئة وتغليف البقوليات ولديها أكثر من ١٠٠ صنف بهارات وهي حاصلة على شهادة الأيزو ونظام سلامة الغذاء العالمي وهي تصدر إنتاجها إلى مختلف الدول العربية والأوربية.
حماة – محمد جوخدار – أحمد نعوف