الشهداءُ وقتَ صلاتهم

قَمَرٌ أقامَ بأرضِنا
دخلَ البيوتَ جميعَها
فأضاءَ سفرتَنا
وصلّى ساجداً
وبكى بُعيدَ وقوفهِ
بالقُربِ مِنْ أمِّ
الشـــــــــــــــهيدْ
قَمَرٌ يُقَبِّلُ خَدّها
ويُرتِّلُ القُدَّاسَ
فوقَ جبينِها
كي يستقي مِنْ
روحها وهجاً
جَديــــــــــــــدْ
قَمَرٌ أُراقبُهُ..
أرافقُهُ إلى بيتِ
الشهيــــــــــدْ
في كفّهِ خبزٌ
وزيتونٌ وتينْ
هو دامعٌ مثلي
يُحدِّقُ في عيونِ صغاره
تَرَكَ الضياءَ بدارِهم
ومَضى يُخبئُ في
العيونِ مجدداً
حزناً دفينْ
قمرٌ يفورُ بأرضنا
حباً ..حنينْ
_ 2 _

شهداءُ ..
هم شهداءْ
قَمَرٌ ينامُ على
وسادةِ مَنْ يُحبُّ
بلا رداءٍ ..
أو غطاءْ
قَمَرٌ بحجمِ جميع
ذيّاكَ الفَضَاءْ
هو يَنحني ليُقبّلَ
الشهداءَ وقْتَ صلاتِهمْ
ويقومُ يَمْسحُ عَنْ
جباهِهِم ُالمشعّةِ
ما تهاطلَ مِنْ دموعٍ
..من دماءْ

شُهداءُ ..
هُمْ
شُهداءْ
وحينَ صغارهمْ يبكونَ
حينَ الأمّهاتُ نَهَضْنَ
في زغرودةٍ
يَرنو إلينا مِنْ على
تِلكَ السّطوحِ
ومِثْلَنا ..يبكي
..يرفرفُ فوقَ كلِّ
بيوتِنا عَلَماً
ويُطْلِقُ ما تلأْلأَ
في السماءْ
شُهداءُ
..هُمْ
شُهداءْ
هُمْ ضَرّجوا أقمارَنا
فيما يُضِيءُ ديارَنا
فيما يُضاءْ
قَمَرٌ يُرتِّلُ فوقَ
تُرْبَتِهمْ نَشيداً
مثلَ سَوسَنةٍ
وماءْ
شُهداءُ
..هُمْ
شُهداءْ .