عندما ارتكب المجرم السفاح جمال باشا جريمته وأصدر حكم الإعدام بعد محاكمة صورية شكلية تفتقر إلى القانون والأخلاق ، بحق /21/ شهيداً بتاريخ السادس من أيار لعام /1916 م/ , سبعة منهم في دمشق في ساحة المرجة ، وأربعة عشر في بيروت في ساحة البرج وهم نخبة من المثقفين طالبوا بالحرية والاستقلال ، ظنّ للوهلة الأولى أن الشعب سيصمت ، وأنه سيسكت على ظلمه ، فقد مارس العثمانيون خلال استعمارهم كل أنواع الظلم والاستعباد والطغيان ، ولكن شعبنا الأبيّ أثبت أنه لا ينام على الضيم ، وسيدافع عن أرضه في أي زمان وأي مكان .
نسي ذلك المجرم وأمثاله من المخربين أن شعب سورية هو شعب مقاوم لكل أنواع الاحتلال والاعتداء ، ولا يستكين أو يرضخ لأحد كائناً من كان .
هذا الشعب أظهر حقيقة المستعمر وعرّاه ، وسورية ساهمت وبشكل كبير على مستوى العالم في تعرية الإرهاب وداعميه ، وكشفت المستور ، ولا يمكن أن يصل أي إنسان إلى مبتغاه حتى يدفع الثمن , وكان ثمن طرد المستعمر من هذه البلاد استشهاد الكثيرين من الرجال الأبطال الميامين ، فالبطل الذي دفع ويدفع روحه ثمناً لاستقلال بلاده وحرية أرضه ، هو مؤمن بقيمة هذه الأرض ، مؤمن بسيادتها وكرامتها ، هو ذلك الشهيد العظيم الذي لا ينسى ، وهو رمز الحرية والكرامة وهو القنديل المضيء في ظلمة الحياة ، فلولاه لما كنّا على قيد الحياة ولأن الشهادة قيمة القيم في الدنيا كرّس السادس من أيار عيداً للشهادة والشهداء وإلى الأبد تكريماً لبذلهم وعطائهم .
فأيام جمال السفّاح وأفعاله مستمرة ولكن بشكل آخر ، ممثّلاً بخليفته أردوغان ونحن دائماً ندفع الشر والظلم والطغيان عن أنفسنا ، وندافع عن أرضنا بشرفٍ ،يريدون سلبنا حريتنا بأي شكل كان ، جاؤوا من كل دول العالم لينفذوا مخططاتهم ، لذلك أقول :إن أيام السفاح مستمرة .
لم ولن نقدم بلدنا الغالي لقمة سائغة لأي كان ، فالعدو يحاربنا بكل أشكال الإرهاب والإجرام المبرمج ، ويستخدم كامل هيمنته وطغيانه وعدوانه ، ولن نسمح له باحتلال هذه الأرض المقدسة ــ أرض سورية ــ مهما دفعنا من أثمان . فنحن أعطينا ونعطي العالم برمته دروساً في التضحية والفداء من أجل أرض نعيش عليها ونأكل من خيراتها ، نحبّها ونجلّها ، وفي سبيلها نضحي بكل ما نملك . ولازلنا ندفع القرابين على مذبح الحرية والكرامة ، وسنبقى ، لحماية أرض لا يعرف قيمتها إلا نحن ، حتى يتحقق لنا ما نريد ونطرد كل غاشم محتل طامع بأرضنا وخيراتها ، ولن يكون ذلك إلا بالصمود والتصدي لكل همجي بربري .
سنثبت للعالم كله في القادمات من الأيام أن عيد الشهادة والشهداء مستمر ، مادام شبر واحد من أرضنا محتل ويسيطر عليه مستعمر . فقد ذهبت أسماء الشهداء الأبرار إلى سجل الخالدين العظماء وسُجلت أسماؤهم بأحرف من نور ، بينما ذهب اسم السفّاح وغيره إلى سجل مزبلة التاريخ الأسود .
وتحية إلى كل الشهداء الأبرار الذين ضحّوا بأرواحهم فداء لهذه الأرض الطيبة الطاهرة .
مجيب بصو