الفداء في مهرجان ربيع حماة الـ 15 مشاركون: ظاهرة اقتصادية مفيدة للتاجر والمواطن فنانون جرحى : فعالية جميلة
يعد مهرجان ربيع حماة ظاهرة سياحية سنوية تعيد الحياة والنشاط إلى المدينة من الناحية السياحية والاقتصادية من خلال حركة البيع وبأسعار منافسة للسوق المحلية وبمشاركة عدة محافظات، يأتي هذا المهرجان مع عودة الأمن والأمان لسورية وخاصة محافظة حماة ومع الانتصارات الكبيرة للجيش العربي السوري وتضامناً معه.
يشمل المهرجان أنشطة متعددة ثقافية وفنية مصحوبة بأجواء مميزة يعيشها زوار المهرجان خلال زياراتهم لأجنحته والتعرف على المنتجات المحلية وهو شريان هام للمحافظة اقتصادياً ويقدم السلع بأسعار مخفضة وأقل من سعر السوق.
مع المشاركين
خلال جولتنا في المهرجان كان لنا لقاءات عدة مع بعض المشاركين والبداية كانت في قسم السورية للتجارة مع المسؤول عن جناح الغذائية تحدث قائلاً : تتدخل السورية للتجارة لمصلحة المواطن وكل فعالية اقتصادية برعاية وإشراف الوزارة والمديرية، هذا المهرجان بادرة خير وفعالية اقتصادية ناجحة، وهو تعزيز وحافز ونصر لنا يضاف إلى نصر الجيش العربي السوري على جميع الأراضي السورية، حركة البيع الجيدة ونتمنى أن يعم الخير والتوفيق للجميع.
غرفة الصناعة
و كان لنا حديث مع مأمون خليف بغرفة الصناعة قال: شاركنا في المهرجان الخامس عشر وهو ظاهرة اقتصادية للبلد واجتماعية جيدة جداً، فيه يتم التواصل بين المنتج والمستهلك مباشرة ما يعود على المستهلك بالفائدة، وبالنسبة لمنتجاتنا الأسعار مخفضة إلى حدود 50٪ من الأسعار الحقيقية وغايتنا الإعلان والدعاية لمنتجاتنا وليس بهدف الربح وأيضاً تعود لنا بالفائدة من خلال هذا المهرجان على مدار العام ونتمنى أن يكون المهرجان القادم في تطور مستمر وأن يعم الأمان على سورية.
بقسم الألبسة
في قسم الألبسة كان لنا لقاء مع محمود الشيخ مرعي فحدثنا قائلاً: إن المهرجان هذا العام جيد والأسعار مخفضة لترغيب الزبائن بالشراء والحركة جيدة وهناك ضيوف من بعض المحافظات الأخرى وكان لإدارة المهرجان الدور الأول في تنظيم هذا المهرجان بكل فعالياته.
ظاهرة مفيدة
وكان لنا لقاء آخر مع صاحب محل ألبسة حيث بين أن المهرجان فعالية اقتصادية ومفيدة للتاجر والمشتري حركة البيع والشراء لا بأس بها وذلك يعود للوضع المعيشي لبعض الأسر فاكثر المواطنين موظفون وينتظرون قبض رواتبهم ولكن الحركة بشكل عام جيدة ونأمل أن تكون أفضل ونحن بدورنا عملنا على تخفيض معظم الأسعار لتتناسب مع الوضع لكل أسرة كي يتم البيع لجميع الشرائح.
مع جرحى الحرب
الفداء التقت (مدين يوسف) من محافظة طرطوس جريح وطن /متزوج وله ولد وبنتان/ مصاب بشلل أطراف سفلي ولكن برغم الإعاقة التي أصابته كان له نشاط فاعل في المهرجان حيث تحدث عن مهنته قائلاً: أسست مشغلاً اسمه البيت السوري منذ ثلاث سنوات واتخذت من جرحى الحرب داخل هذا البيت وهناك جريح رسام واثنان آخران يعملون لدي في صناعة الخشب ودعوت بعض الجرحى للمشاركة بالعمل واستجاب لي ٣ من الجرحى ويعملون في الخشب وأصبح اسم البيت على مستوى القطر وهو يعود بالفائدة لثلاث أسر والفضل الأول لسيد الوطن الرئيس بشار الأسد ولمحافظ طرطوس الذي تابعنا خطوة بخطوة وكانت بداية عملي بالشرط والبرداغة فقط وطلبت آلات منشرة ومخرطة وتوابعها من المحافظ وذلك من خلال زيارته لي في بيتي وكانت قيمة شراء الآلات مليون و٣٠٠ ألف وقد قدمت لي من صندوق الجرحى كما قدم لنا المواد الأولية ومساعدتي بالتسويق.
وهذا العمل موهبة بالنسبة لي قبل إصابتي ولم أعمل بها وبعد إصابتي زارني النحات أكرم مصطفى سابقاً وقد توفي منذ فترة وكان لديه معرض في المركز الثقافي وقد عرض علي المشاركة فيه بلوحة نحت وكانت الأولى بعملي وهي لوحة للقائد الخالد، وكانت المشاركة ممتازة وقريبة من الواقع 90٪ ونجحت اللوحة وبعدها نمت الموهبة لدي وطموحي رغم فشلي عدة مرات كان كبيراً وإن جميع القطع الخشبية من عملي والخيزران عمل زوجة مفقود والرسم على الخشب والحرق عمل أخت شهيدين ولزوجتي أيضا أعمال خشبية مشاركة مع أعمالي وهناك الرسام علي برهوم وهو من مؤسسي البيت السوري وهو جريح من (دريكيش).
فعالية جميلة
وأشار يوسف إلى أن المهرجان فعالية جميلة ولكن التسويق ضعيف نوعا ما حتى الآن وكذلك أعمالنا لأشخاص محدودين ولها زبائن خاصة ونحن لا نبيع مادة استهلاكية فهي كماليات للزينة وليست حاجة أساسية للمواطن، ونوه إلى أن الفائدة من المهرجان بالنسبة لي هي التعرف على التجار أكثر من بيع القطع والتحف الخشبية ويتم التعامل معهم بالجملة، ونحن رغم الإعاقة التي أصابتنا نلقى الاحترام والتقدير والحب ولا توجد نظرة شفقة لنا كجرحى حرب وأكثرهم ينظرون لنا (كجبل) وهذا الاحساس يزيد من عزيمتنا ولولا محبة الناس لا نستطيع أن نستمر ومعنوياتي جيدة والإرادة قوية.
سورية بخير
من جهته المشارك محمد هنداوي قال: إن المهرجان جميل والاقبال على الشراء كبير وذلك بعد عودة الأمان لسورية ونحن بدورنا لنا عروض وحسومات على الأسعار تصل إلى 40٪ وهدفنا إيصال المنتج من المعمل الى المستهلك مباشرة والتعريف عليه وسورية بخير وسنعمرها سوا وصناعتنا بتقوينا.
أفضل من الماضي
وأشار المشارك عمر دهبية إلى أن المهرجان فعالية جيدة والعام الحالي افضل من الماضي ولكن القوة الشرائية ضعيفة بسبب الوضع المعيشي والمادي بشكل عام وبالنسبة لنا المبيعات مقبولة والشركات تعمل جاهدة على تخفيض الأسعار والعروض بشكل مستمر ونأمل أن نلقى الدعم من جميع الجهات المعنية للمواطن والتاجر، كما نوه إلى أن فعاليات المهرجان من حفلات فنية والافتتاح كان رائعاً وعروضه جميلة والوضع بشكل عام جيد.
دعاية ليس أكثر
المشارك ماهر هزاع كان له رأي آخر في المهرجان حيث قال: إن حركة المهرجان جيدة نوعا ما ولكن الظروف الاقتصادية بشكل عام أثرت في حركة السوق من حيث البيع والشراء والمهرجان دعاية أكثر من حركة البيع والحمد لله بالنسبة للبيع في الشركة كان مقبولاً كبداية للمهرجان وإن شاء الله للأفضل.
النواعير حاضرة
والحرف الجميلة في المهرجان التي كان لها اسم من مدينتنا (حماة أم النواعير) هي صناعة النواعير وكان لنا حديث مع يحيى الظاظا والحرفي في هذه المهنة وهو موظف قال: إن المهنة التي أعمل بها متوارثة منذ أجيال وقد عملت بها منذ الصغر وكان عملي نجار موبيليا وحبي للمهنة جعلني أبدع بها ووقت الفراغ أصنع نواعير صغيرة ومجسمات وبعد ذلك أصبحت حرفة أساسية لدي منذ عام ٢٠٠٠ لحد الآن وقد كرست كل جهدي في هذه المهنة ولكن المردود المادي لم يفِ بالغرض لأن هذه المجسمات والنواعير تعد من الكماليات والناس بشكل عام وقبل الازمة كان لنا تصدير هذه المنتجات إلى خارج القطر وهذه الظروف أثرت سلبياً وحالياً وبعد عودة الأمان عاد الطلب عليها لتصديرها خارجاً.
كما نوه إلى أن عمله الأساسي فقط النواعير ويعمل في إصلاح وتصنيع نواعير العاصي الحالية ولديه محل من مديرية السياحة لتصنيع النواعير الصغيرة كمجسمات ونواعير للزينة، وبالنسبة للمهرجان فقد طلب مني بعض المعروضات ووضع ديكور معين حسب حجم الناعورة وبالتعاون مع مهندس الديكور والمخطط المناسب لها.
يوجد عدة نواعير تستعمل للمنازل أو المزارع وبأحجام مختلفة من ٥٠ سم إلى ٣ أمتار وفي حال كانت الناعورة أطول يتم تصنيعها في المحل ويتم تطبيقها في المكان المناسب لها والمحل الخاص بي في سوق المهن اليدوية في ملجأ الأيتام القديم.
وللشمع حضور أيضاً
الحرفي عماد أبو بكر من السويداء تحدث عن مهنته قائلاً: نعمل في صناعة الشمع من المواد الخام ويتم وضعها في قوالب وتصنع بأشكال وألوان مختلفة، أعمل أنا وزوجتي في هذه المهنة ولدينا فكرة واسعة عنها كبداية وتطورت المهنة تلقائياً حتى وصل حد الإبداع وأنا أعمل في الحياة العملية بالديكور وقد ساعدني عملي في تطبيق الألوان والقوالب الخاصة بالشمع ولنا أربع سنوات في هذا المجال وكانت البداية صعبة في العمل والتسويق لأننا نعمل أعمالاً جديدة بالنسبة للسوق المحلية ومختلفة تماماً عن الشمع العادي المعروف للاستعمال المنزلي وعملنا هو عبارة عن قطع للزينة ويتكون من الشمع المصنع مضاف إليه مواد مقوية تعادل الشمعة العادية التي تصل مدة اضاءتها إلى نصف ساعة أربع مرات عنها مع العلم أنه يتم تعطير الشمع لإضافة رائحة طيبة عند تشغيلها ولها أشكال جميلة وأسعارها مقبولة وتقدم كهدايا رمزية بين المحبين.
والمهرجان جيد والاقبال لابأس به ويوجد حركة نشطة أما بالنسبة للتسوق فهو قليل.
تصميم الرموز الخشبية
وعرفنا الحرفي معتصم مطر من السويداء عن حرفة غريبة ونادرة وهي تصميم الرموز الخشبية المقتبسة من عصور قديمة وحديثة برابط فكري وانساني من جميع الحضارات وضمن عملي يوجد مجموعة من الرموز الفرعونية وهي (عين حورس) رمز الحماية الامان والوقاية والعين العاكسة التي تعكس النية السيئة على صاحبها وتحمي الاشخاص الذين يقتنونها وهناك رموز أوروبية مصنعة من الخشب المعد للتدوير من مخلفات البيئة مثل قشر جوز الهند حيث يتم صقلها وحفرها بالشكل المطلوب وتطعم القطعة بالفضة وبرادة النحاس بشكل يدوي وهناك جهاز واحد لهذا العمل وبعدها نقوم بصقلها ويأخذ العمل وقتاً طويلاً 2- 3 ساعات للقطعة حسب الرسومات الموجودة وأيضاً من ضمن أعمالي الكتابة على حبة الرز ويوجد لها قلم خاص بنسبة (1ر0) ويتم الكتابة بحرفية والمهرجان جيد جداً والاقبال على شراء أعمالي جيد.
هيئة المشروعات
وقد كان لنا زيارة إلى جناح هيئة المشروعات والتنمية الصغيرة حيث تحدث عادل قطيش من السويداء عن منتوجاته الطبيعية من خل التفاح ودبس العنب وماء الزهر وماء الورد والمكدوس وماء الورد للبشرة وهذه المنتوجات خالية من أي مواد حافظة وهي انتاج طبيعي 100% وأسعارنا بسعر التكلفة وشهد المهرجان اقبالاً مميزاً والحمد لله .
والنسيج اليدوي حاضر
وللنسيج اليدوي ذوق خاص في المهرجان حيث التقينا المسؤول عن الشركة علي حجار من محافظة حلب (فن شرقي) تحدث قائلاً: إن العمل يشمل أصناف المطرزات والرش اليدوي والخرز مثل السجاد الصغير الحجم والشانيل والبسط وعدة أصناف أخرى وهو مشروع صغير واليد العاملة به قليلة، وبالنسبة للمهرجان يوجد إقبال كبير غير متوقع وحركة الزوار جيدة بالنسبة للبيع.
كلمة أخيرة
وأخيراً… جولتنا في مهرجان ربيع حماة في دورته الـ 15 لها طابع خاص ومتنوع وحركة البيع والشراء مقبولة وهناك اقبال كبير من قبل المواطنين على جميع الأجنحة بمختلف أنواعها والأسعار مخفضة بالنسبة للسوق المحلية وكانت لمشاركات المحافظات النصيب الأكبر هذا العام مما جعل المهرجان في تجدد دائم.
حماة هذه المدينة الجميلة بعاصيها ونواعيرها وأهلها جعلت الربيع مشرقاً بعد تسع سنوات من الأزمة وذلك بهمة وشجاعة الجيش العربي السوري الذي أعاد الأمن والأمان إلى سورية تحت قيادة وحكمة السيد الرئيس بشار الأسد.
ونحن بدورنا نأمل أن يحقق المهرجان كل ما يتمناه المواطن والتاجر من فائدة للجميع والوطن.
ربيعنا دائم ومتجدد بإذن الله.
صفاء شبلي